“مسافةُ السِّكة ومسافةُ الصفر”.. شعر: محبوبة هارون
يَموتُ اللَّيثُ حُـرّْ .. ولا يَثنيهِ عَـذرْ
وَيَأبَى الحُـرُّ ضَيمَاً.. لِنَسرٍ بَينَ طَيرْ
حَيَاتهُمُو تَرَاهَا.. بِصَدرٍ أو بِقَبرْ
تَوَاصَوا بالمَعَالي .. بِحَقٍّ أو بِصَبرْ
وَغَيرُهمُو هَوَامٌ .. عَبيدٌ دُونَ فِكرْ
عبيدٌ للكَرَاسي .. تَمَنَّوا ألفَ عُمرْ
ولن يَنجوا جَميعًا .. ولو من بَعدِ دَهرْ
شُعُوبُهُمو بٍلَيلٍ .. فَفي قَفَصٍ وَقَهرْ
وَهُم في اللهو غَاصُوا .. وللشَّيطانِ صِهرْ
فَفِي تَرَفٍ تَرَاهُم .. وَمِن قَصرٍ لِقَصرْ
وَخَانوا اللهَ جَهراً .. وَبَاعُوا دُونَ مَهرْ
فَحقَّ القَولُ حَتمًا .. وَذا للهِ أمرْ
وأخذُهُمُو أليمٌ .. شَديدٌ دُونَ حَصرْ
فَسكّتهُم هَوانٌ .. وَمَهلَكَةٌ وَخُسرْ
وَسَل عَنهُم خَليجاً .. وَسَلْ شَامًا وَمِصرْ
وَمَن لله يَحَيَا .. بإيمانٍ وَطُهرْ
وَسِكَّتُهُ جِهَادٌ .. وَتَسبيحٌ وَذِكرْ
وأخلاقٌ تَسَامَت .. فلا غَدرٌ وَكِبرْ
أعَدوا مَا استَطَاعوا .. وَوَعدُ اللهِ فَجرْ
سَتُطَوى الأرضُ طَيًّا .. وَتُمسِي مِثلَ صِفرْ
وَجُندُ اللهِ تَترَى .. سَتَلقاهُم بِبِشرْ
تَبُثُّ الرُّعبَ قَتلاً .. وَتَنكيلاً وَأسرْ
فأهدَونا شُمُوخًا .. وَيَومًا مِثلَ بَدرْ