أقلام حرة

إياد العطية يكتب: توضيح الموقف الملتبس

في ظل تزاحم الأحداث واختلاط المشاعر، أصبح الموقف الصحيح ملتبسًا عند بعض الناس، وربما رأى البعض أن هناك ازدواجية في المواقف لدى بعض النخب، خصوصًا وأن الحرب القائمة والأحداث المتسارعة تجري بين عدوين لدودين لأمتنا الإسلامية.

ومن هنا كان لزامًا علينا أن نوضح هذا الموقف بشكل ملخص، تبيانًا للحق وتثبيتًا لموقفنا في ظل تعقيدات المشهد.

أولًا: إن فرحتنا بمقتل “نصر الله” وأتباعه من المليشيات التي باشرت عمليات الذبح بحق نسائنا وأطفالنا في سوريا وتهجير أهلنا هناك، لا تعني بحال من الأحوال أننا نحب الصهاينة أو نتعاون معهم، فذاك العدو نفسه الذي لا ننسى جرائمه وقتله المستمر إلى اليوم لأهلنا في غزة.

ثانيًا: إن القصف الصهيوني للمدن اللبنانية وقتله للمقاتلين هناك لا يعني أننا نرضى أو نفرح بقتل الأبرياء،

خاصة أن من بين القتلى مسلمين من أهل السنة، كذلك من بينهم من عوام الشيعة غير المحاربين،

أولئك الذين يرفضون سياسة إيران وأذرعها في المنطقة. وهؤلاء الأبرياء نرجو لهم الهداية إلى الطريق القويم فهو أحب إلينا من قتلهم على يد الصهاينة.

ثالثًا: لا شك أن المليشيات الطائفية الحاقدة قد عاثت في الأرض فسادًا وقتلًا ونهبًا وحرقًا، في مشاهد تعكس حقدها الطائفي على المسلمين في كل مكان وجدت فيه.

واستهدافها من عدو لدود لنا لا يبرر تعاطفنا مع هذه المليشيات، التي كانت سببًا في تدمير البلدان وزرع بذور الحقد والكراهية بين شعوبها،

حتى بات أبناء العمومة والإخوة يتقاتلون فيما بينهم، كما حصل في العراق وبعض مناطق سوريا واليمن.

بهذا التوضيح، نؤكد أن مواقفنا واضحة وثابتة، نرفض الظلم والعدوان من أي طرف كان،

ونرفض أن نكون في خانة المدافعين عن أي عدو من أعداء الأمة، مهما كانت الظروف.

إياد العطية

كاتب وباحث في شؤون الأمة ومهتم بتاريخها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights