الأثنين مايو 20, 2024
بحوث ودراسات

أحمد سعد يكتب: العسكر والإخوان.. وأخطاء يناير (5)

مشاركة:

هل كانت ثورة 25 يناير، ثورة الشباب فعلا؟

وإذا كانت بالفعل كذلك، فما هي الأدلة والأمارات على ذلك؟

أم أن ترويج هذا المصطلح، كان جزءا من الأخطاء التي وقعت فيها القوى السياسية، وأحد مداخل الانقلاب على الثورة؟!

الحقيقة أن الذين أطلقوا هذا اللقب على الثورة المصرية، بنوا رؤيتهم من منطلق أن السواد الأعظم من المشاركين فيها كانوا من الشباب، وأن جل الشهداء الذي ارتقوا فيها وكذلك الجرحى والمصابين، كانوا من الشباب أيضا..

لكن هل كان هذا وحده كافيا لأن نطلق على يناير ثورة الشباب، ومن ثم نُسلم زمامها لهم؟!

قبل الإجابة عن كل هذه التساؤلات، يجب التأكيد على أن تصّدر الشباب للمشهد الثوري في يناير كان أمرا منطقيا وواقعيا، ليس لأن الشباب هم أكثر أبناء الشعب المصري وعيا وفهما بالسياسة، أو أنهم الأكثر انخراطا في العمل السياسي من بقية الأجيال الأخرى، وإنما السبب في ذلك هو أن غالبية أبناء الشعب المصري من فئة الشباب، فالشباب يمثل نحو 55 بالمئة من إجمالي تعداد مصر السكاني، ومن ثم فإن أي تجمع بشري في أي حدث كائنا ما كان، سنجد غالبيته من الشباب بحكم الأكثرية، أضف إلى ذلك أن الثورات عموما، تبدأ دائما بمواجهات عنيفة بين الشعب الثائر وقوات أمن السلطة المٌثار عليها، ومثل هذه المواجهات دائما ما يكون  العنصر الأبرز فيها والأقدر على التفاعل فيها هم الشباب، وربما يكون ذلك هو ما دعا البعض لأن يطلق على يناير ثورة الشباب!!

بيد أن وصف الثورة بأنها ثورة الشباب، كان يستدعي أولا تحديد الفئات العمرية لمراحل الشباب، خاصة وأن هناك تفاوتا كبيرا في الأعراف بين ماهية السن التي يمكن أن نطلق على أصحابها صفة الشباب، فغالبية المجتمعات تحدد مرحلة الشباب بين 19 و40 سنة، فيما أن الأمم المتحدة حصرت المرحلة بين 15 و24 سنة، وهناك بعض المعاجم العربية التي حددت مرحلة الشباب، بين حد البلوغ إلى سن الثلاثين، فضلا عن أن مجتمعات أخرى ترى أن سن الشباب بين بداية العشرينات ونهاية الأربعينات..

إذن ليس هناك مقياسا ثابتا، نحكم به على أن 25 يناير كانت ثورة الشباب، لأننا إذا أخذنا بمعيار الأمم المتحدة (من 15 إلى 24 سنة) مثلا باعتباره المعيار الرسمي الوحيد، لما كانت يناير أبدا ثورة الشباب، بل ربما كانت ثورة رجال وشيوخ، باعتبار أن الغالبية العظمى من المشاركين فيها، كانت أعمارهم بين الخمسة وعشرين والخمسين سنة!!

الشباب وثغرة إفشال الثورة!!

لا جرم في القول بإن هناك من كانت لهم مصلحة في إطلاق هذا المصطلح على الثورة المصرية، هذا ما تبين لاحقا عندما وجدنا أن أكثر الحريصين على ترديده وترويجه، كانوا من الإعلاميين المحسوبين على نظام الرئيس المخلوع مبارك، والتابعين للمجلس العسكري الذي كان يحكم بعد سقوط مبارك، ومعهم العديد من رجال الأعمال، حيث بدا لكل هؤلاء أن قوى الإسلام السياسي هي الأكبر والأقوى والأكثر تنظيما، وأنها الأقرب لجني ثمار الثورة وربما الوصول للحكم، لذا كان لابد من ضربها وتكسير عظامها وتحطيمها مبكرا، وهذا لن يتأتى إلا إذا صنعوا له خصما قويا وعنيفا يقدر على فعل ذلك، فكان الشباب!!

وإذا كانت القوى السياسية غير الإسلامية قد راقها هذا التوجه، على أساس أنهم البدلاء لقوى الإسلام السياسي في حال وقوعه وإقصائه من الساحة، إلا أن العسكر والإعلام ورجال الأعمال، كانوا يهدفون لما هو أبعد وأهم، ألا وهو صناعة عدو للثورة من داخل صفوفها بهدف إفشالها والانقلاب عليها، فكان الشباب أيضا!!

 من هنا التقت رغبة الفرقاء السياسيين مع أعداء الثورة من داخل مصر وخارجها على «زق» الشباب ضد قوى الإسلام السياسي، وقد رأينا كيف أن وسائل الإعلام كلها من صحفي وإذاعي وتليفزيوني وإلكتروني، كانت تدفع في هذا الاتجاه، بالتأكيد المستمر على أن الشاب هم أصحاب الثورة، ولابد لهم من المحافظة عليها، وحمايتها -ولو بالقوة-  من أي فصيل سياسي أخر يمكن أن يفكر في السطو عليها أو يشاركهم فيها، وساعتها بدأ اللحن الموحد، وانتظم العزف على وتر شباب الثورة وثورة الشباب، ورأينا كيف تصدر الشباب المشهد الإعلامي، وكانوا هم أصحاب الظهور الدائم في كل الوسائل الإعلامية المحلية والإقليمية، والدولية أيضا، كما رأينا كيف يتم نفخهم وتسخينهم وتحريضهم ضد خصومهم من الثوار «العواجيز» الذين يريدون سرقة ثورتهم!!

 

ساعد في شيوع هذا المفهوم وترسيخه عند الشباب، ولدى الرأي العام من أعضاء حزب الكنبة، مشاركة رموز وقيادات القوى السياسية غير الإسلامية، في العزف و«التأويب» مع الإعلام على أن يناير ثورة الشباب، وراح الجميع يشارك في السيمفونية وتحذير الشباب من التيار الإسلام السياسي، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين، الذي يريد سرقة ثورتهم!!

وبالطبع لم تكن نوايا تلك القوى خالصة لوجه الله والوطن، أو أنها تفعل ذلك من منطلق إيمانها بأحقية الشباب في الانفراد بالثورة، إنما فعلته من منطلق شعورها بالضعف والعجز عن منازلة قوى الإسلام السياسي، فكان اللجوء إلى الشباب لتحريضهم ضد هذه القوى، ونجحوا، كما سنذكر لاحقا بإذن الله!!

العسكر واللعب بالشباب

ومن أجل الهدف الأهم والأكبر، وهو صناعة عدو للثورة من داخل صفوفها، كان المجلس العسكري يلعب مع الشباب دورا خاصا للنفخ فيهم والمبالغة من دورهم في الثورة، فقد كان يحرص على اللقاء المنتظم بالعناصر المؤثرة فيهم، ودعوتهم بشكل يومي لاجتماعات كان يحضرها كبار قيادات الجيش، وكان الهدف من ذلك هو تزكية الإحساس بالقيمة والأهمية داخل نفوس الشباب، وإشعارهم بأنهم بالفعل هم أصحاب الثورة الحقيقيون ولا شريك لهم فيها، وكان الهدف الظاهر للشباب من تلك الاجتماعات هو التباحث معهم حول الثورة ورؤيتهم حول مستقبل مصر، بينما كان الباطن الذي يخبئه العسكر، هو شق الصف الثوري وتقسيمه، عن طريق تحريض هذا الشباب ضد بقية القوى السياسية، وخصوصا الإسلاميين..

لقاءات العسكر بالشباب كانت تتم بشكل فردي أحيانا، وأحيان أخرى جماعية مع الائتلافات التي تكونت قبل وبعد الثورة، ومن أبرز الأسماء التي كان يلتقي بها المجلس العسكري في ذلك الوقت، وائل غنيم أدمن صفحة «كلنا خالد سعيد» وأحمد ماهر مؤسس حركة 6 أبريل، وعمرو سلامة المخرج السينمائي، والناشطة السياسية أسماء محفوظ، وغيرهم.. وكانت اللقاءات تتم في سرية تامة ودون تسليط الضوء عليها، لكن ومع ذلك لم يخل الأمر من بعض التسريبات التي ظهرت لاحقا، وكشفت عن هذه الاجتماعات، ومن بين هذه التسريبات الصورة الشهيرة التي التقطت لإثنين من كبار قيادات المجلس العسكري، وهما عبد الفتاح السيسي وقت أن كان مديرا لجهاز المخابرات الحربية برتبة لواء، ومحمود حجازي وقتما كان رئيسا لهيئة التنظيم والإدارة برتبة لواء أيضا، مع ثمانية من الشباب هم وائل غنيم وخالد السيد وعمرو سلامة ومحمد عباس وأحمد ماهر وعبد الرحمن سمير ومحمود سامي وأسماء محفوظ، وتم التقاط هذه الصورة أمام فندق الماسة المملوك للقوات المسلحة بمدينة نصر، وهو المكان الذي كانت تتم فيه معظم الاجتماعات..

ورغم أن المجلس العسكري لم يكن راضيا عن تسريب لقاءاته بالشباب، حيث كان يفضل أن تستمر في سريتها، كي لا ينفضح المخطط الذي يتم ترتيبه للثورة، إلا أن الاجتماعات تواصلت، واستمرت عمليات تأليب الشباب ضد القوى الثورية -الإسلاميين عامة، والإخوان خاصة- بل وضد بعضهم البعض أحيانا، لتحدث الفرقة، وتبدأ الصراعات، ويتحول ميدان الثورة إلى مجموعات من الفرق والأحزاب والقوى المتخاصمة، ويبدأ العقد الثوري في الانفراط!!

ساويرس يستخدم الشباب أيضا!!

 المخطط نفسه كان يشارك فيه كبار رجال الأعمال من فلول النظام السابق، وعلى رأسهم الملياردير المسيحي نجيب ساويرس، والذي كانت له أهداف أيدولوجية من معاداة الثورة والحرب على قوى الإسلام السياسي، حيث سعى ساويرس لاستدراج بعض القيادات الشبابية المشاركة في الثورة، عن طريق إغراقهم بالأموال والهدايا، وإغرائهم بالمجد السياسي الذي ينتظرهم، عبر دمجهم في حزبه السياسي «المصريين الأحرار» الذي أسسه في أبريل 2011، وقد نجح ساويرس بالفعل في استقطاب العديد من الشباب البارزين، بل إن منهم من كان محسوبا على التيارات الإسلامية، مثل الناشط محمد أبو حامد، والذي كان يعمل إبان الثورة «محفظا» للقرآن الكريم بجمعية الشيخ محمود خليل الحصري والتي تديرها نجلته إفراج الشهيرة بـ«ياسمين الخيام» وكان أبو حامد من أبرز النشطين بهذه الجمعية وكان يحظى بحب ورعاية ياسمين الخيام له، خاصة وأنه كان يحفظ القرآن كاملا، بل وبقراءاته العشر، هذا بجانب أنه قادم بتوصية من شخصية كانت محبوبة جدا في تلك الفترة، وهو الداعية الإسلامي عمرو خالد، حيث كان أبو حامد يعمل لديه مديرا للحسابات، وكان عمرو خالد يراه موظفا مثاليا، ويتطلع لزيادة دخله، فرشحه للعمل في جمعية الحصري عن طريق أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الذي تربطه علاقة طيبة بياسمين الخيام.. لكن ما كاد اسم أبو حامد يقترن بساويرس حتى أفسدته الأموال، فانقلب حاله وتغير سلوكه، وأصبح أحد أكبر خصوم الإسلاميين، وبات أكثر المنتقدين لسلوكهم، وأعنف المهاجمين لهم في وسائل الإعلام وعلى منصات التواصل الاجتماعي، بل كان يناصبهم العداء أينما وجدوا، والإساءة لهم والتسفيه منهم، وقد تسبب ذلك في تعرضه للاعتداء والضرب المبرح من بعض شباب جماعة الإخوان المسلمين، عندما تصادف سيره بسيارته بشارع صلاح سالم وكانت هناك مسيرة لشباب الإخوان خرجت للتنديد بالانقلاب العسكري 2013، حيث أوقفوا سيارته وأنزلوه منها، وأوسعوه ضربا، وحطموا السيارة!!

