أقلام حرة

أحمد الزبير رائد يكتب: حماس ومثلث إيران وسوريا وحزب الله

خالد مشعل هو القائد السابق للمكتب السياسي لحركة حماس. في هذه المقابلة التي أجراها مع إحدى وسائل الإعلام القطرية قبل حوالي 11 عاما، أجاب على أسئلة مهمة مثل الربيع العربي ودوره في القضية الفلسطينية، التوترات بين حماس وحركة فتح، حماس وشؤون مصر الداخلية، ارتباط حماس مع إيران وسوريا وحزب الله، وأخيراً رأت حماس قطر وأميرها؛ إجابات.

ومن المسائل الحساسة والمشكوك فيها التي تناولها هذا الحوار، مسألة ارتباط حماس بثلاثي إيران وسوريا وحزب الله، الأمر الذي أثار الكثير من الانتقادات بين المسلمين، وخاصة العرب، لدرجة أن بعضهم استخدموا هذا العلاقة ذريعة لقطع العلاقات مع حماس وعدم مساعدتها والتعاون معها.

يقدم خالد مشعل إجابات مفصلة وعميقة على هذه الأسئلة، ويكشف وراء كلامه الكثير من الحقائق، التي أود أن أذكرها هنا بإيجاز.

خالد مشعل، في حالة مساعدات إيران وتعاونها مع فلسطين، يصرح بشكل واضح وصريح أن إيران وسوريا دعمتهما ضد إسرائيل من خلال تقديم الدعم المالي والسلاح وحتى التدريب والتعليم، كما هو الحال في الساحة السياسية والدولية، فهما يدعمان ويدعمانهما. دعمتهم.

ومن بين كلماته يعبر عن حقيقة يمكن اعتبارها بقعة سوداء على جبين الحكام العرب؛ وذلك في شأن الدفاع عن فلسطين، الدفاع عن قبلة المسلمين الأولى والمسجد النبوي؛ طرق أبواب كل الدول العربية وتحدث معهم وطلب منهم المساعدة والدعم ضد إسرائيل، لكن لم يظهر فيهم شيء من الحماس الإسلامي، ولا من الرجولة العربية، لدرجة أن أحد زعماء الخليج المنطقة بسخرية يقترح الموافقة على إعطاء جزء من فلسطين للاحتلال الإسرائيلي.

وأشار خالد مشعل إلى أن حماس لا تتردد في الاتصال وطلب المساعدة من أي جهة مسلمة أو غير مسلمة للقتال ضد إسرائيل، وبوابة حركة المقاومة الإسلامية مفتوحة للجميع.

كما ذكر أنه على الرغم من تفاعلهم مع إيران وسوريا وحزب الله وتقديرهم لسياستهم الخارجية تجاه فلسطين، إلا أنهم يختلفون معهم ويعارضون بشدة سياساتهم ضد الثورة السورية، وعلاقة حماس معهم تعني تأكيد موقفهم. سياسة خاطئة وقاسية وليس ضد الشعب السوري.

ويقول خالد مشعل إنه طُلب منه عدة مرات أن يعلن موقفه الإيجابي من سياسات إيران وسوريا وحزب الله، لكنه يرفض ذلك علناً، لدرجة أن ذلك قد أدى إلى تظلم العلاقة بينهما وتقليص الدعم لهم

ويقول خالد مشعل إن ارتباط حماس بهم يقتصر فقط على قضية فلسطين، وليس على سياساتهم الداخلية، وقال بكل جرأة:

“”علم الوقف هو الحق فلا تقف معهم على الباطل”.”

وأشار إلى أنهم ليسوا مستعدين أبدا للتضحية بمبادئهم ومبادئهم الإسلامية من أجل مصالحهم ومصالحهم الخاصة، بل أظهروا عمليا أنهم ضحوا بمصالحهم بسبب المواجهة مع المبادئ الإسلامية في معظم المواقف المصيرية.

وهذا ملخص لأهم ما قاله خالد مشعل ردا على من ينتقد حماس بسبب ارتباطها بإيران أو حزب الله.

إن فهم خالد مشعل ووعيه بالسياسة، وفهمه الواقعي لشؤون الأمة، مثله مثل غيره من قادة حماس، أمر مثير للإعجاب حقا، كما أن الشعور والشجاعة الإيمانية في كلماته واضحة تماما.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى