الأحد سبتمبر 8, 2024
تقارير

الاقتصاد الإيراني بين تعقد التحديات وعجز نظام الملالي عن تجاوز النفق المظلم

يواجه الاقتصاد الإيراني في السنوات الأخيرة تحديات متعددة ومعقدة. يعاني المواطنون والحكومة من التضخم المرتفع، والبطالة، وانخفاض قيمة العملة الوطنية. وفقًا لنشرة الصحف الصادرة في “23 يوليو 2024″، تم تقديم تحليلات مختلفة للوضع الاقتصادي في البلاد، تستعرض هذه التحديات بشكل أعمق وتقترح حلولًا لمواجهتها.

في تقرير بعنوان “توقعات الشعب من الحكومة الجديدة: خفض التضخم وتحسين الظروف المعيشية”، تناولت صحيفة ابتكار الوضع الاقتصادي للبلاد. تكتب الصحيفة: “يتوقع الناس أن تقوم الحكومة الجديدة بخفض التضخم وتحسين الظروف المعيشية من خلال تبني سياسات مناسبة.”

وفقًا لهذا التقرير، وصل معدل التضخم في العام الماضي إلى 40٪، مما أثر بشكل كبير على الحياة اليومية للمواطنين. كما أشار التقرير إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية وانخفاض القوة الشرائية للمواطنين.

في مقال بعنوان “الحلول الاقتصادية للحكومة الجديدة”، ناقشت صحيفة اعتماد الحلول الممكنة لتحسين الوضع الاقتصادي. تقترح الصحيفة أن على الحكومة زيادة الاستثمار في القطاعات الإنتاجية والصناعية لخلق فرص عمل والمساعدة في خفض البطالة. كما تؤكد اعتماد على ضرورة قيام الحكومة بتبني سياسات مالية مناسبة للسيطرة على السيولة ومنع الزيادة غير المبررة في الأسعار.

ايران

في تقرير بعنوان “دور العلاقات الدولية في تحسين الاقتصاد”، تناولت صحيفة سياست روز تأثير العلاقات الدولية على الوضع الاقتصادي في إيران. تكتب الصحيفة: “يمكن للاتفاقيات الدولية وتحسين العلاقات مع الدول الأخرى أن يساعد في جذب الاستثمارات الأجنبية وزيادة الصادرات.” وفقًا لهذا التقرير، فإن أحد الحلول المهمة لتحسين الوضع الاقتصادي هو زيادة التفاعلات الدولية وتخفيف التوترات في العلاقات الخارجية.

في مقال بعنوان “دور الحكومة في السيطرة على التضخم”، ناقشت صحيفة جوان دور الحكومة في السيطرة على التضخم. تكتب الصحيفة: “يجب على الحكومة السيطرة على التضخم ومنع الزيادة غير المبررة في الأسعار من خلال تبني سياسات مالية ونقدية مناسبة.” كما تؤكد جوان على ضرورة قيام الحكومة بزيادة الشفافية في السوق ومنع الاحتكار للمساعدة في تحسين الوضع الاقتصادي.

في تقرير بعنوان “التحديات الاقتصادية للحكومة الجديدة”، تناولت صحيفة آرمان ملي التحديات التي تواجه الحكومة الجديدة. تكتب الصحيفة: “تواجه الحكومة الجديدة تحديات متعددة بما في ذلك خفض التضخم، وتحسين الظروف المعيشية، وإدارة العلاقات الدولية.” كما تؤكد آرمان ملي على ضرورة قيام الحكومة بتبني سياسات مناسبة والتعاون مع المؤسسات الدولية للمساعدة في تحسين الوضع الاقتصادي للبلاد.

تشير التقارير الاقتصادية الأخيرة إلى أن الاقتصاد الإيراني يواجه تحديات هيكلية عميقة. فعلى الرغم من الوعود المتكررة بالإصلاح، لا تزال مشاكل مثل البطالة المرتفعة، خاصة بين الشباب، والتضخم المزمن، وانخفاض الاستثمارات الأجنبية تشكل عقبات كبيرة أمام النمو الاقتصادي المستدام.

العقوبات الدولية المستمرة تلعب دورًا كبيرًا في تفاقم الوضع الاقتصادي، حيث تحد من قدرة إيران على التجارة الدولية وتجذب الاستثمارات الأجنبية. هذا الوضع يضع ضغوطًا إضافية على الاقتصاد المحلي ويزيد من صعوبة تحقيق الإصلاحات الاقتصادية الضرورية.

بعد هذا الرصد من قبل الصحف الإيرانية فمن المهم الإشارة إلي أن  الاقتصاد الإيراني يواجه  تحديات جدية ومعقدة. على الرغم من وعود المسؤولين بتحسين الظروف، يبدو أنه سيكون هناك تحسن طفيف فقط في رفاهية الأسر في عام 2024. التحديات الاقتصادية، إلى جانب الفساد المستشري والسياسات غير الفعالة، لا تزال تؤثر بشكل كبير على حياة الناس.

تشير موجة الاحتجاجات في جميع أنحاء إيران إلى تزايد الاستياء. تكافح مجموعات مختلفة من المجتمع مع المشاكل الاقتصادية وتطالب بمساءلة الحكومة. مع استمرار ارتفاع معدلات التضخم وتفاقم الأزمة الاقتصادية، يواجه النظام الإيراني ضغوطًا متزايدة من مواطنيه الذين يبدو أن صبرهم بدأ ينفد.

استمرار الاحتجاجات يشير إلى أن الناس مستعدون لتحدي الوضع الراهن والمطالبة بتغييرات جوهرية. هذا الوضع، إلى جانب المقاطعة الواسعة للانتخابات، يعكس عدم الثقة العامة في النظام الحاكم. بدون اهتمام جاد بهذه التحديات وتغييرات أساسية في الهيكل السياسي، قد تواجه إيران أزمات اقتصادية واجتماعية أعمق في المستقبل، مما قد يهدد استقرار وأمن البلاد بشكل خطير.

في ظل هذه الظروف، يبدو أن الحلول المقدمة من وسائل الإعلام الرسمية والحكومة غير كافية وغير فعالة. فقط من خلال التغييرات الجذرية في الهيكل السياسي والاقتصادي للبلاد يمكن أن يكون هناك أمل في تحسن حقيقي للأوضاع. وإلا، فإن إيران قد تواجه أزمات اقتصادية واجتماعية أعمق في المستقبل، مما قد يهدد بشكل خطير استقرار وأمن البلاد.

 

 

 

 

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب