لهذه الأسباب .. الكيان الصهيوني مقبل علي انتحار أكبر من مأزق أمريكا في العراق وأفغانستان
اطلق الصحفي البريطاني الشهير جديون راتشمان تحذيرات للعدو الصهيوني من مغبة القيام بعملية عسكرية برية في قطاع غزة موجها خطابة لحكومة نتنياهو وقيادة الجيش بالقول : أنتم مقبلون على إنتحار أكبر من إنتحار أمريكا مع غزو العراق وأفغانستان
وقال في تقرير له بصحيفة الفايننشيال تايمز البريطانية ترجمته جريدة الأمة الاليكترونية :أمريكا محمية بالمحيطين وأكبر قوة عسكرية ضاربة لكن إسرائيل تعيش وسط منطقة معادية لها وبالتالي فإنها تمشي في جنازتها إذا اعتقدت أن غضب الانتقام هو الاستراتيجية
وخاطب الصهاينة بالقول بينما تشعر بهذا الغضب، لا تجعله يسيطر عليك. بعد 11 سبتمبر، غضبنا في الولايات المتحدة. وبينما سعينا إلى تحقيق العدالة وحصلنا على العدالة، ارتكبنا أخطاء أيضا مستشهدا بما قاله جو بايدن في زيارته الأخيرة إلى إسرائيل. لكن الرئيس الأمريكي لم يوضح علنا الأخطاء التي ارتكبتها أمريكا.
أخطاء واشنطن في الحرب علي القاعدة
وتطرق جديون إلي أخطاء واشنطن قائلا :بشكل عام، حاولت الولايات المتحدة هزيمة “الإرهاب” من خلال الوسائل العسكرية التقليدية. أطلقت حروبا في أفغانستان والعراق أدت إلى مئات الآلاف من القتلى. ولكن بعد أكثر من 20 عاما من بدء حربها على الإرهاب، ربما تكون أمريكا أقل قوة واحتراما في جميع أنحاء العالم مما كانت عليه في عام 2001. وقد أصيب مجتمعها بجروح خطيرة.
تساءل هل إسرائيل في خطر تكرار العديد من هذه الأخطاء؟ بالتأكيد. لكن إسرائيل لديها هامش أقل بكثير للخطأ. الولايات المتحدة هي أكبر اقتصاد في العالم. إنها محمية بمحيطين ولديها شبكة عالمية من الحلفاء والقوى التابعة. على النقيض من ذلك، فإن إسرائيل بلد صغير في جوار معاد.
ولفت إلي أن الرغبة في تدمير المنظمة التي ذبحت مدنييك أمر طبيعي تماماو يذكرنا تعهد إسرائيل بمحو حماس بقوة بتعهدات أمريكا بتدمير القاعدة وطالبان بعد 11 سبتمبر.
واستدرك الكاتب البريطاني الشهير بالقول :يمكن للولايات المتحدة أن تدعي نجاحا جزئيا في الكفاح المباشر ضد القاعدة. قتل أسامة بن لادن، زعيمها، في عام 2011 ولم تتمكن المنظمة من شن هجوم مذهل آخر على البر الرئيسي الأمريكي. لكن الإسلاموية فكرة والعنف تكتيك لذا فإن تدمير منظمة إسلامية واحدة لا ينهي المشكلةبل علي العكس ظهرت مجموعات جديدة، مثل داعش. تضررت أوروبا، وخاصة فرنسا، بشدة من الهجمات الإسلامية. ويكتسب المقاتلون الجهاديون أرضا في أفريقياوفقا لقوله .
وربط بين ما يجري في فلسطين وما يجرى في فلسطين بالقول :حماس نفسها تشبه طالبان أكثر من القاعدة لأنها سلطة حاكمة فعلية تدير منطقة محددة لعدة سنوات. يجب أن يكون هذا تحذيرا لأنه بعد أكثر من 20 عاما من دخول القوات الأمريكية إلى كابول، عادت طالبان إلى المسؤولية عن أفغانستان.
حماس وطالبان
وتابع قائلا تستخدم كل من حماس وطالبان تكتيكات تعتمد علي العنف لكن الحقيقة غير المستساغة هي أنها أيضا حركات اجتماعية وسياسية ذات جذور عميقة.
فكم مرة وفقا للكاتب البريطاني أعلنت القوات المتحالفة في أفغانستان أنها قتلت هذا أو ذاك قائد طالبان؟ كان هناك دائما بديل. في الواقع، تغذي الحرب ضد المحتل الأجنبي القومية والتعصب الذي تزدهر عليه منظمات مثل طالبان وحماس. مع إعادة تثبيت طالبان في أفغانستان، من يمكنه استبعاد حماس التي لا تزال تدير غزة في غضون 20 عاما، وهو أمر غير محتمل كما يبدو الآن؟
وعاد للقول :على الرغم من انتصاراتها العسكرية، فشلت أمريكا في إيجاد تسوية سياسية مستدامة في العراق أو أفغانستان. من خلال التعامل مع الفلسطينيين على أنهم قضية أمنية بحتة، تستعد إسرائيل لتكرار هذا الخطأ. لن يكون “الردع” كافيا.
وتطرق مجددا الي الصراع في غزة بالقول :في مرحلة ما، تحتاج إسرائيل والفلسطينيون إلى إيجاد تسوية سياسية دائمة، أو سيظهر جيل آخر من الفلسطينيين، ملتزمين بأخذ المعركة إلى إسرائيل. ومع ذلك، يبدو أن الحكومة الإسرائيلية ليس لديها أي فكرة عن من أو ما قد يحكم غزة – بمجرد تدمير حماس نظريا. تبدو جميع الخيارات – السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي وبعثة حفظ سلام أجنبية – غير قابلة للتطبيق.
بل أن الأمر تجاوز ذلك حيث ناقشت حكومة نتنياهو أيضا شن حرب ثانية – هذه المرة ضد حزب الله في لبنان، وهو قوة أقوى بكثير من حماس. يمكن أن يمضي حزب الله نفسه في الهجوم، مما دفع البعض في إسرائيل إلى الدفاع عن ضربة استباقية. يشبه المنطق بعض الحجج التي دفعت أمريكا إلى غزو العراق. كان الرأي أنه بعد 11 سبتمبر، كان من الخطير للغاية تجاهل تهديد أمني يلوح في الأفق. لكن العديد من أولئك الذين صوتوا لصالح حرب العراق، بما في ذلك بايدن، يقبلون الآن أنه كان خطأ.
وشدد علي أن الطريقة التي شنت بها الحرب على الإرهاب كانت ضارة للغاية بمكانة أمريكا العالمية. ألحقت وفيات المدنيين الناجمة عن ضربات الطائرات بدون طيار ومعسكر سجن غوانتانامو والتعذيب الذي نفذته وكالة المخابرات المركزية (والمفصلة في تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي) أضرارا دائمة لصورة أمريكا.
الاحتلال وحصار غزة
وانتقد بشدة مجادلة إسرائيل بأن العديد من أولئك الذين ينتقدون حربها في غزة مضللون أو منافقون أو معادون للسامية. بعض أشد منتقدي إسرائيل شراسة هم في الواقع أعداء خطيرون لفكرة الدولة اليهودية ذاتها.
ولكن هناك أيضا مجموعة كبيرة تبدأ من موقف التعاطف الحقيقي مع إسرائيل – ولكن من سيتم تنفيرها إذا أدى قطع المياه والكهرباء إلى غزة، على سبيل المثال، إلى المجاعة أو تفشي الأمراض؛ أو إذا تسطيح إسرائيل الأرض، حيث دمر الروس غروزني ذات مرة.
ومع هذا لا تستطيع إسرائيل تجاهل الرأي الدولي ببساطة. مع دخولها مرحلة خطيرة للغاية في تاريخها، ستحتاج الدولة اليهودية إلى كل الدعم الدولي الذي يمكنها الحصول عليه – العسكري والاقتصادي والدبلوماسي.
يمكن للحرب على المنظمات المتطرفة وفق الكاتب البريطاني أيضا أن تلحق الضرر بالمجتمع الذي يشنها. توفي أكثر من 30000 جندي أمريكي عن طريق الانتحار بعد خدمته في العراق وأفغانستان: أكثر من ثلاثة أضعاف عدد الجنود الذين ماتوا في المعركة. ارتبط الغضب المناهض للنخبة و”المذبحة الأمريكية” التي أدت إلى صعود دونالد ترامب في عام 2016 ارتباطا وثيقا بالحطام الاجتماعي الذي أحدثته الحروب التي خاضتها أمريكا بعد 11 سبتمبر.
وخلص في نهاية تقريره إلي القول :الحرب على الإرهاب توحد بلدا على المدى القصير، ولكنها يمكن أن تمزقه على المدى الطويل. هذا أيضا درس تحتاج إسرائيل المصابة بالصدمة إلى التفكير فيه – قبل فوات الأوان