أبو جاد سعد الدين يكتب: تفكيك ما تبقى من حزب الله
يعيش الإيرانيون أسعد أيامهم وقد بدأوا بقطف ثمار استثمارهم الطويل بالعرب (السنة منهم والشيعة).. طهران وبعد ان دعمت حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية بالسلاح والمال طيلة عقود وبموافقة ضمنية وتسهيلات غير معلنة من النظام العالمي الذي استفاد بدوره من هذا بعد ان دمر حزب الله واخواته لكل القوة الكامنة للسنة (العدو الحقيقي) في جغرافيا إسرائيل الكبرى من العراق الى سوريا مرورا بلبنان واليمن…. وتأصيل الانقسام الفلسطيني وتمزيق ما تبقى من ارضهم.
يتبادل قادة الحرس الثوري وقم التهاني بعد توقيع الاتفاق الإيراني الغربي وبداية تطبيق المرحلة الثانية منه …المساهمة في التخلص من كل قادة المقاومة السنية والشيعية العربية المحيطة بإسرائيل رغم اخلاصهم لطهران!!! والتكفل بتكبيل حزب نصر الله عن الرد الحقيقي والسماح له فقط بإطلاق صواريخ مسالمة على المناطق المفتوحة والمراكز العسكرية المحصنة!!! وتفكيك ما تبقى من قوته وعتاده.. الاتفاق بين طهران وواشنطن يقتضي بتأجيل اغتيال حسن نصر الله الى مرحلة أخرى لضمان السيطرة على اتباعه المقدسين له وردة افعالهم العاطفية المحتملة… حتى تمزيق لبنان وسوريا والعراق وتوزيع الغنائم.
الاتفاق يسمح لإسرائيل (من النظام العالمي) باستخدام احدث الأسلحة الامريكية واشدها فتكا وأكثرها تقنية للتخلص السريع من كافة القادة العسكريين من الدرجة الأولى وحتى الثالثة لحزب الله وهي بالمناسبة أي الأسلحة تلك لم تسمح واشنطن لتل ابيب باستخدامها كلها في حرب غزة الوحشية الهمجية وهذا يفسر ربما ان الصاروخ اللولبي الفتاك استطاع بالضاحية الجنوبية اختراق الطابق الثاني المسلح تحت الأرض وقتل قادة الرضوان في مكان لا يقل امانا وتحصينا عن انفاق غزة او هكذا يفترض.
تواصل طهران مع واشنطن لم يتوقف منذ ما قبل اغتيال هنية في مسقط وابوظبي لترتيب اعلان إعادة العلاقات التجارية ومن ثم الدبلوماسية بين الطرفين بعد إكمال تصفية القوة العسكرية لحزب الله والتضييق على غزة والتخلص من قيادتهم المعاندين في لبنان وغيرها.
إما الأخطر من هذا فهو ضمان طهران لواشنطن بتعطيل شفرات كل الصواريخ (الحقيقية) لحزب الله أن خرج أحد مما تبقى من قيادتهم عن الإرادة الإيرانية.
ما حدث في بيروت لا يمكن له ان يكون بسبب وجود عميل أو أكثر لبناني او حتى اختراق أمني بل هو نتاج عمل مشترك إسرائيلي إيراني واسع غير معلن أعطى تل ابيب كل المعلومات الخاصة بالمبنى المحصن ونقاط التهوية وموعد اجتماع بل حتى أماكن جلوس القادة المجتمعين.
ربما سيدرك العرب سنة وشيعة بعدها ان الفارسي المسلم لا يختلف كثيرا عن شقيقه الملحد في رغبته بالانتقام من أحفاد عمر بن الخطاب الذي سحق إمبراطورتيهم الأهم! وان هدايا المقدمة ممن يشتم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجاته لأحفادهم لا يمكن لها (أي الهدايا) إلا تكون مسمومة.
وسيدرك الشيعة العرب بعدها ان كره إيران لهم لا يقل عن كرهها للعرب السنة ربما لان قبائلهم الاصيلة هي نفسها من ينتسب لها أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية رضوان الله عليهم.
أسابيع قليلة وتكشف طهران بوقاحة عن إنجازاتها في توريط غزة في حرب مدمرة بدون دعم او مساندة حقيقية انهت معها القوة السنية الأقوى بالمنطقة وتدمير حزب الله وقتل قادتهم وأنهت معه القوة الشيعة الأقوى لتفسح الطريق لتل ابيب لتحقيق حلمها وتقتسم معها غنائم ما بعد الحرب الكبرى ..بعد ان يصبح (فيلق القدس) تحت امرة نتيناهو ورفاقه……..هذا ان التزم الإسرائيليون وعدهم لأشقائهم الفرس بعد نهاية الملحمة الكبرى.
ربما يحتاج المسلمون لقراءة حكاية ابن الحشيشي الذي كان يسب صحابة الرسول كما الإيرانيون الان قبل ثمانية قرون وكيف كانت نهايته المخزية
قال الحافظ الذهبي -رحمه الله-:
كان لنا رفيق يقال له الشمس ابن الحشيشي، كان يسب أبا بكرٍ وعمر رضي الله عنهما ويبالغ.
فقلت له: يا شمس قبيح عليك أن تسب هؤلاء وقد شبت، ما لك ولهم وقد درجوا من سبع مئة سنة، والله تعالى يقول: تلك أمَّةٌ قد خلت؟
*فكان جوابه: والله والله إنّ أبا بكر وعمر وعثمان في النار! قال ذلك في ملأ من الناس،
*فقام شعر جسدي، فرفعتُ يدي إلى السماء وقلتُ: اللهم يا قاهر فوق عباده، يا من لا يخفى عليه شيء، أسألك
إن كان هذا الكلب على الحق فأنزل فيّ آية، وإن كان ظالماً فأنزل به ما يعلم هؤلاء الجماعة أنه على الباطل في الحال،
فورمت عيناه حتى كادت تخرج، واسّودّ جسده حتى بقي كالقير وانتفخ، وخرج من حلقه شئ يصرع الطيور، فحُمِلَ إلى بيته،
*فما جاوز ثلاثة أيام حتى مات، ولم يتمكّن أحد من غسله مما يجري من جسمه وعينيه، ودُفِن – لا رحمه الله، لو صفع النعال بوجهه لقال بأي وجهٍ أضربُ.
ربما يحتاج المرء الى كثير من الغباء ليفهم كيف يتحالف مسلم صادق مع من يتخذ من سب الصحابة وامهات المؤمنين ركنا من اركان عقيدته الفاسدة.