حواراتسلايدر

أمين مجذوب: 3 أسباب وراء رفض السودان طلبا إيرانيا بإنشاء قاعدة عسكرية بالبحر الأحمر

الأمة – القاهرة – خاص

أكد اللواء أمين إسماعيل مجذوب الخبير الاستراتيجي السوداني والمتخصص في الازمات والتفاوض بمركز البحوث الاستراتيجية، أن زيارة الفريق البرهان لليبيا قد جاءت بهدف تبديد مخاوف الحكومة الليبية من عودة المجموعات المسلحة والمرتزقة للبلاد مجددا، مشيرا إلي أنها شهدت كذلك الاتفاق علي تشكيل قوات مشتركة لضمان أمن الحدود بين البلدين.

لم يستبعد مجذوب في حواره مع «جريدة الأمة الإليكترونية» إمكانية قيام رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة بالوساطة لتقريب وجهات النظر بين المجلس السيادة وقوات الدعم السريع في ظل صلته القديمة ببعض قادة الدعم، نافيا في الوقت نفسه ما تردد عن إبرام صفقات سلاح بين ليبيا والسودان خلال الزيارة واصفا ذلك بغير المنطقي أو الدقيق.

وفض الخبير الاستراتيجي السوداني وصف «استدعاء» الذي أطلق على زيارة البرهان لمصر معتبرا ان السودان دولة مستقلة، وذات سيادة لا يفرض عليها أحد شكل علاقاتها أو تحالفاتها خلال الحرب، مشيرا إلى ان البرهان أطلع القيادة المصرية على تطورات الوضع في السودان واستئناف المفاوضات عبر منبر جدة وكذلك الحراك في تشاد

أوضح المجذوب أن هناك 3أسباب تقف وراء رفض السودان طلبا إيرانيا بإنشاء قاعدة عسكرية في البحر الأحمر، مرجحا أن يكون للتقارب المصري التركي تداعيات إيجابية على جهود وقف الحرب في السودان وعودة الاستقرار.

الحوار مع الخبير الاستراتيجي السودان تطرق لقضايا عديدة نعرضها بالتفصيل في السطور التالية:

أثارت زيارة الفريق البرهان لليبيا حال من الجدل هو أهدافها واللقاءات التي تمت مع شخصيات محسوبة على جماعة الإخوان برأيك ما أهداف البرهان من وراء هذه الزيارة؟

زيارة الفريق أول عبد الفتاح البرهان لليبيا جاءت بدعوة من رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، التي حددت جدول أعمال الزيارة، وجاءت هذه الزيارة بحسب مصادر مطلعة لتعكس حالة انزعاج شديدة من الحكومة الليبية من تداعيات ما يجري في السودان،

زيارة البرهان لليبيا جاءت لتبديد مخاوف طرابلس من عودة المرتزقة وتشكيل قوة مشتركة لتأمين الحدود أبرز النتائج

بل تخشي الحكومة الليبية، كذلك من احتمال عودة المجموعات المسلحة والمرتزقة مرة اخري الي ليبيا، كما حدث في عام ٢٠١٦ بعد الهزائم التي لحقت بهذه المجموعات التي تقاتل من أجل المال سواء كانت تابعة لكتائب القذافي وما خرج من رحم هذه الكتائب، وانخراطها في القتال لصالح حكومة طرابلس او مجموعات بنغازي.

ولكل هذه الأسباب فالحكومة الليبية منزعجة جدا من هذا الأمر، ومتخوفة من عودة هذه المجموعات بعد توقف الحرب في السودان، وخلال الزيارة قدم رئيس المجلس السيادي شرحا متكاملا حول طبيعة التطورات في السودان ومجهودات الحكومة والمجلس السيادي في السودان لإحلال السلام بالبلاد.

ماذا جني السودان من هذه الزيارة التي جاءت في توقيت مثير للجدل فضلا عما جري خلالها؟

توقيت الزيارة وجدول أعمالها، في اعتقادي قد وضع بذكاء واستفاد منه الجانب السودان موضحا موقفه، بل واتفق الطرفان على تأمين الحدود باعتبار أن هناك توجها بين البلدين لإنشاء قوات مشتركة لتأمين الحدود وهي مهمة تخدم أمن واستقرار البلدين في المقام الأول فضلا عن بحث الحراك الجاري في تشاد وتأثيره الأمني والسياسي على البلدين.

وساطة الدبيبة بين الجيش والدعم السريع لا تلغي منابر التفاوض بين الطرفين

واتفق الطرفان كذلك على قيام رئيس حكومة الوحدة الوطنية بما يملكه من علاقات سابقة ببعض قادة الدعم السريع، وإمكانية توظيف ذلك لتقريب وجهات النظر بين المجلس السيادي والجيش السوداني من جانب والدعم السريع من جانب آخر، خصوصا أن زيارة البرهان تبعتها زيارة اخري لقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي لطرابلس.

