انفرادات وترجمات

واشنطن بوست : هل تضع تهديدات ترامب لإيران البلدين علي شفير المواجهة ؟

وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسالة إلى طهران يقترح فيها التفاوض للحد من برنامجها النووي، ملوحًا في الوقت نفسه بالعمل العسكري. لكن ترامب لم ينتظر طويلًا قبل أن يهاجم حلفاء إيران من الحوثيين.

وبحسب تقرير لصحيفة “واشنطن بوست الأمريكية “بعد أيام من وصول رسالة الرئيس ترامب إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، والتي تمنحه خيارًا بين التفاوض لإنهاء البرنامج النووي الإيراني أو مواجهة عمل عسكري أميركي لتدميره،

ولكن وبحسب التقرير الذي ترجمته “جريدة الأمة الإليكترونية “لا تزال المسافة بعيدة بين الجانبين فيما يتعلق بالشروط اللازمة لمثل هذا الحوار، فضلًا عن التوصل إلى اتفاق.

وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض مايكل والتز، الأحد، تصريحات له إن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة”. وأضاف: إذا لم تسلم إيران “الصواريخ، والتقنيات التسليحية، وعمليات التخصيب” النووي، “فإنها ستواجه سلسلة كاملة من العواقب الأخرى

البرنامج النووي الايراني

وجاءت تصريحات جاءت بعد ضربة أميركية واسعة النطاق، السبت، استهدفت الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، وذلك عقب إعلان الحوثيين الأسبوع الماضي استئناف هجماتهم على الملاحة البحرية في البحر الأحمر.

وحذّر ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلاً إنه إذا لم توقف طهران دعمها للحوثيين “على الفور”، فإن “أميركا ستحملها المسؤولية الكاملة، ولن نكون لطفاء حيال ذلك”.

فيما ردت إيران بسرعة، حيث قال اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني: “إذا تعرضت إيران للتهديد، فستقدم ردودًا مناسبة وساحقة”.

وكتب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الأحد، على منصة”إكس ” “الحكومة الأميركية ليست لها سلطة، أو شأن، بفرض إملاءاتها على السياسة الخارجية الإيرانية. تلك الحقبة انتهت عام 1979”، في إشارة إلى الثورة الإسلامية والاستيلاء على السفارة الأميركية في طهران.

في أعقاب الضربات الأميركية على اليمن، أعلن الحوثيون الأحد أنهم أطلقوا 18 صاروخًا باليستيًا وكروز وطائرة مسيرة على حاملة الطائرات الأميركية “يو إس إس هاري إس. ترومان”، التي كانت متمركزة مع سفن مرافقة لها في البحر الأحمر.

وقد رفض البنتاغون التعليق، وأحال الاستفسارات إلى القيادة المركزية الأميركية، التي لم تستجب لعدة طلبات.

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي

ورغم أن تبادل التصريحات النارية بين إيران والولايات المتحدة ليس جديدًا، أشار والتز إلى أن الهجوم الأميركي الأخير كان مختلفًا من حيث الحجم، ومن حيث تحميل إيران المسؤولية المباشرة.

وأضاف: “إيران هي التي تموّل وتسلح وتدرب الحوثيين، وتساعدهم في استهداف السفن الأميركية والتجارة العالمية، كما أنها ساعدتهم على إغلاق اثنين من أهم الممرات البحرية في العالم”.

الهجوم جاء في سياق تطورات متسارعة دفعت البلدين نحو شفا المواجهة.

ذكر تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الشهر أن إيران زادت بشكل كبير إنتاجها من اليورانيوم عالي التخصيب، ورفعت مخزونها من المواد القريبة من مستوى صنع الأسلحة، مما قلص الفترة الزمنية التي تحتاجها لإنتاج سلاح نووي.

وقال هوارد سولومون، الممثل الأميركي المؤقت لدى الوكالة، خلال اجتماع مجلس الوكالة في 4 مارس: “إذا كانت إيران تريد اتفاقًا، فإن الطريق يبدأ بوقف أنشطتها النووية التصعيدية، والوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقيات الضمانات، وبناء الثقة الدولية، والسماح للوكالة بالتحقق من سلمية برنامجها النووي”.

وقد أثار هذا التقرير قلقًا ليس فقط في الولايات المتحدة، بل أيضًا بين الشركاء الأوروبيين الذين ما زالوا جزءًا من الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه خلال عهد أوباما، والذي رفع العقوبات مقابل تقليص برنامج إيران النووي، وهو الاتفاق الذي انسحب منه ترامب خلال ولايته الأولى، واصفًا إياه بـ “الاتفاق السيئ”، متعهدًا بالتفاوض على اتفاق أفضل لم يحدث قط.

ومن المهم الشارة إلي أن المطالب الجديدة لإدارة ترامب تجاوزت شروط الاتفاق السابق، الذي كان يسمح بالتخصيب بمستويات منخفضة للأغراض المدنية.

وعندما سُئل عن الشروط التي قد تؤدي إلى تدخل عسكري أميركي، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، براين هيوز، عبر البريد الإلكتروني: “يجب على النظام الإيراني إثبات أنه فكك برنامج التخصيب والتسلح النووي بالكامل”.

وأضاف هيوز أن ترامب أوضح في رسالته أن هناك خيارين للتعامل مع إيران: “إما عسكريًا أو من خلال التوصل إلى اتفاق. ونأمل أن يضع النظام الإيراني مصلحة شعبه فوق الإرهاب”.

من جانبها عقدت بريطانيا وفرنسا وألمانيا مؤخرًا محادثات مغلقة مع ممثلين عن إيران في جنيف، في محاولة لإيجاد حل، ملوّحين باستخدام آلية “سناب باك” ضمن الاتفاق الأصلي لعام 2015، التي تتيح إعادة فرض مجموعة واسعة من العقوبات الدولية.

السيناتور الأمريكي ماركو روبيو

هذا البند، إلى جانب قرار مجلس الأمن الذي صادق على الاتفاق، ومنع برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، ينتهي سريانه في أكتوبر المقبل، مع بقية أجزاء الاتفاق.

🇩🇪 وقالت وزارة الخارجية الألمانية في ردها على الأسئلة: “سنواصل الانخراط مع إيران، وهدفنا لا يزال السعي لحل دبلوماسي للبرنامج النووي الإيراني”.

دول الخليج العربي، بدورها، تبدو في موقع يسمح لها بلعب دور الوسيط بين الولايات المتحدة وإيران.

وقد سلّم أنور قرقاش، وزير الخارجية الإماراتي السابق والمستشار الحالي لرئيس الإمارات، رسالة ترامب إلى خامنئي يوم الأربعاء. كما التقى عراقجي بنظيره في سلطنة عمان، التي استضافت محادثات سرية غير ناجحة بين طهران وواشنطن خلال إدارة بايدن.

لكن، وبالرغم من وصول رسالة ترامب إلى طهران، أعلنت الإدارة الأميركية عن عقوبات جديدة على قطاع النفط الإيراني، ضمن حملة “الضغط الأقصى” التي أقرها ترامب بمرسوم الشهر الماضي.

ووصف خامنئي مبادرة ترامب بأنها لا تعدو كونها “عرضًا دعائيًا” لخداع الرأي العام.

وقال، في كلمة ألقاها أمام طلاب إيرانيين يوم الأربعاء، قبل زيارة قرقاش: “هذا الشخص”، في إشارة إلى ترامب، “هو من مزق الاتفاق النووي لعام 2015 منذ البداية”.

وأضاف: “إذا كان الهدف من المفاوضات هو رفع العقوبات، فإن التفاوض مع هذه الحكومة الأميركية لن يؤدي إلى رفعها”.

أكد خامنئي مجددًا أن البرنامج النووي الإيراني سلمي ومدني، لكنه شدد على أن إيران لا تنوي الخضوع لـ “حكومات متغطرسة”.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي ، إن طهران ما زالت تراجع رسالة ترامب، لكنه اعتبر المزج بين التفاوض وفرض عقوبات إضافية دليلًا على “نفاق” الولايات المتحدة، مؤكدًا أن بلاده ستحمّل الحكومة الأميركية مسؤولية “العواقب والتبعات لمثل هذه الإجراءات الأحادية وغير الشرعية”.

من جانبه يرى ترامب أن إيران أصبحت أكثر استعدادًا لعقد اتفاق بسبب تدهور اقتصادها، وعدم قدرتها على تحمل المزيد من العقوبات. وقد فقدت العملة الإيرانية نصف قيمتها، ومرّ الاقتصاد بأزمات متكررة منذ انتخاب الرئيس مسعود بزشكيان الصيف الماضي.

وخلال هذا الشتاء، تعرضت البلاد لانقطاعات حادة في التيار الكهربائي، مما أدى إلى إغلاق مكاتب حكومية واندلاع احتجاجات.

ورغم أن بزشكيان خاض حملته الانتخابية على وعود بتحسين الاقتصاد الإيراني من خلال السعي لرفع العقوبات، فإن القرار النهائي بشأن أي تغيير في السياسة الخارجية يبقى بيد خامنئي.

أما إسرائيل، فقد أعلنت بوضوح أنها ترى أن وقف برنامج إيران النووي، ودعمها لجماعات مثل حزب الله وحماس والحوثيين، لا يمكن تحقيقه إلا بعمل عسكري تفضل أن يكون بالتعاون مع الولايات المتحدة.

وقال مصدر مطلع على وجهة النظر الإسرائيلية، مفضلًا عدم الكشف عن اسمه نظرًا لحساسية الموضوع: “لدينا قدرات، لكن الولايات المتحدة تملك قدرات أفضل”.

وفي العام الماضي، قدمت الولايات المتحدة مرتين دعمًا جويًا وبحريًا كبيرًا لإسرائيل للتصدي لهجمات صاروخية وطائرات مسيرة مباشرة من إيران،

لكن الرئيس بايدن أصر على أن يقتصر هذا الدعم على الجوانب الدفاعية فقط، وأن الولايات المتحدة لن تنتهك المجال الجوي أو الأراضي الإيرانية، أو تنفذ هجمات مباشرة ضد طهران.

وفي الشهر الماضي، وبعد لقاء مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “إسرائيل وأميركا تقفان جنبًا إلى جنب في مواجهة تهديد إيران”.

وأضاف أنه وروبيو “اتفقا على أنه لا يجوز للملالي امتلاك أسلحة نووية، واتفقا أيضًا على ضرورة كبح عدوان إيران في المنطقة”.

وأكد نتنياهو أن إسرائيل وجهت “ضربة قوية لمحور الإرهاب الإيراني” منذ بداية الحرب على غزة، وقال: “تحت القيادة القوية للرئيس ترامب… ليس لدي شك في أننا سنتمكن من إنهاء المهمة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights