وسط تصعيد غير مسبوق في الحرب الإقليمية المستعرة بين إسرائيل وإيران، أعلن الجيش الإسرائيلي، فجر السبت، اعتراض جميع الصواريخ التي أطلقتها إيران في أحدث هجوم استهدف العمق الإسرائيلي، وذلك باستخدام أنظمة الدفاع الجوي.
وأوضح الجيش في بيان رسمي أن الموجة الأخيرة من القصف الصاروخي الإيراني أسفرت عن اندلاع حريق في وسط البلاد بسبب شظايا صاروخية، أشار الإعلام المحلي إلى أنها سقطت في منطقة غوش دان الكبرى، التي تضم تل أبيب وضواحيها.
ورغم النجاح في عمليات الاعتراض، سادت حالة من التوتر في أرجاء البلاد، خاصة بعد سماع دوي انفجارات عنيفة في سماء تل أبيب والقدس، وفق ما أفاد به شهود عيان، كما انطلقت صافرات الإنذار في سلسلة مدن من نتانيا شمالًا حتى أسدود جنوبًا، مرورًا بمركز إسرائيل.
وقبل ساعات من البيان، أكد الجيش الإسرائيلي رصده موجة جديدة من إطلاق الصواريخ من الأراضي الإيرانية، موضحًا أن أنظمة الدفاع الجوي، بما فيها “مقلاع داود” و”السهم”، دخلت حيز العمل لاعتراض التهديدات.
وبحسب صحيفة إسرائيل هيوم، فإن نحو 10 صواريخ إيرانية أُطلقت في هذا الهجوم المحدود مقارنة بالموجات الأولى، فيما لم تُسجل إصابات بشرية بحسب التقارير الأولية.
وعلى خلفية الهجوم، أصدرت الجبهة الداخلية توجيهات صارمة للسكان، دعتهم فيها إلى دخول المناطق المحصنة فور تلقي أي إنذار، وعدم مغادرتها إلا بتوجيه رسمي، إلا أنها عادت بعد ساعات وأعلنت أنه يمكن للسكان مغادرة الملاجئ مع الالتزام باليقظة واستمرار متابعة التعليمات الرسمية.
خلفية الحدث:
جاء هذا التطور بعد أسبوع على بدء إسرائيل عمليتها العسكرية الواسعة ضد إيران، والتي ردت عليها طهران بسلسلة هجمات صاروخية غير مسبوقة، استهدفت العمق الإسرائيلي. ويُعد هذا الهجوم استمرارًا لحالة الكرّ والفرّ العسكري بين الجانبين في ظل فشل الجهود الدبلوماسية الدولية في التهدئة.
وكانت إيران قد وضعت شروطًا لاستئناف المفاوضات ووقف التصعيد، تتعلق بإنهاء الغارات على منشآتها النووية والعسكرية، في حين تؤكد تل أبيب عزمها على مواصلة العملية حتى “تحقيق كامل الأهداف” وعلى رأسها تحييد التهديد النووي الإيراني.
مع استمرار التصعيد وتكرار الهجمات المتبادلة، يزداد القلق من انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية مفتوحة يصعب احتواؤها، رغم محاولات بعض القوى الكبرى كبح جماح الصراع.