البرهان والدبيبة

تحدثت مصادر سودانية على أن هذه الزيارة جاءت لإبرام صفقة سلاح ضخمة وكذلك تعزيز مشاركة الإسلاميين في السودان في المعركة ضد الدعم السريع فهل تدعم هذا الطرح

في تقديري السودان ليس بحاجة لإبرام صفقات سلاح مع ليبيا، لاسيما أن السودان لديه صناعات دفاعية، وله علاقات وثيقة مع الدول الكبرى المصنعة للسلاح، ومن ثم فلا اعتقد ان بند شراء سلاح من ليبيا، كان مطروحا على مائدة المفاوضات خلال الزيارة، انطلاقا من أن ليبيا ليست دولة مصنعة للسلاح، ولا تملك صناعات دفاعية او مبيعات. سلاح لتمد السودان بها.

ويضاف إلى ذلك أن قناة إمداد قوات الدعم السريع بالسلاح عبر الأراضي الليبية قد تم وقفها بفعل ضربات الطيران السوداني وهي إمدادات كانت قادمة من دول الجوار او قوي إقليمية حيث تصل الأراضي السودانية عبر مطارات في ليبيا او غيرها من دول الجوار.

هناك من ربطوا بين زيارة البرهان لليبيا ولقائه بمفتي الديار الليبية الصادق الغرياني المقرب من جماعة الإخوان يعكس تزايد نفوذ الإسلاميين بالجيش وعودة الرهان عليهم لمواجهة الدعم؟

لا علاقة لتنامي نفوذ الإسلاميين في المشهد السوداني بزيارة البرهان لطرابلس أو بجدول أعمالها

ارتباط زيارة البرهان لليبيا وعلاقاتها بنفوذ الإسلاميين داخل الجيش السوداني مردود عليه بأن القوات المسلحة السودانية مؤسسة عريقة، عمرها أكثر من مائة عام، وخلال هذه الفترة حاولت أحزاب وقوي أيديولوجية عديدة الانخراط داخل المؤسسة، أو محاولة اختراقها.

بل قامت العديد منهم بمحاولات القيام بانقلابات عسكرية، لكن هذه المحاولات لم تثمر عن سيطرة كاملة علي الجيش الذي بقي مؤسسة وطنية قومية وازيدك من الشعر بيتا، حين اؤكد أن بعض محاولات الاختراق حتى لو نجحت نسبيا لكن تأثيرها بقي محدودا.

وبالتالي الحديث عن نفوذ إسلاميين او إيديولوجيين داخل الجيش وارتباطه بزيارة الفريق أول البرهان لليبيا وجدول أعمال داخل الزيارة بمبالغ فيه، ويفتقد الدقة.

في المقابل كيف تقيم زيارة حميدتي لطرابلس وهل تري أن حكومة الدبيبة بوضعها الحالي قادرة على القيام بدور وساطة بين الجيش والدعم السريع فيما فشلت فيه حكومات مثل مصر وإثيوبيا والاتحاد الأفريقي والايجاد وكذلك أمريكا والسعودية؟

زيارة قائد الدعم السريع لطرابلس، جاءت في اليوم التالي لزيارة البرهان وهي تعكس ذلك قلق ليبيا من التطورات علي حدودها مع ليبيا والحصول علي ضمانات بعدم عودة المجموعات المسلحة الي ليبيا مجددا بعد انتهاء الحرب وقطع الطريق علي عودة المرتزقة مجددا للمشهد الليبي، بعد استقرار الأوضاع في السودان التي لم تصل حتي الان الي نتيجة سواء بالحل العسكري أو التسوية السياسية عبر التفاوض، فمن ثم فحكومة الدبببة تحاول تجنب هذه التطورات وضمان استقرار حدودها أو حتي محاولة الدبيبة استغلال صلاته القديمة ببعض قادة الدعم، لتقريب وجهات النظر بين الطرفين.

ولكن في اعتقادي أن محاولات الدبيبة للوساطة لن تستطيع تجاوز منابر اخري مثل منبر جدة أو الايجاد، ومن ثم فزيارة البرهان وحميدتي كانت تتعلق بالتهديدات المتوقعة للأمن القومي الليبي واضطرابات الحدود وكذلك تبديد مخاوف طرابلس.

في هذا السياق وصفت مصادر سودانية زيارة البرهان القاهرة بأنها استدعاء جاء اعتراضا على لقاءات البرهان في طرابلس ولقائه بشخصيات محسوبة على الإخوان وكذلك على التقارب السوداني مع إيران.

