التليجراف : هذه سيناريوهات اجتياح قوات الاحتلال لغزة واحتمالات الفشل
القت صحيفة التليجراف البريطانية الضوء علي السيناريوهات المتوقعة لقيام الاحتلال بعملية برية واسعة لاجتياح قطاع غزة وتنفيذ هدفها المعلن من المعركة والمتمثل في القضاء علي حركة حماس ومعها البنية الأساسية للمقاومة الفلسطينية
وافادت الصحيفة في تقرير لها ترجمته جريدة الأمة الإليكترونية :قد يتطلب الغزو البري الإسرائيلي الشامل لغزة مئات الآلاف من القوات وقد لا يحدث إلا بعد أن تركع حماس على ركبتيها من خلال الضربات الجوية المستمرة والحصار الطويل.
مشيرة إلي أن ما يثير الدهشة، أن الجيش الإسرائيلي لا يكشف عن خطط مفصلة لغزوه لأسباب أمنية، ولكن من الواضح أن المهمة ستتطلب جهدا هائلا.
رجحت الصحيفة أن يكون عدد الإصابات على الجانب الفلسطيني هائلا، وربما لم يسبق له مثيل قتل حوالي 2300 فلسطيني في الغزو البري لغزة عام 2014. سيكون هناك حتما خسائر فادحة في القوات الإسرائيلية.
وعادت الصحيفة للقول :هذه الأزمة، على النقيض من عام 2014، تنطوي على أكبر حالة رهائن في تاريخ إسرائيل وتشكل خطرا كبيرا من انضمام خصوم البلاد الإقليميين، مثل حزب الله في لبنان، إلى المعركة. قد تستمر أيضا لفترة أطول بكثير من عملية عام 2014 – ليس فقط أسابيع ولكن ربما أشهر.
واستدركت قائلة بافتراض أن إسرائيل تحتاج إلى إرسال عشرة جنود لكل مقاتل من حماس، وهو حكم عسكري نموذجي إلى حد ما لتحقيق التفوق، فإنه سيتطلب ما بين 300000 إلى 400000 جندي للتعامل مع ما يقدر بنحو 30،000 إلى 40000 عضو في الجناح المسلح لحماس.
هجوم متعدد الجوانب
ولن تكتف اسرائيل بحسب الصحيفة بالقيام باجتياح بري لغزة بل تجمع إسرائيل هذا مع هجوم برمائي من الساحل الغربي لغزة حيث يمكن جمع القوات البرية من منطقة انطلاق واحدة ونقلها، أو قد يتم تقسيمها إلى مجموعات قتالية مختلفة لهجوم متعدد الجوانب من شأنه أن يردد توغل حماس الخاص يوم السبت..
وفي هذا السياق استدعت قوات الدفاع الإسرائيلية بالفعل 300000 من جنود الاحتياط بالإضافة إلى 170،000 جندي نشط في حين تفخر إسرائيل بالحفاظ على جيش عالي التقنية، فمن المرجح أن ينطوي الغزو على إرسال مشاة لإغراق قوات حماس على الأرض، فضلا عن جماهير الدبابات.
وتطرقت الصحيفة إلي ما تسميها إحدى مشاكل التي تواجه العملية البريو حيث أن الدبابات الإسرائيلية – ما يقرب من 400 من ميركافا مارك 4 وحوالي 900 من المتغيرات المختلفة الموجودة حاليا في التخزين – إلى جانب مركباتها المدرعة، من أصل أمريكي إلى حد كبير، ضعيفة للغاية في البيئات الحضرية. ويرجع ذلك في المقام الأول إلى أن أقوى دروعهم تقع في الغالب نحو مقدمة الهيكل والبرج – المناطق التي من المتوقع أن تشير إلى العدو في أغلب الأحيان.
وعادت التليجراف للقول ومع ذلك، في البيئات الحضرية، يمكن للمدافعين وضع أنفسهم بسهولة فوق الدبابات، مما يجعل من الممكن إطلاق النار على الجزء العلوي من البرج، حيث يكون الدرع أضعف وبالمثل، توفر أنظمة الصرف الصحي وأنفاق الاتصالات أماكن للاختباء للقنابل التي يمكن أن تنفجر في بطن المركبات المدرعة، وهي منطقة أخرى من الضعف.
وعددت التليجراف المشكلات التي تواجه الغزو البري وفي مقدمتها مسألة ما إذا كان المدنيون من غزة سيأخذون السلاح لمقاومة غزو الجنود الإسرائيليين، وهو أمر يمكن أن تدعو إليه حماس بمجرد بدء التوغل وكل هذا يعني أن الهجوم الحضري يجب أن يقوده المشاة، مع استدعاء الدبابات فقط لمهام محددة – مثل تدمير المواقع المحصنة للعدو – قبل دفعها بسرعة إلى الخلف، بعيدا عن أخطر المواقع.
وضربت الصحيفة مثالا بما جري في ناغورني كاراباخ وسوريا وأوكرانيا إلى أن هؤلاء المشاة سيكونون مجهزين بآلاف الطائرات بدون طيار من أجل اكتشاف العدو وربما إسقاط الذخائر، أو حمل الأسلحة مباشرة. ويرجع ذلك في المقام الأول إلى أن أقوى دروعهم تقع في الغالب نحو مقدمة الهيكل والبرج – المناطق التي من المتوقع أن تشير إلى العدو في أغلب الأحيان.
ومع ذلك، في البيئات الحضرية، يمكن للمدافعين وضع أنفسهم بسهولة فوق الدبابات، مما يجعل من الممكن إطلاق النار على الجزء العلوي من البرج، حيث يكون الدرع أضعف وبالمثل، توفر أنظمة الصرف الصحي وأنفاق الاتصالات أماكن للاختباء للقنابل التي يمكن أن تنفجر في بطن المركبات المدرعة، وهي منطقة أخرى من الضعف.
وطرحت الصحيفة قضية في غاية الأهمية تتمثل ما إذا كان المدنيون من غزة سيأخذون السلاح لمقاومة غزو الجنود الإسرائيليين، وهو أمر يمكن أن تدعو إليه حماس بمجرد بدء التوغل باعتبار أن كل هذا يعني أن الهجوم الحضري يجب أن يقوده المشاة، مع استدعاء الدبابات فقط لمهام محددة – مثل تدمير المواقع المحصنة للعدو – قبل دفعها بسرعة إلى الخلف، بعيدا عن أخطر المواقع..
تشير التجربة من ناغورني كاراباخ وسوريا وأوكرانيا إلى أن هؤلاء المشاة سيكونون مجهزين بآلاف الطائرات بدون طيار من أجل اكتشاف العدو وربما إسقاط الذخائر، أو حمل الأسلحة مباشرة.ستكون هناك حاجة إلى الآلاف من الطائرات بدون طيار، ليس فقط لأن عدد مقاتلي حماس يعتقد أنه حوالي 30،000، ولكن أيضا لأن إشارات الراديو التي تتحكم في الطائرات بدون طيار لا تعمل بشكل جيد في المناطق المبنية هذا بالإضافة إلى احتمال تزويد حماس بمعدات الحرب الإلكترونية المصممة خصيصا للتدخل في إشارة التحكم للطائرات بدون طيار .
وكشفت الصحيفة عن امتلاك إسرائيل أيضا العديد من فرق النخبة والقوات الخاصة على أهبة الاستعداد، بما في ذلك وحدة الشبح والقوة الأسطورية على غرار SAS سايريت ماتكال. يمكن استخدام هذه القوات بالتوازي مع الغزو البري لإنقاذ الرهائن.
لفتت الصحيفة إلي القوات الخاصة الإسرائيلية تتمتع بخبرة سابقة في حالات الرهائن، مثل غارة عنتيبي عام 1976 على طائرة الخطوط الجوية الفرنسية التي اختطفها المقاتلون الفلسطينيون. لكنهم لم يواجهوا أبدا أي شيء مثل أزمة غزة الحالية، حيث كان هناك ما لا يقل عن 100 رهينة منتشرين في جميع أنحاء الأراضي في المباني السكنية والأنفاق وعبر مواقع أخرى، يعملون كدروع بشرية.
إضافة إلي ذلك ، تم بناء هذا الجيش في المقام الأول للدفاع المحلي عن البلاد، مع إسقاط قوة إقليمية محدودة للغاية، في حين تم تصميم البحرية خصيصا لوقف الشحنات غير المشروعة للأسلحة والأشخاص والمال من الخارج. ومع ذلك، تم تحديث القوات الجوية، التي تؤدي دورا إقليميا، لتشمل أحدث المعدات التي تستخدمها الولايات المتحدة تقريبا.
ومع ذلك، فإن جودة الكوادر المتاحة – سواء في الخدمة العادية أو الاحتياطية – عالية جدا من حيث التدريب والتحفيز. هناك عدد قليل من الجيوش على هذا الكوكب المتحمسة للدفاع عن أرضها مثل إسرائيل.في السنوات الأخيرة، سعى جيش الدفاع الإسرائيلي أيضا إلى استخدام التكنولوجيا للتعويض عن المجموعة المحدودة من القوات المتاحة على الفور، مع اعتماد برنامج “تنوفا” (اللحظة) لمدة خمس سنوات في عام 2020 لتوفير دفعة إضافية.
وعادت الصحيفة للحديث عن الساعات الأولي من معركة أحداث يوم السبت كيف يمكن التراجع حتى عن الشبكة الأكثر تطورا في الظروف المناسبة. إذا كانت إسرائيل تنوي الانتقال إلى غزة لهجمات على مقاتلي حماس والبنية التحتية، فقد يضطر القادة العسكريون إلى إعادة تقييم اعتماد جيش الدفاع الإسرائيلي على التكنولوجيا.
في الوقت نفسه، فإن التهديد بغزو حزب الله في الشمال – ردا على أي هجوم بري – بالإضافة إلى الحاجة إلى الحفاظ على النظام في كل من الجنوب والضفة الغربية المحتلة، يمكن أن يخلق تحديات لوجستية. إسرائيل هي مساحة صغيرة من اليابسة في الشرق الأوسط، ويمكن أن يطغى الهجوم المشترك من اتجاهات مختلفة على قدراتها الدفاعية.
من جانبه قال هيو لوفات، كبير محللي الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: “سيأتي التوغل البري الإسرائيلي بتكلفة هائلة من حيث الأرواح الفلسطينية والإسرائيلية. كما أظهرت العمليات السابقة، فإنها ستزيد من الأزمة الإنسانية في غزة وتثير الغضب الفلسطيني والعربي ضد إسرائيل.”
“وتابع قائلا :من غير الواضح أيضا كيف سيكون النصر الإسرائيلي، إلى جانب جمع عدد كبير من جثث حماس.” حتى لو تمكنت من القضاء على المجموعة، وهو أمر غير مؤكد، فما الذي سيأتي بعد ذلك؟”
وخلصت الصحيفة إلي في نهاية تقريرها للقول :إذا نجح الغزو – ويمكن أن يفشل – فستحتاج قوات الأمن بعد ذلك إلى البقاء في مكانها لسنوات عديدة لتمكين الهياكل السياسية والاجتماعية من التطور، وإنكار ملء هذا الفضاء بسعادة من قبل الرجال بالبنادق