أقلام حرة

مضر أبو الهيجاء يكتب: السيناريو الأخطر.. تحويل غزة والضفة إلى سورية الصغرى!

المتابع للإيقاع السياسي والعسكري الإسرائيلي يرى بوضوح أن إسرائيل تتعامل مع المعركة وكأنها فرصة ذهبية لاقتلاع غزة وتدمير القضية الفلسطينية وعزل قضية القدس والاقصى عن غزة والضفة التي يجري الاستفراد الممنهج بها بهدف ايقاع أكبر تدمير ممكن في أقصر فترة زمنية متاحة – وهو ما يفسر شكل تعاملها وتعاميها عن قضية أسراها رغم ضغط الشارع الإسرائيلي -!

من الواضح أن أمريكا التي تدير المشهد الآن تسوق خلفها الغربيين كالنعاج، وهي تتجه لفرض رؤيتها على الفلسطينيين بالقوة الخشنة، فيما تتجه أيضا لفرض رؤيتها على الإسرائيليين بالقوى الناعمة، رافعة شعار حل الدولتين وعنوانه المجرب والموهوم، وذلك بعد أن قضى اتفاق أوسلو وطره من فلسطين، وبات لزاما ابداع شكل جديد لا علاقة له بالصورة الراهنة ولا السابقة، رغم استخدامه المرحلي الواجب للأطراف القائمة الآن في فلسطين!

أسوأ سيناريو يمكن أن تطبقه الإدارة الأمريكية على غزة والضفة هو السيناريو السوري الذي رسمته أمريكا بسورية الممزقة -تماما كما برعت في تمزيق الضفة وغزة فأضعفتهما سياسيا-، وذلك بعد أن عبثت بمكرها الكبير بالثورة السورية المباركة وأطرافها من المجاهدين البررة!

السيناريو السوري الذي يبقي كل شيء حقيقي معلقا، فيما عملية الهدر تبقى قائمة بفعل قوى وتدخلات الخارج، ثم تنتقل عملية الهدر للداخل بعد ايجاد ظروفها الموضوعية القاسية والمستدامة، لتدخل على إثرها بعض الأطراف الداخلية في عملية هدر ونحر سياسي، فتصبح آلية التفتيت والهدر ذاتية بامتياز – وهو ما تعيش جزءا منه فلسطين الحالية -.

الفرق الكبير الذي يجعل سيناريو (غزة سورية الصغرى) بمثابة نحر لها، هو أن سورية بجانبها وعمقها تركيا الكبرى، فيما تظل غزة سياسيا وفي ظل الكاهن اليهودي السيسي قرية معزولة عن العالمين العربي والإسلامي، والذي إن مارس دورا فلن يكون على المستوى الرسمي إلا مزيداً من خنق القضية!

لا خيار أمام الجادين إلا بإعادة قراءة تجاربنا الفلسطينية الفاشلة، رغم النوايا الحسنة والبطولات العظيمة وسواعد المجاهدين البررة.

وللمرة الألف سأبقى أردد ما أراه وأعتقده كشرط لتحقيق ثمرات حقيقية في مسار القضية يوازي حجم التضحيات والدماء الزكية ….

(إن القضية الفلسطينية أكبر من أرضها المباركة، وإن قوامة الأمة أعلى وأصوب وأرشد من قوامة جميع المكونات والفصائل الفلسطينية).

مضر أبو الهيجاء فلسطين-جنين 21/1/2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights