الهيثم زعفان يكتب: «فرانك شومان».. والطاقة الشمسية
في سنة (1912م) وفي ضاحية المعادي بمصر قام مخترع ومهندس أمريكي يدعى «فرانك شومان (1862-1918م)» ببناء أول محطة للطاقة الحرارية الشمسية في العالم ونجح في تشغيل محرك بقوة (70 حصاناً) وذلك لضخ ( 6000 جالون من الماء في الدقيقة) من نهر النيل إلى حقول القطن المجاورة بالقاهرة. وقد عرف «فرانك شومان» دولياً بعمله الرائد في مجال علوم الطاقة الشمسية وهندسة المحركات العاملة بالطاقة الشمسية، وتسخين المياه وتوليد البخار.
مر على ذلك الحدث التاريخي والعالمي (111 سنة) وتبقى مصر بحسب التصنيفات العلمية الدولية أحد أهم وأنسب مناطق توليد الطاقة الشمسية حول العالم؛ وتوظيفها لتلك الطاقة الشمسية سيحدث طفرة مالية وصناعية مصرية غير عادية محلياً ودولياً، فردياً ورسمياً.
فهل آن الآوان لأن تقوم مصر بعقول وسواعد مهندسيها النبهاء بتدشين أكبر محطة طاقة شمسية حول العالم لنتمتع بنعمة الطاقة الشمسية تلك النعمة الربانية الجالبة للخيرات والثروات بإذن الله؟.
أدعو كافة الجهات الرسمية والأهلية المشرفة على مساجد المسلمين داخل العالم الإسلامي وخارجه إلى اعتماد خطة تحويل المساجد للعمل بمنظومة الطاقة الشمسية المولدة للكهرباء عبر ألواح الطاقة الشمسية المثبتة أعلى المسجد والتي قد لا تتجاوز تكلفتها في كثير من الأحيان العشرة آلاف دولار للمسجد الواحد.
ليكون المسجد بذلك مستقلاً بدائرته الكهربائية فيضاء المسجد ويتزين وتدور أجهزته الملحقة (مواتير المياه- وحدات الصوت- المكيفات- الدفايات- السخانات- المراوح- أجهزة التنظيف- برادات المياه؛ وغيرها مجاناً). وبذلك تكون فاتورة الكهرباء الشهرية للمسجد تحمل الرقم «صفر»؛
وعليه ستتوفر للدول وللوقفيات مليارات الدولارات سنوياً، وستعمل أجهزة المساجد ومصابيحها بسلاسة دون الخوف من فاتورة الكهرباء الشهرية وأعباء تحملها. التجربة طبقت بالفعل في بعض المساجد في الأردن والمغرب ومصر وفي دول أخرى، وكان النجاح مبهراً، فقد تولدت الكهرباء بكفاءة ووفرة، وفاضت عن احتياجات المساجد حيث استثمر الفائض في زراعة حدائق بعض المساجد، وفي أغراض أخرى.
فهل يمكن لإدارات المساجد الرسمية والأهلية تعميم تلك التجربة الناجحة والمبهرة تجربة توليد كهرباء مساجد المسلمين من نعمة الشمس الربانية لتتزين كافة مساجد الأرض بألواح الطاقة الشمسية؟.