السودان دولة مستقلة وذات سيادة ولها علاقات خارجية ممتدة لأكثر من ٦٠عاما بعد الاستقلال او حتى ما قبله ولها علاقات خارجية، وفي هذا السياق تأتي علاقاتها مع إيران وهي علاقات قديمة وتحديدا منذ سبعينات القرن الماضي.

والجميع يعرف كيف قام السودان بقطع علاقاته مع إيران لاعتبارات اقليمية معينة، وعندما زالت هذه الاعتبارات بعد ظهور متغيرات جديدة في الوضع الإقليمي والدولي أعاد السودان هذه العلاقات انطلاقا من قناعات أن أسباب قطع هذه العلاقات قد اختفت ونفس الأمر ينطبق على علاقات السودان لليبيا فهي علاقات تاريخية بين شعبين شقيقين.

استئناف أعمال منبر جدة فرض زيارة البرهان للقاهرة والتشاور مستمر بين البلدين

وفي هذا السياق جاءت زيارة الفريق البرهان لمصر، بقرار سيادي سوداني لاطلاع القيادة المصرية على تطورات الأوضاع، وعودة منبر جدة للتفاوض مع الدعم السريع في التاسع من مارس، بعد توقف دام لفترة بفعل تطورات إقليمية الجميع يعلمها.

لذا السودان بحاجة لدعم مصر، وذلك لاهتمام مصر وتأثرها بما يحدث في السودان وفي ظل استمرار وساطة مصر ودول الجوار التي عقدت اجتماعات في القاهرة لإتمامها ثم انبثقت آلية عبر وزراء خارجية دول الجوار في تشاد قبل أن تتعطل لظروف اقليمية، فضلا عن ضرورة إطلاع القيادة المصرية حول الحراك في تشاد وإثيوبيا ومجمل الملفات التي تهم البلدين.

ومن المهم هنا الإشارة، إلى أن السودان يخوض حربا، ويتعرض لغزو خارجي، وبالتالي لا يقبل التأثير على تحركات قياداته ولا تحالفاتها ولا علاقاتها الخارجية سواء خلال الحرب او ما بعدها.

البرهان-حميدتي-والدبيبة

لكن العديد من التقارير تحدثت عن طلب إيران رفضته الخرطوم لإنشاء قاعدة عسكرية في البحر الأحمر؟

الحديث عن رفض السودان لطلب ايراني لبناء قاعدة عسكرية في البحر الأحمر نشر في إحدى الصحف الأمريكية، وهو رفض يتسق مع مواقف سابقة للحكومة السودانية التي ردت على طلب سابق مماثل لروسيا، بأن مثل هذه القواعد تحتاج بتفويض من البرلمان المنتخب وتصديق منه على توقيع اتفاقيات باعتبارها تمس أمن السودان القومي ومصالحه الاستراتيجية.

مرتبطون باتفاقيات لحماية الأمن والملاحة بالبحر الأحمر وأسباب قطع العلاقات مع إيران انتفت

كما أن السودان مرتبط باتفاقية لحماية الأمن والملاحة في البحر الأحمر، ولا يمكن الموافقة على مثل هذا الطلب الإيراني دون العودة لاتفاقية جدة والدول الموقعة عليها باعتباره التزاما تعهدت به السودان.

زيارة البرهان لمصر وليبيا وتقاربه مع إيران وتركيا تشير لانتهاء الرهان على المفاوضات وأن الحسم العسكري من قبل الجيش بقي الخيار الوحيد مع الدعم؟

القوات المسلحة السودانية والقيادة السياسية يعملان بتناغم في الأوضاع العادية، أو خلال الحرب المفروضة على البلاد وبالتالي، وفي تقديري ان السودان يحارب من جانب العدوان الخارجي الذي يستهدف وجوده ومن جانب آخر لدعم الانتقال الديمقراطي، الذي كان مفروضا ان يتم، وكذلك للعمل على الوصول لحل سلمي الأزمة السودانية، وبذلت القوات المسلحة جهودا للوصول لهذا الحل الذي تم في ١١مايو الماضي، كونه كان يفرض التزامات على قوات الدعم السريع التي وقعت على هذا الاتفاق.

ومن ضمن هذه الالتزامات على الدعم السريع الخروج من تجمعات المدنيين ومنازل المواطنين والخروج من المستشفيات، وفتح الطرق ومغادرة العاصمة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية ولكن قوات الدعم لم تنفذ هذه التعهدات.

انتصارات الجيش السوداني لا تلغي مسار التفاوض ومطالب الدعم غير واقعية

وبالتالي لم يعد من المناسب الجلوس معها على طاولة المفاوضات وبل أن القيادة السياسية السودانية تري أن الدعم السريع تضع شروطا تعجيزية منها ضرورة توقيف السجناء الذين فروا من السجون رغم أن الدعم السريع هي من اقتحمت السجون لإطلاق سراح منسوبيها او بعض من أفراد العشيرة المقربة من قيادات الدعم المتهمين بارتكاب جرائم جنائية او المتاجرة في المخدرات.

من ناحية اخري يجدر بنا القول إنه بعد انتهاء أزمة اقتحام السجون جري التحفظ على المطلوبين السياسيين، وبعضهم موجود في المستشفيات لتلقي العلاج

لكن التطورات الأخيرة تشير لرهان الجيش علي الحل العسكري في ظل انتصاراته الأخيرة؟

الجيش السوداني والقيادة السياسية، يسيران في مسارين متوازيين وهما الحل السياسي والعسكري وقد حقق الجيش السوداني انتصارات لافتة في الفترة الأخيرة سواء في العاصمة أو مدينة أم درمان، وهو ما ترد عليه قوات الدعم السريع بتوسيع نطاق الحرب، ومدها لمناطق الجزيرة أو بعض الاماكن في كردفان ودارفور.

وبالتالي هناك صعوبة في الوصول لحل سلمي خصوصا أن كل طرف يحاول أن يقوي موقفه على مائدة المفاوضات، عبر الانتصارات العسكرية والتأثير على مجريات الأمور واعتقد ان الجيش السوداني ووفده المفاوض المفوض قد نجح في الوصول لتفاهمات في المنامة، يرجح معها استئناف أعمال منبر جدة خلال أيام وهو طريق لابد منه باعتبار أن أي صراع عسكري لابد أن ينتهي على مائدة المفاوضات وعبر حل سلمي…

ما المطلوب إذن من الطرفين لإنجاح المفاوضات ووقف الحرب؟

المطلوب للحل السلمي في السودان أن يقدم الطرفان تنازلات جوهرية وان تتوفر إرادة قوية للوصول للحل، وايقاف الحرب وأن يكون هناك مشروع قومي يجمع السودانيين على رؤية واحدة، وأن يتنازل الجميع حفاظا على مصالح السودان العليا وليست مصلحة فصيل بعينه او جماعة معينة أو عبر الاستيلاء على السلطة والبقاء فيها دون شرعية.

تكثيف الضغوط على طرفي الصراع ضرورة لإحلال السلام والتنازلات المؤلمة السبيل الوحيد لوقف الحرب

وكذلك يحتاج الحل السلمي لضغوط من الوسطاء على طرفي النزاع، خصوصا الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والمجتمع الدولي والامم المتحدة حتى يجلس الطرفان على مائدة المفاوضات ويصلا لاتفاق لإيقاف الحرب التي تضرر منها الشعب السوداني، وفقد الكثير من الأنفس والأرواح والموارد، ونهبت الأموال والثروات الخاصة وعانت البلاد من شبح مجاعة بفعل استمرار الحرب.

اردوغان السيسي

اعتبر مراقبون أن التقارب المصري التركي يصب إيجابيا في صالح السودان وتأييد المساعي للحسم العسكري مع الدعم السريع؟

التقارب المصري التركي له تداعيات إيجابية على الأوضاع في البلدين والإقليم في ظل ثقل البلدين الإقليمي والدولي، وبالتالي هما يبحثان عن مصالحها الثنائية وبالتالي وفي تقديري أن ملف السودان حظي باهتمام كبير خلال قمة السيسي اردوغان.

فمصر دولة جارة السودان وتتأثر بكل ما يجري داخله وتركيا دولة ترتبط مع السودان بشراكة استراتيجية خصوصا في العلاقات الاقتصادية، والاستثمارات ومن ثم اعتقد ان الاستقرار في السودان، يشكل أولوية للبلدين حيث سيبذلان جهودا لتحقيق السلام في السودان دون الانحياز لأي من طرفي الصراع وهذا كما هو معروف هو ديدن الدول الكبري لتحقيق الأمن والسلم والدولي في المنطقة والعالم.

التقارب المصري التركي ستكون له تداعيات إيجابية وعدم تقديمة أدلة تدين الإمارات مجرد مناورة سياسية

اتهم أعضاء في مجلس السيادة دولة الإمارات بدعم حميدتي وقواته والتآمر على السودان واستقراره هل تدعم هذا الطرح وكيف يتصدى السودان لذاك؟

في تقديري أن أي اتهام لدولة إقليمية بالتورط في الصراع السوداني، ودعم أي من الطرفين دون امتلاك المستندات والوثائق، يبقي نوعا من المناورة السياسية، وبالتالي فإذا توفرت الوثائق نحو تورط دولة إقليمية في مد يد العون الدعم السريع، فعلينا التقدم بها للأمم المتحدة والمؤسسات الإقليمية، على شكل شكوى وعبر بيانات رسمية لوزارة الخارجية السودانية، توضح لماذا نقدم هذه الشكوى ونوجه هذا الاتهام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى