ليندة يحياوي تكتب: المغضوب عليهم
عندما طلب منهم نبي الله موسى عليه السلام، القتال ودخول الأرض المقدسة ارتد القوم على أدبارهم وقالوا: إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها، فإن يخرجوا منها فإنا داخلون.. فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، فعاقبهم الله سبحانه وتعالى بالتيه أربعين سنة، وطلب من موسى عليه السلام أن لا يأسى على القوم الفاسقين.
وعندما أُمروا في التّوراة بالشتات عقابا لهم، وأن لا يتجمعوا لأن في اجتماعهم عصيان لأمر الله تعالى، تذكر القوم أنه كان عليهم أن يتبعوا موسى عليه السلام وقرروا أن يتبعوا هاردزل بدخول الأرض المقدسة، وقرروا القتل والقتال وتذكروا أنه كان عليهم أن يبنوا مجدا بعد أن سلم الله الخيرة لأمة أخرى جاءت بعدهم هي أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
هؤلاء قوم عصاة، يفعلون إلا ما لا يريده الله، مع أنه سبحانه وتعالى أعطاهم فرصة أن يكونوا أمة محترمة بالخروج من الديانة اليهودية إلى الإسلام، والشريعة تقريبا نفسها.
هكذا كانوا ولا يزالون قوم مفسدون في الأرض يحرفون الكلم بعد مواضعه في كل زمان ومكان.
تذكر القوم هذا القرن أنه عليهم أن يدخلوا الأرض المقدسة، وأن يواجهوا القوم الجبارين وأن يخلطوا الأرض ويقلبوها رأسا على عقب.
ويقرأ القوم القرآن ثم يحاججوننا به، ويحرفون المعنى عن مواضعه بالشبهات، ثم يشطحون بالدلالات ليؤولوه كما يحلوا لهم، يريدون أن يقولوا لله جهارا، هكذا يا ربي نحن نقدر ونسير الأرض كما يحلوا لنا نكاية فيك، وقد قالوا قبلا -يد الله مغلولة- وكما قالوا- اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون -وكما حاججوا في بقرة بني إسرائيل ما لونها إن البقر تشابه علينا- وكما تلاعب أصحاب السَّبت بالصيد يوم السبت.
قردة هم -مسختهم يا ربي قردة- ويقولون لله: تعال يا ربي وامسخنا مرة أخرى، نحن لن نهدأ حتى تمسخنا، كالشمبانزي يقفزون ليمسخهم، ونحن نقول لله عز وجل: تعالى يا ربي وامسخ القوم الظالمين حتى ترتاح الأرض منهم وترتاح الأرض المقدسة ونرتاح نحن أيضا منهم.
ليندة يحياوي
كاتبة من الجزائر