القسطنطينية كانت عاصمة الإمبراطورية البيزنطية ومركز ومقر الصليبية الأرثوذكسية لمدة 11قرنا
حتى سقطت وانتهت تماماً على يد السلطان محمد الفاتح
وقد سبق ذلك محاولات للمسلمين منذ عهد الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان لفتحها وتواصلت المحاولات واستشهد عند أسوارها الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري
وكان سلاطين الدولة العثمانية يضعون هذا الهدف في جهادهم حتى جاء عهد السلطان الغازي أبي البركات محمد الفاتح وعزم على الفتح
وأعلن الجهاد وفى أثناء حصار القسطنطينية جاء وفد من سفراء الصليبية إلى المعسكر العثماني وأبلغوا الصدر الأعظم خليل جندرلي باشا رسالة باسم العالم المسيحي أجمع:
أن جيوش أوروبا الصليبية ستتحد وتستولي على البلاد العثمانية في حالة عدم رفع الحصار عن القسطنطينية فأبلغ السلطان
فلم يعرهم السلطان اهتماماً بل أصر على فتح القسطنطينية
وقال قولته الشهيرة:
(عن قرِيب سيكون لي في القسطنطِينِية عرش أو يكون لي فيها قبر.)
وأمر السلطان الفاتح ببدء الهجوم، وانطلقت المدافع العثمانية تدك أسوار القسطنطينية، وكلما أحدثت المدافع فجوة انطلق المجاهدون المسلمون نحو الفجوة ليخترقوها
لكن العدو كان أعلى الأسوار يرمى بالسهام والنبال والزيوت الحارقة على جنود المسلمين فسقط مئات شهداء ولكن لم يتوقف الجهاد
حاول المسلمون تغيير طريقة القتال وحاولوا تدمير السلسة التي كانت في البحر تمنع السفن
لكن الخطة فشلت أيضاً ولكن لم ييأسوا
هُنا فتح الله على السلطان الفاتح بخطة عبقرية.
كانت الخطة صعبة وتحتاج وقت قياسي حيث يجب:
نقل السفن التي في البحر على الأرض مسافة 3 أميال (الميل 1600م تقريباً) والالتفاف حول السلسة.
وبدأ العمل بالليل بسرعة والقرآن يتلى على الجنود
وقسم الفاتح العمل إلى مجموعات.
الأولى: تسوية الطرق.
الثانية: تقطيع الأشجار.
الثالثة: دهن الأشجار بالزيت والشحم.
الرابعة: إخراج السفن من الماء ووضعها على الأخشاب على اليابسة وجرها والوصول بها الى القرن الذهبي خلف السلسة.
تمكن المجاهدون بعمل إعجازي وبأيديهم فقط وهو في ذاته اعجاز بشرى
وهنا يظهر عون الله لعباده فتمكنوا من سحب أكثر من 70 سفينة في ليلة واحدة
، وكان السلطان الفاتح يشرف على نقل السفن بنفسه
وتمت العملية المعجزة بكل المقاييس بتعاون وحما س للجهاد لتحقيق الفتح.
استيقظت القسطنطينية في الصباح على تكبيرات المسلمين
وفوجئوا بسفن المسلمين داخل القرن الذهبي.
استمر حصار المسلمين للقسطنطينية 45 يوماً بالتزامن مع هجوم المدافع والسفن ليتمكن المسلمين في النهاية بعد معركة عظيمة وتضحيات كبيرة من فتح القسطنطينية والقضاء على الإمبراطورية البيزنطية تماماً
في يوم 29مايو1453
ورفعت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله
وتم محو الصليب من آيا صوفيا رمز ومقر الكنيسة الأرثوذكسية
وتحولت لمسجد وخطب اول جمعة فيه الشيخ اق شمس الدين
وتحولت القسطنطينية إلى إسلامبول والآن إسطنبول
{قال النبي صلى الله عليه وسلم: لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش}
رواه الحاكم والإمام أحمد بإسناد صحيح، وصححه الحاكم صاحب المستدرك على الصحيحين، وصححه الحافظ الذهبي،
لم يكن ظهور محمد الفاتح بهذه البشرى النبوية وليد لحظة فقد تم تربيته فحفظ القران صغيراً وتعلم علوم الشريعة على يد الشيوخ واتقن عدة لغات وتعلم علوم الجغرافيا والرياضيات وغيرها وتدرب على الجهاد والقتال بكل أنواع السلاح وكانت بجانبه امه التي تحرضه على فتح القسطنطينية منذ صغره
وفتحت القسطنطينية بفضل الله ثم بعمل وجهد شاق وإخلاص لله من المجاهدين الذين بذلوا دمائهم في سبيل الله
رحم الله محمد الفاتح رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته
ويبقى السؤال من يحقق البشرى الثانية بفتح رومية؟
المسلمون الآن في حالة ضعف وهزيمة في كل شيء واغتراب عن دينهم لا مثيل له إلا ما رحم ربى
ولكن يقينا ستتحقق بشرى فتح رومية على يد جيل قراني لا يعرف السجود الا لله
فلا تحرموا أنفسكم من الخير أن تتواصلوا بتربية جيل فتح رومية
وأخيرا: تحتفل تركيا اليوم بذكرى فتح القسطنطينية في 29مايو 1453م أي منذ 572عام
احياء الذكرى يجدد الأمل ويزرع بذرة ذكرى المجد في الأجيال
ولا تدري من يحمل الراية غدا
اللهم فرج كرب أهلنا في غزة وانصر عبادك المسلمين..