“فلسطين.. وعروش العربان”.. شعر: عمر بلقاضي
إنّ العُفونةَ في الذُّيولِ تراكمتْ …
حتَّى غَدتْ تُؤذي الأنوفَ وتَزكُمُ
صَدَموا الوجودَ عمالة ًوخيانةً …
وتغـرَّبُوا وتَهوَّدوا وتروّمُوا
كلُّ الفضائحِ قد بدتْ في سرِّهمْ …
فالغدرُ في هاماتهم مُتحكِّمُ
كم قد أضاعوا رزقنا ورَشَوْا به …
رهطَ اليَهودِ وشعبُنا يتألَّمُ
كم فرَّطوا في عِرضنا ودِمائنا …
وبلادِنا من أجل أن يتزعَّمُوا
فعُروشُهم مَهزوزةٌ يهوي بها …
ثِقْل المهازِل فارتمَوْا وتجوَّمُوا
هم عارُنا لا يصلحون لعزَّةٍ …
بل قد أطاحوا بالصُّروحِ وهدّموا
وتَرَى الصِّراعَ يلوكُهم ويؤزُّهمْ …
فالغدرُ أُسلوبٌ لهم مُتقدِّمُ
كم يَخدعون ويَخدعون فلا ترى …
إلا الخديعةَ في القصور تُعمَّمُ
قد دنّسوا دين الطّهارةِ والهُدى …
لا يرتضي العرشَ المخادعَ مسلمُ
فليخنعوا وليخدعوا فعروشُهم …
حتما تزولُ وتنتهي وتُحطَّمُ
ومصيرُهم قعـرُ الثَّرى يا ليتهمْ …
نظروا إلى شأن الوَرَى وتعلَّمُوا
الموتُ حقٌّ في الوجود يَذوقُه …
حتى الكواكبُ في السّما والأنجمُ
تفنى العروشُ ولا يدومُ سوى قذًى …
أهلِ العُروش إلى اللُّغاتِ يُترجَمُ
يا عارَنا من أحمقٍ متسلِّطٍ …
أضحى يحلُّ دماءَنا ويُحرِّمُ
لكنّه عند اليهود ذبابةٌ …
تهوي إلى أدناسهم وتخيِّمُ
وإذا رأى كلبا لهم ينتابُهُ …
ذعرَ الدَّجاجِ فيرتمي .. يَستسلمُ
بصبصْ كأنَّك نعجةٌ مرعوبةٌ …
تبغي الأمان من الذئابِ فتجْثُمُ
إنَّ الملوكَ هم الدَّمار لعزِّنا …
فبهم بلادُ المسلمين تُفرَّمُ
هذا يميلُ إلى اليَهودِ وذاك لا …
يأبى الهوانَ فعرشُه مُتأزِّمُ
يا ويحَ أمّتنا التي أودى بها …
أهلُ العُروشِ فخِزْيُهم يتعاظمُ
الله أعلى شأنها لكنَّها …
في ظلِّ أعراشِ الخنا تتقزَّمُ