سامر زايد يكتب: علمتنا حرب غزة

علمتنا أنه يمكن أن نعيش في خيمة، ولا يشترط وجود قصر أو بيت حتى نشعر بلذة الحياة..

علمتنا أنه يمكن الاقتصار على وجبة واحدة في 24 ساعة، ولا يشترط ثلاث وجبات “فطور وغداء وعشاء”..

علمتنا أنه يمكنك أن تصل إلى أي مكان في غزة بدراجتك الهوائية، ولا يشترط أن يكون هناك سيارات أو باصات..

علمتنا أنه يمكننا أن نعيش بدون انترنت أو اتصال، ولا يشترط وجودهما حتى نشعر بلذة الحياة..

علمتنا أنه يمكنك أن تعيش بثوب أو ثوبين، وليس يشترط وجود خزانة ممتلئة بالأثواب والغيارات، فقد خرجنا من بيوتنا بحقيبة فيها ثوب واحد وعلينا ثوب آخر، واكتشفنا أنه يكفينا هذا القدر..

علمتنا أنه يمكنك أن تعيش بدون مسليات أو شوكولاتة أو قهوة أو نسكافيه، ولا يشترط وجودها لكي تشعر بلذة الحياة..

علمتنا أنه يمكنك أن تطبخ وتخبز على النار، ولا يشترط وجود الكهرباء والغاز حتى تشعر بلذة الحياة..

علمتنا الحرب كل شيء، ما كنا لنتعلمه إلا بالحرب..

علمتنا أنه لا بد أن نصبر ونصبر ونصبر حتى ننال أجور الصابرين المرابطين، فليس الصبر كلمة تقال، ولكنه ألم وفقد ووجع وتهجير ونزوح يعاش..

كنا نشكو ونتضجر كثيرًا قبل الحرب، وتبين أننا كنا في ترف ودعة..

والآن نحن والله لا نشكو من شيء..

لن نشكو ربنا لأحد، هو ربنا فليفعل بنا ما شاء..

وأخيرًا

الحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله..

فلن يكتب التاريخ علينا أننا قلنا غيرها..

فاللهم فرجك القريب العاجل..

أخوكم ابن دولة فلسطين ابن مدينة غزة المهجر من دياره.

 سامر زايد محمد عوض الله