المهم أن النفخ المكثف في الشباب، وكنوز الذهب والفضة التي فُتحت لهم، والمجد السياسي الذي بُشروا به، كل هذا كان كفيلا بأن يٌدير رؤوسهم، ويُفقدهم توازنهم النفسي، ويُعجزهم عن القدرة على التمسك بقيمهم ومبادئهم الثورية..

ولأنهم بلا أي خبرات، ويفتقدون للقدوة السياسية، بل ويتحركون من أدمغتهم، فقد كان من السهل صيدهم والإيقاع بهم في شباك الثورة المضادة، خاصة وأن كثيرين منهم ينحدرون من أسر متوسطة أو فقيرة، فغالبيتهم قادم من الـ«لا مكان» فمنهم من كان بدون عمل، ومنهم المتسكع، ومنهم الصعلوك، ومنهم التائه في الحياة، وحتى الذين كانوا مستقرين وظيفيا ولديهم دخل مادي جيد، كانت لهم أهدافهم وتوجهاتهم الخاصة البعيدة عن الرغبة في نجاح الثورة، على رأس هؤلاء مهندس الكمبيوتر وائل غنيم والذي كان يعمل وقتها مديرا إقليميا لشركة جوجل، فالأحداث أثبتت أن وائل غنيم كانت لديه أجندته الخاصة المكلف بها من إحدى الجهات الخارجية التي تسعى لإفشال الثورة، وقد تبين أن تلك الجهة لها كلمة على الإعلام المصري، فقد بدا أن هناك تعليمات تهدف لتسليط الضوء عليه، والتضخيم من أسمه، وقد رأينا كيف أن الإعلام المصري يذكره وكأنه مفجر الثورة وقائدها، كما رأينا كيف أن وسائل الإعلام المحلية والدولية كانت تتسابق على لقائه والحديث معه، بل رأيناهم يخترعون له مجدا سياسيا زائفا، بتمثيلية اعتقاله في السابع من فبراير 2011 ثم الإفراج عنه بعد أربع ساعات فقط، فقد وضح أن الهدف من تلك التمثيلية هو إكسابه صفة المناضل السياسي، خاصة وأنه بلا تاريخ كما ذكرنا سلفا، والذي يؤكد أن الأمر كان تمثيلية أولا عن أخر، هو أن من كان في استقباله عند الخروج من المحبس لم يكن أحد من أهل بيته أو أقاربه، أو حتى من شباب الثورة، إنما كان هو الدكتور حسام بدراوي، أحد رجال نظام مبارك والذي كان يشغل في ذلك الوقت منصب الأمين العام للحزب الوطني، ذلك الحزب الذي كان وجوده أحد أسباب تفجر الثورة، فقد كان الهدف من وجود بدراوي في هذا المشهد هو غسل سمعة الحزب ودولة مبارك، فلعل ذلك يشفع لهم عند الثوار ويتراجعوا عن مطلبهم بإسقاط النظام، ولكي تكتمل التمثيلية كان لابد من وجود قناة تليفزيونية توثق وتنقل المشهد الإنساني التراجيدي الذي يمثله مبعوث الحزب الوطني مع أسطورة شباب الثورة المصرية، لكنه مشهد لم ينطل على الجماهير الثائرة المطالبة بإسقاط النظام، فالثورة كانت لاتزال بخيرها..

ويعتقد البعض أن الجهة التي كانت تقف وراء وائل غنيم هي دولة الإمارات، خاصة وأنه كان يعمل هناك في تلك الفترة، وسواء كانت هي الإمارات أو غيرها، فالمؤكد أن تلك الجهة كانت تملك من القوة والأدوات والإمكانات، ما مكنها من تحويله من شخصية نكرة قبل الثورة، إلى أيقونة الثورة ورمزها وأشهر من شاركوا فيها، وهي أيضا نفس الجهة التي يُعتقد أن لها دور في الحالة المزرية التي أصبح عليها في أعقاب الثورة، بإدمانه المخدرات، بل وبأنواع شديدة التأثير على العقل، حتى أنها أصابته بلوثة عقلية، وأفقدته رزانته التي ظهر عليها في ثورة يناير، ويعتقد البعض أن تلك الجهة ربما تكون فعلت هذا، كي لا يقوى على الإفصاح عن دورها معه في ثورة يناير، خاصة وأنه ثرثار وكثير الظهور على مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك أوصلوه لهذه الحالة، فإذا ما تكلم وكشف المستور لا يصدقه أحد ويسهل تكذيبه، واتهامه بالهذيان تحت تأثير المخدرات، كما حدث في مواقف كثيرة قال فيها كلاما خطيرا، لكن الناس لم تأخذه مأخذ الجد وحسبته يهذي تحت تأثير المخدرات كعادته.. ولعل الذين تابعوا حالة وائل غنيم في ثورة يناير ولم يفهموا حقيقة دوره في إفشالها، أدركوا مؤخرا بعضا من حكايته الغامضة، وأنه بالفعل كان يعمل لحساب أجندات خارجية، فهذا ما انجلى بعد اندلاع حرب «طوفان الأقصى» 7 أكتوبر 2023 والدائرة حتى الآن بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية «حماس» حيث ظهر وائل وهو يعلن انحيازه الواضح والكامل لإسرائيل، ومعاداته لحركة المقاومة الفلسطينية، ولم يكتف بإعلان هذا الموقف فحسب، بل راح يترجمه ويوثقه بتأسيس بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي وتخصيصها للهجوم والتطاول على حركة حماس، والإشادة بإسرائيل، لكن هذه الصفحات لم تلق أي تفاعل من الجماهير العربية، بل راحت تسبه وتلعنه، لتسقط جميع الصفحات، وتسقط معها أسطورة وائل غنيم!!

انقلاب الشباب

كل هذا وغيره من أحوال الشباب، أزال بعضا من الطلاسم عن دوافع التحول الخطير في مواقف الكثيرين منهم بعد ثورة يناير، خاصة هؤلاء الذين تحولوا من أنصار للثورة إلى أعداء لها وناقمين عليها بل ومعادين للتيارات القادمين منها، كما رأينا في حالة الناشط محمد أبو حامد، فالإعلام والعسكر ورجال الأعمال نجحوا في استغلال ظروف هؤلاء الشباب وسذاجتهم وقلة خبراتهم ولهفتهم في تحقيق المكاسب المادية والسياسية والأدبية، في التلاعب بعقولهم وتوجيههم إلى الهدف المنشود، وهو تحريضهم ضد رفقائهم بالميدان وإشاعة الفرقة بينهم!!

 لذا لم يكن غريبا أن نرى هؤلاء الشباب، وقد تم استخدامهم كرأس حربة في مخطط الانقلاب على الثورة وعلى رئيسها المدني الدكتور محمد مرسي، فالشباب هم من كانوا في طليعة المشاركين بمظاهرات 30 يونيو المطالبة برحيل مرسي، وهم من حاصروا قصر الاتحادية مع البلطجية وأشعلوا النيران في بوابته، وهم من حاصروا مجلس الوزراء في عهد الدكتور هشام قنديل ومنعوا الموظفين من الدخول، وهم من هاجموا مقرات جماعة الإخوان المسلمين، وأشعلوا فيها النيران، وهم من أسسوا جماعة «البلاك بلوك» المسلحة للاعتداء على الإسلاميين، وهم من تكفلوا بحملة «تمرد» لجمع توقيعات المواطنين الداعية للإطاحة بالرئيس المدني المنتخب، وغير ذلك من المواقف التي قام بها الشباب، وليس غيرهم، وكانت سببا رئيسيا في فشل الثورة ونجاح الانقلاب!!

وفي الختام نقول، إنه إذا جاز القول بإن 25 يناير 2011 كانت ثورة الشباب، فالإنصاف يقتضي القول، بإن 3 يوليو 2013 كان انقلاب الشباب أيضا!!

نكمل في المقال القادم بإذن الله

Please follow and like us:
أحمد سعد
كاتب صحفي مصري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب