السبت مايو 18, 2024
أقلام حرة

عبد الرحمن جمال يكتب: هل المقاومة تمحو الكيان الصهيوني؟!

إسرائيل دولة نووية لها ثقلها ووزنها على الصعيد الدولي والإقليمي، وهي وإن كانت دولة غاصبة صهيونية قائمة على أساس المصالح الأمريكية والغربية للفت عن عضد الإسلام والمسلمين إلا أنها اليوم أصبحت دولة معترفا بها لها قوتها ووزنها.

منذ مدة ويشغلني هذا السؤال هل يمكن للمقاومة التي لا يمكن أن تقاس بتلك القوة العسكرية الكبيرة والثقل السياسي الكبير أن تهزم هذه الدولة الكبيرة وتمحوها عن وجه الأرض أو تضطرها للانسحاب من الأراضي المحتلة الفلسطينية.

قبل سنوات حالفني التوفيق أن أشارك في مؤتمر شبابي عقدته هيئة علماء فلسطين في إسطنبول والتي استمرت لمدة عشرة أيام شارك فيه شباب متحمسون من شتى بقاع الأرض، فقد وجدت الفرصة سانحة أن أطرح هذا السؤال الذي يشغلني منذ مدة عن قيادات حماس التي كان الكثيرون منهم محاضرين في ذلك الملتقى الشبابي فطرحت هذا السؤال على بعضهم وقلت لهم بصراحة: هل تهزمون إسرائيل؟

قالوا: نعم. قلت: بعيدا عن البعد المعنوي وبعيدا عن هذا التصور بأن الله ناصر لدينه ويؤيد عباده المؤمنين هل يمكن للمقاومة أن تهزم دولة نووية معترفا بها دوليا وهي لا تملك شيئا يذكر على صعيد الواقع وليست هناك دولة عربية وإسلامية تدعمها علنا وتقدم لها الدعم العسكري والمادي إلا نادرا؟!

فقالوا: نعم. قلت: كيف؟ هل عندكم شيء لا نعلم به أم ورائكم دولة قوية تدعمكم؟! وهل هناك حل للقضية الفلسطينية غير الحرب؟

قالوا: نحن ليس معنا إلا الله ونحن على ثقة بنصر الله. قلت: أي نعم كلنا واثقون بنصر الله ولكن ماذا على صعيد الواقع؟ أليست إسرائيل هي الرابحة في كل حرب تشعلها؟ أليست هي البادية بكل حرب؟

أليست الأرض الفلسطينية تنتقص أطرافها من كل جانب في كل حرب تقوم بها إسرائيل؟ أليست المستوطنات تزداد يوما بعد يوم وأليست غزة تنتقص كل يوم؟ رأيت بعض القيادات ينقبض عن طرح هذه الأسئلة ونحوها ويتعلل بردود لا تشفي الصدر!!

الحقيقة أن المقاومة وإن كانت لها قوتها ومكانتها وثقلها إلا أن ما يجري على ساحة الواقع لا تعود إلى النفع بالنسبة للفلسطينيين أللهم إلا خسارة في الأرواح والأراضي.

الحل هو ما طرحه فضيلة الشيخ عبد الحميد حفظه الله أن تتم المصالحة بين إسرائيل والفلسطينيين تحت إشراف دولي دون أن يهضم حقوق الفلسطينيين إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.

Please follow and like us:
عبد الرحمن محمد جمال
مدرس بجامعة دارالعلوم زاهدان - إيران، مهتم بالأدب العربي وعلوم الحديث وقضايا الفكر والوعي الإسلامي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب