السبت يوليو 27, 2024
أقلام حرة

د. نور جمعة يكتب: الجماعات الإسلامية على خطى الأنظمة الوظيفية!

مشاركة:

أثبتت الأحداث بما لا يدع للشك مجالا، بأن بلادنا لم تزل محتلة وتقوم الأنظمة الوظيفية والجيوش التي تمتص دماء شعوبنا بمهام جيش الاحتلال، وأنها تدار من قبل سفير الاحتلال والمؤسسات الأممية.

 

فهل الجماعات الإسلامية والحركات التحررية التي حافظت على هوية المجتمع المسلم ولها تاريخ مجيد في الدعوة والإصلاح وناطحت الأنظمة الإستبدادية للحفاظ على المقدسات والمساجد ودور القرآن الكريم، وقعت في نفس الفخ الوظيفي وهي مع الزمن أصبحت مجرد مؤسسات يرتزق منها الناس ويجلبون من ورائها مناصب وهمية؟!

 

فلطالما سمعنا حراكا داميا بين أسماء لامعة في الصف الإسلامي، على غرار ما يجري من حرب الديكة السياسية لمناصب الدولة الوظيفية، فهل كل ذلك يوضع في خانة حرصهم لخدمة الدين كما يحرص السياسيون لخدمة الوطن!..

 

الجماعات الإسلامية التي تستطيع إخراج الجماهير في مسيرات مليونية مناصرة لغزة:

ـ لم تستطع تخرج مسيرة موحدة مع جميع الفصائل الإسلامية الأخرى في نفس البلد، فهل هذه المسيرات مجرد عرض للعضلات أمام الآخرين تمهيدا للمعارك الانتخابية القادمة!..

 

ـ لم تستطع جماعة واحدة أن تحشد جماهيرها أمام السفارات الأمريكية والأجنبية المشاركة في مجزرة غزة.

 

لم تستطع أي منها أن تحشد الجماهير أمام مقرات الجيوش، لتتساءل ألستم جيوشنا وترتزقون من عرق جبيننا ولكم في ثروات البلد حظ الأسد، للحفاظ على حرماتنا فها هم إخواننا يبادون من قبل جيش الصليب والصهاينة ويستنصرونكم ، فأين أنتم؟!..

 

ـ تشارك هذه الجماعات في الحراك السياسي أيام الانتخابات، وقد تسقط الحكومات السياسية قبل أوانها بإيعاز من الجيش، فلم سكتت هذه المرة ولم تحرك ساكنا أمام تلك البرلمانات الخاوية!

 

ـ أين هي الجماعات الإسلامية في دول الاختناق؛ مصر والأردن ولبنان!..

 

احتضنت الدول العربية الطاغية بشار في قمتها، ثم أعادت إيران إلى منظمة تعاونها بعد تاريخ حافل بالمجازر بمباركة منها أو تنفيذا لما أملي عليها.

فهل الجماعات الإسلامية تمضي على نفس الخطى؟!…

اجتمعت مجموعة من المؤسسات الإسلامية على رأسها “الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين” في مظاهرة لم يتجاوب لها إلا نزر يسير من المصلين في مسجد الفاتح بإسطنبول (يوم الجمعة 27 ربيع الآخرة 1445هـ الموافق 10 نوفمبر 2023م).

 

ولعل من أبرز الأسباب التي جعل الناس يزهدون في الوقوف مع هؤلاء العلماء تواجد الوفد الإيراني الذي نبت كالفطر السام على حين غرة.

 

أخذ الناس يتساءلون: من أحضر هؤلاء المجرمين من قتلة الأطفال إلى جمع مكلوم معظمهم من أهلنا المهاجرين من الشام والعراق واليمن، بينهم من يحمل ثأرا على الحرس الإيراني؟!

 

فهل عجزت قطر أن تقيم مثل هذه الفعالية الهزلية الفاشلة في مساجدها لتستغل “إتحادها العلمائية” التي تسميها عالمية في تلطيخ ساحة مسجد الفاتح بإسطنبول؟!

 

كان ينبغي للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن يمثل الأمة وتكون هي من توجه جماهيرها إلى الجادة، لا أن تنزل بسياساتها إلى القاع فتكون مجرد ألعوبة بيد أنظمة وظيفية.

 

كنت أتساءل لماذا صمت ” الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين” صمت المقابر على سجن أحد أعضائه في إيران، وهو الشيخ عبد المجيد مرادزهي البلوشي.

 

تم سجنه منذ أكثر من عشرة أشهر في إيران، ولمجرد مشاركته في بعض برامج الإتحاد في تركيا تعرض لشتى صور التعذيب والإهانة!

 

ولم نر من “الإتحاد” موقفا تضامنيا ولا تعاطفا مع أهل السنة في إيران، فهل كل هذا تماشيا مع سياسة قطر أم مع السياسة الأمريكية في إدارة الصراع في المنطقة، فلا يحق لأحد أن يعادي إيران!

 

لست أطالب “الإتحاد” بما لا يطيق، وإنما اقترح على هذه المؤسسة العريقة أن تغير اسمها إلى “الإتحاد القطري للعلماء” فتحافظ على مكانتها المرموقة وليكف الناس عن النيل من مقامها السامي، ولتصون ألسن الناس من أن تلوك المقام القدسي لعلمائها الأجلاء، فلحم العلماء مسمومة دون غيرهم! ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها!..

 

وأطمئنكم بأن فتاويكم ولا مساعيكم لن تنجح في إعادة رافضة إيران إلى حضن الأمة، فقد طردتها دماءنا الزكية التي أريقت على أرض الرافدين وفي ساحات الشام واليمن ولبنان وباكستان وأفغانستان، وجعلتها في خانة الصهاينة حيث أرتضتها هي بذاتها، لكن هذه السياسات الساذجة التي تملى عليكم كفيلة أن تغرقكم في نفس وحل الإيراني، فهل ترضون هذا المقام لإنفسكم؟!

 

سادتي العلماء والفضلاء الأجلاء…

لم تجتمع قط هيئات علمائية ولا لجان للفتوى مرموقة لتصدر فتوى في تكفير النظام الإيراني، لكن حكمت عليهم دماء أهلنا في الشام والعراق واليمن بما يليق بهم، فلا تجد مسلما واحدا على وجه البسيطة يشك في أن النظام الإيراني نظام إجرامي كافر وجزء من المشروع المحتل الغاصب.

 

فليس أمام الجماعات الإسلامية ولا المؤسسات العلمائية إلا أن ترتقي حيث ما وصلت إليه جماهير الأمة أو أن الأمة تنبذهم كما نبذت الدول الوظيفية، ولات حين مندم…

Please follow and like us:

1 Comment

  • Avatar
    مسلمة الأحد نوفمبر 19, 2023

    السؤال الآن: ماذا عسى أن يكون دور العلماءاليوم؟ ( علماء السلطة )
    وقد تغيرت الأوضاع في مجتمعاتنا الإسلامية، فقد تمزق المسلمون، وعطلت الشريعة وأخر الفكر الإسلامي ليحل مكانه الفكر الغربي والتربية الغربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب