الأمة الثقافية

فوائد لغوية

يتوهم بعض الناس أن كلمة (آنية) مفرد، ويجمعونها على  (أوان).

 والواقع أن ( آنية) جمع  تكسير على وزن ( أفعلة) ومفردها ( إناء) ، مثل :

إله وآلهة ، وبناء وأبنية ،  وفناء وأفنية….

وبسبب توهم الناس أن (آنية)  مفرد فقد جمعوها مرة أخرى على ( أواني)  على وزن ( أفاعل).

ومن ثم فأوان هي  جمع الجمع لكلمة ( إناء).

وذلك تماما مثلما حدث مع كلمة ( أسورة) ، فقد توهم الناس أنها مفرد،  فجمعوها على (أساور)، والواقع أن (أسورة)  جمع (سوار)  وهو القيد الذي يوضع في اليد ، 

وعليه فالأساور هي جمع الجمع لكلمة (سوار).

ومثلما حدث مع كلمة  (مكان)، حيث جمعوه على (أمكنة)،  ثم جمعوا  أمكنة على (أماكن) .

وقد نسي الناس الجمع الأصلي (أمكنة)

 وتوهموا أن جمع مكان هو (أماكن) ،

 مع أنه في الحقيقة جمع الجمع لكلمة ( مكان).

 هذا وقد وردت كلمة (آنية)   في القرآن الكريم مرتين اثنتين بمعنيين مختلفين كل الاختلاف.

إحداهما في سياق حديث القرآن عن نعيم أهل الجنة، وذلك في قوله سبحانه (في سورة الإنسان /۱٥)  :

 ” ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا “.

فهي هنا جمع تكسير على وزن ( أفعلة) ، ومفردها ( إناء).

والثانية  وردت في سياق حديث القرآن عن عذاب أهل النار – والعياذ بالله – وذلك في قوله سبحانه ( في سورة الغاشية /٤-٥):

“تصلى نارا حامية.  تسقى من عين آنية”.

فآنية هنا لفظ مفرد مؤنث، لأنها صفة للعين المؤنثة.

وهي هنا اسم فاعل مؤنث على وزن ( فاعلة)

من الفعل ( أنى – يأنى)  بمعنى اشتعل واستعر

ووصل إلى أقصى درجات الغليان.

واسم الفاعل المذكر منه هو  ( آن) ، الذي هو

في قوله سبحانه  ( في سورة الرحمن / ٤٤ )  

” يطوفون بينها وبين حميم آن “.

وهكذا قد يتشابه اللفظان ويختلف المعنى تماما،

والسياق هو ما يعول عليه في ذلك.

—————–

د./ مفرح السيد سعفان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى