من مراحل دراسة السنة النبوية هي دراسة الكتب الستة، وتمر هذه المرحلة بثلاث خطوات:
– الخطوة الأولى: السَّرد.
وفيها يحرص الطالب على سماع الكتب الستة من قارئ متقن على شيخ مدقق، ويحرص على قراءتها بأناة وطمأنينة، مع استخدام القلم لتحديد ما يحتاج إلى مراجعة للمصادر، من كلمة غريبة أو معنى مشكل أو معرفة سبب أو حكم ونحو هذا.
– الخطوة الثانية: الحَل.
وفيها يقرأ الكتب الستة مرة أخرى بحواشي السندي عليها – وحواشي السندي على الكتب الستة مطبوعة كلها -، وبرنامجنا في قراءة الكتب الستة هذه المرة يشتمل على هذا – ويمكن أن يستبدل الطالب حواشي السيوطي على الكتب الستة بحواشي السندي إن كانت متوفرة كلها.
الخطوة الثالثة: الإمعان.
وفيها يعتني الطالب – أولًا – بشرح من الشروح المبسوطة على كل كتاب منها.
– فعلى صحيح البخاري يدرس شرح ابن حجر: (فتح الباري).
– وعلى صحيح مسلم يدرس شرح النووي: (منهاج المحدثين).
– وعلى سنن أبي داود يدرس شرح العظيم آبادي (عون المعبود).
– وعلى سنن النسائي يدرس شرح الأثيوبي (ذخيرة العقبى).
– وعلى سنن الترمذي يدرس شرح المباركفوري (تحفة الأحوذي).
– وعلى سنن ابن ماجه يدرس شرح الأمين الهرري (مرشد ذوي الحجا والحاجة).
وهذه الشروح التي وقع الاختيار عليها تأتي في بداية الدراسة المتمعنة، ثم يجعل الطالب كل شرح منها أصلًا للكتاب ويجمع عليه ما يليه من شروح يراها أو يقترحها له أساتذته ومشايخه.
ويراعي في ذلك أن تسد الشروح الجديدة فراغات هذه الشروح التي درسها، فإذا قصر شرح من شروح الدراسة في ناحية قام الآخر المقترح بحق هذه الناحية حتى يكتمل له شرح الكتاب من كل النواحي.
وهو في ذلك كله يلتقط الفوائد من هنا وهناك ويضيفها لنسخته من الشرح الذي درسه بعناية وترتيب.
وبهذا أكون قد انتهيت بفضل الله تعالى من بيان هذه الفكرة بحسب ما رأيت أهل العلم والفضل يفعلون ويقترحون.
وما كان من خطأ فمني والله المستعان وعليه التكلان.
والله أعلى وأعلم.
