أقلام حرة

صدام الحريبي يكتب: فشل الانقلاب الثلاثي في سوريا

الصهاينة، إيران، الإمارات!

شهدت سوريا أفشل محاولة انقلابية حديثة بعد سلسلة من التحركات الواضحة التي هدفت إلى التمهيد لهذا الانقلاب.

ففي يوم سقوط نظام بشار الأسد، التقى رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد بزعيم الطائفة الدرزية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، موفق طريف، الذي اتهمه الزعيم السياسي الدرزي اللبناني وليد جنبلاط مؤخرا بجر الدروز إلى حروب طائفية.

ثم في مطلع مارس هذا الشهر، هدّد الصهاينة القيادة السورية الجديدة في حال المساس بالطائفة الدرزية، حيث جاء ذلك على لسان وزير الدفاع الصهيوني يسرائيل كاتس، الذي قال إنهم سيؤذون سوريا وسيتعاملون معها بصرامة إن هي مسّت بالدروز.

بعد ذلك، انتظر الجميع احتشاد مرتزقة إيران في لبنان تحت ذريعة تشييع جنازة زعيمهم حسن نصر الله في أواخر فبراير الماضي، حيث أُرسل الآلاف من أتباع إيران إلى بيروت بهدف تهريبهم إلى سوريا لتنفيذ الانقلاب، وسنقرأ في الأيام القادمة عن إلقاء القبض أو هروب عناصر من جنسيات مختلفة كانت تقاتل مع الانقلابيين في سوريا، حيث كانت عودة الوفود التي ذهبت إلى بيروت للتشييع عودة صورية عادت فيها أرقام محدودة مقارنة بالتي ذهبت وهي بالآلاف بحسب تصريح ناشطين وقيادات حوثية باليمن.

كل هذه التحركات مجتمعة جاءت بعد تهديدات واسعة أطلقها مرشد إيران خامنئي ومسؤولون إيرانيون، حيث توعدوا بعدم استقرار سوريا وحرّضوا على الطائفية فيها، وأيقظوا النعرات العنصرية والطائفية بشكل مثير للاشمئزاز.

عموما، كانت كل هذه التحركات هدية للدولة السورية الجديدة التي أثبتت رقيها وقدرتها على الحكم حينما أصدرت عفوا عاما، والآن، حصلت على هدية ومبرّر كبيرين لإقناع العالم بالتعامل بصرامة مع كل من يفكّر في زعزعة الأمن في سوريا، كذلك الذي حصلت عليه تركيا في ١٦ يوليو ٢٠١٦م.

لقد منحوا الدولة بأنفسهم الذريعة للتخلّص منهم كإرهابيين وفلول للنظام السابق المجرم الذي أدمن سفك الدماء، كما أن هذا الفشل يُعد درسا لكل من يتساهل مع المليشيات الإجرامية.

والخلاصة هي أن الثلاثي الذي يدّعي العداء المتبادل أثبت اليوم كذب ادعائه، فقد تحدث بينهم بعض الخلافات حول المصالح، لكنهم في الأصل أصحاب مشروع تفتيت الدول والمجتمعات العربية والإسلامية، حيث يقوم كل نظام منهم بدور محدّد على أكمل وجه، إلا أنه وبعد طوفان الأقصى، اختلطت الأوراق ولم يعد المخطّط يسير كما أراد صاحبه، ولم تعد كل التحركات كما يهوى أعداء المسلمين والعرب.

فشل الانقلاب المشؤوم الذي كان يهدف إلى إعادة سوريا والسوريين إلى وضعية الانتقام وسفك دماء أكثر بمشيئة الله، وقضى عليه الجيش السوري الجديد الذي كان هذا المحور الثلاثي يظن أنه ما زال مبتدئا ولن يستطيع التعامل مع الأحداث.

فتحية إجلال وإكبار من اليمن الجريح إلى كل سوري حر رفض العودة إلى العبودية، وساهم في مواجهة الإرهاب والإجرام في سوريا الحبيبة.

وشهر كريم ومبارك على الجميع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights