السبت مايو 18, 2024
أقلام حرة

عبد الرحمن محمد جمال يكتب: الفراغ الفكري في المدارس الدينية

الشيء الذي فقدته في المدارس الدينية وبخاصة في مدارس باكستان هو الناحية الفكرية، عامة الطلاب يجهلون مثل هذه الأمور ومنكبون إما بالدرس ليس إلا وإما بأمور أراها تافهة كالمسائل الخلافية البسيطة مثل الحياة والممات، والسلفية والديوبندية وما إلى ذلك. وقلّ من تراه يعيش في عالم أوسع من هذا العالم الضيق مع الأسف، وجامعة الرشيد مع كونها معنية بالأمور الفكرية أكثر من الغير إلا أنها لم تسلم من هذه الروتينية، فتجد في الطلاب من يتحمس لقضية الحياة والممات ولكنه يجهل أبسط مقومات الحياة وغير ذلك.

وهذا هو الشيء الذي قصم ظهر المدارس الدينية مع الأسف وأدى إلى تفريق الكلمة، وأحمد الله أني كنا بمنأى عن هذه الأمور التافهة ولم أفكر فيها قط بل كنت أتحمس لرد كل من يخوض فيها، وكان هذا بفضل اتصالي بالأساتذة الذين كانوا يرون الخوض في مثل هذه الأمور تضييعا للحياة.

كانت حلقات الشيخ نعيم أحمد والأستاذ المفتي عبد الرحيم يشحذ الهمة ويغذي الفكر، وكنت أشعر بتغيير في بعض الطلاب من الناحية الفكرية ولكن جزئيا، لأن الطالب لم يكن يفكر إلا في الدرس اللهم إلا نادرا.

كنت أشعر بعض الأحيان بالوحدة والانقباض، لأني أرى أن الطالب لا يحتفل بهذه الأمور فحسب بل يحقر كل من يهتم بها ويراه تافها، يا لها من مصيبة!

وكما أسلفت راسلت العلامة المفتي محمد تقي العثماني في بعض ما يختلج في صدري فكان لي خير مشجع للمضي قدما في طريقي.

كنت شديد الإعجاب بشخصية الشيخ عبد الرحيم وكم كنت أتمنى أن أناقشه في هذه الأمور وأتبادل معه الأفكار والآراء، وكنت أتحين الفرصة ولكن لا أجد إلى ذلك سبيلا نظرا إلى الظروف الخاصة،

ونظرا إلى أن الاتصال كان صعبا للغاية مع الأسف وهذه مشكلة كبيرة في معظم المدارس الدينية أن الطالب لا يقدر أن يتصل اتصالا مباشرا مع المدير نظرا إلى زحمة الأمور وتراكم الأشغال عنده.

ويمكن القول إنها نقيصة كبيرة، قد يؤدي إلى يأس الطالب المتحمس والمتطلع.

وعامة المتملقون والسطحيون هم الذين يتقربون زلفى، ويحرم أهل الفكر والحماس من الاتصال المباشر.

Please follow and like us:
عبد الرحمن محمد جمال
مدرس بجامعة دارالعلوم زاهدان - إيران، مهتم بالأدب العربي وعلوم الحديث وقضايا الفكر والوعي الإسلامي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب