انتقد الدكتور وصفي عاشور أبوزيد، أستاذ أصول الفقه والشريعة الإسلامية، اقتصار خطبة يوم عرفة على الدعاء بإيجاز للمسلمين في قطاع غزة، رغم إطالة مدحه لولاة الأمر في السعودية.
وقال أبوزيد، عبر صفحته على فيس بوك :” في خطبة عرفة هذا العام 1445 هجرية تحدث الخطيب الشيخ ماهر المعيقلي عن أهمية طاعة ولي الأمر، وشدد على وجوبه، وأعطى لذلك مساحة واسعة، سواء في بيان الوجوب أم في الدعاء لولي أمره.
كما تحدث عن مقاصد الشريعة والكليات الخمس الضرورية، ووجوب رعايتها، لكنه لم يتحدث إلا دعاء ولماما عن أهل فلسطين، وعن المعركة التي شغلت العالم لأكثر من ثمانية أشهر حتى الآن، لا بيانا لطبيعتها، ولا ذكرا لأثرها، ولا استعراضا للمآسي والجراح الواقعة فيها، ولا بيانا لجرائم العدو المحتل، ولا الحكم الشرعي للخذلان بل التآمر الرسمي عربيا وإسلاميا، ولا ذكرا للواجبات المتحتمة على ولي أمره، وعلى الأمة كلها بشرائحها كافة!.
ولا تعرض الخطيب للجرائم التي ترتكب في السودان، ولا الحكم الشرعي لمن يقوم بذلك، وما واجب ولي أمره نحو ما يرتكب! ولا الحكم الشرعي لاعتقال العلماء في بلاده وبلاد غيره ولا حكم المذابح والاستبداد الذي يمارس في تركستان الشرقية، ولا ما يرتكب في سوريا، أو اليمن، ولا غير ذلك من مآسي المسلمين!
وتساءل :” أليس حفظ النفوس من مقاصد الشريعة التي تحدث عنها؟ أليس حفظ الأمن الاجتماعي من هذه المقاصد؟! أليس منع هذه الجرائم كلها من مقاصد الشريعة؟
ولفت إلى أنه من أجل هذا كله وغيره كان تأكيد الشرع على أمانة الكلمة، وأمانة العلم، وأن من قال كلمة حق عند سلطان جائر هو سيد الشهداء مثل حمزة رضي الله عنه!خطبة
واختتم بقوله :” إن ما سمعناه هذا العام في خطبة عرفة لا يرقى لملائمة هذا الموقف المهيب، ولا لمحل هذه الخطبة العظيمة، وهو ما يؤكد الوجوب على علماء المسلمين أن يرفعوا صوتهم لإنكار ذلك؛ قياما بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا سيما بعدما تعرض له كثير من الحجاج للاعتداءات واقتحام بيوتهم وترويعهم من قبل السلطات هناك”.