فوائد لغوية
تتالي العلامات
يظنّ بعض الكُتَّاب أنه يمتنع تتالي علامات الترقيم في موضع واحد، وهو ظنّ خطأ بلا شك ولا خلاف، فالعلامات تدلّ على معانٍ، والمعاني تجتمع في الموضع الواحد، ومن ثَمَّ تتتالى العلامات في الموضع الواحد.
ألا ترى أنك تستفهم وتتعجَّب في جملة واحدة؟
ألا ترى أنك تستفهم وتتعجَّب في جملة محصورة بين علامتَي تنصيص أو قوسين؟
ألا ترى أنك تسأل متعجِّبًا عن جملة استفهامية تعجُّبية محصورة بين علامتَي تنصيص أو قوسين؟!
ألا ترى أنك قد تضع السؤال التعجُّبي عن جملة استفهامية تعجُّبين محصورة بين علامتَي تنصيص، بين قوسين هلاليَّين أو بين شرطتَي اعتراض؟
تأمَّل معي:
– سافرتَ بالفعل!
– أسافرتَ بالفعل؟
– أسافرتَ بالفعل؟!
– سألتُك: “أسافرتَ بالفعل؟!”.
– أسألك صديقك: “أسافرتَ بالفعل؟!”؟
– أحقًّا سألَك صديقك: “أسافرتَ بالفعل؟!”؟!
– في العبارة المذكورة (أحقًّا سألَك صديقك: “أسافرتَ بالفعل؟!”؟!) أكثر من فاعل.
– تأمَّل العبارة المذكورة (أحقًّا سألَك صديقك: “أسافرتَ بالفعل؟!”؟!).
وفي المثال الأخير -كما ترى عزيزي المدقق- تتالت سبع علامات ترقيم في موضع واحد، لأن المنطق اللغوي لم يمنع اجتماعها، والمعنى احتاج إليها، فبين علامتَي التنصيص استفهام تعجُّبِيّ، وقبل بدء التنصيص استفهام تعجُّبية، وهما معًا بين قوسين هلاليَّين، وفي نهاية العبارة نقطة. وبالتأكيد يمكننا الاسترسال بأن نجعل العبارة كلها استفهامية تعجُّبية فتنتهي بعلامة استفهام وعلامة تعجُّب. ويمكنك عزيزي المدقق أن تستنتج أنه يمكن أن تزيد هذه العلامات بلا نهاية.
من النادر بالتأكيد أن نجد سياقًا يحتمل أو يتطلب كل هذه العلامات، ولكننا هنا نتحدث عن المبدأ نفسه، أنه “من الممكن” أن تتتالي العلامات في موضع واحد.
المصدر: صفحة نحو وصرف