د. محمد العامودي يكتب: لماذا لا نسلم السلاح؟

1- تركه معصية.
قال النبي ﷺ: «من عَلِمَ الرميَ، ثم تركَهُ فليسَ منَّا أو قد عَصى»، والمعنى أنه أعرض عنه حتى ينساه، فكيف بمن ترك السلاح تخليا، فهذا لا خلاف على أنه أشد معصية وأكثر جرما، وخاصة اليوم المقدسات تنتهك، والعدو يسعى في الأرض فسادا.
2- تركه هلاك.
قال الله تعالى: {وَدَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَٰحِدَةً}.
فمجرد غفلة المسلمين عن سلاحهم يؤدي إلى هلاكهم، فكيف بمن تخلى عنه بالكلية فهو يقدم نفسه وشعبه للذبح، فأعداء الأمة لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، قال الله تعالى: {إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُواْ لَكُمْ أَعْدَآءً وَيَبْسُطُوٓاْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِٱلسُّوٓءِ وَوَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ}، ولما تقرر عند العلماء أن كل حق لا قوة معه تحميه يعرض نفسه وحملته للضياع، وما سلميتنا أقوى من الرصاص منا ببعيد.
3- يفقد أداة التفاوض مع العدو.
وكلنا يعلم قصة المفاوضات في الدوحة بين طالبان وأمريكا لتأمين انسحابها من أفغانستان، قال لهم الأمريكان في أول جلسة:
عليكم أن تتخلوا عن سلاحكم كشرطِ لاستمرار المفاوضات! قالتْ لهم طالبان: ما أجلسكم معنا إلا السِّلاح!
4- تركه ذل وهوان.
قَال رَسُولَ اللَّهِ ﷺ: «…وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذلا لا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ»
لقد صدق رسولنا ﷺ، إن الناظر إلى أحوال المسلمين اليوم لما تركوا الجهاد في سبيل الله، فماذا كانت النتيجة؟! ألزمهم الله الذل في أعناقهم، فهم يلجأون إلى الشرق أو الغرب خاضعين ذليلين يطلبون منهم النصر على الأعداء، وأصابهم الغثاء حب الدنيا وكراهية الموت حتى عجزوا اليوم عن نصرة إخوانهم.
5- تركه يفقد سلاح الرعب.
قال الله تعالى:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ ترْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تظْلَمُونَ}.
وهذه العلة موجودة في كل زمان، وهي إرهاب الأعداء، والحكم يدور مع علته، وصدق الله تعالى حين قال لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله.
6- تركه ترك للواجب.
من الأمور التي يصبح فيها الجهاد فرض عين أمورا منها: إذا داهم العدو أرض المسلمين، وكذلك إذا وقع مسلم في قبضة العدو، وعليه ترك السلاح تفريط بهذا الواجب..
بقي سؤال أخير: ما هو هذا السلاح المنهي عن تركه، أو الغفلة عنه؟
قال أهل العلم: وقوله: ﴿أَسْلِحَتَهُمْ﴾: السلاح ما يُقاتَل به دفاعًا أو طلبًا، وتعلمون أنه ينقسم إلى أقسام كثيرة:
ثقيل، وخفيف، ومتوسّط، وسلاح يكون من بعيد، وسلاح يكون من قريب، والآية عامة،
فيكون المراد أسلحتهم التي يحتاجون إليها في الدفاع عن أنفسهم، وبلغة أدق كل ما يلزمك في معركتك مع العدو من أوراق القوة هو سلاح يجب أن تحافظ عليه.
وعليه إخواني الكرام إن عز الأمة وكرامتها في التمسك بكل سلاح معها (أوراق القوة) في مواجهة أعدائها،
وما كان الاستسلام يوما طريقا للخلاص بل هو أخصر الطرق للذبح والضياع، والتاريخ حافل بمثل ذلك.