بواسطة كتب: السيد التيجاني
يتسائل السفير معصوم مرزوق مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق لجريدة الأمة الإلكترونية: لماذا لم يعتبر المجتمع الدولي أن ما يحدث في غزة اساسا قانونيا كافيا لتطبيق مبدأ المسؤولية الدولية في الحماية الذي أقرته القمة العالمية للأمم المتحدة عام 2005 ؟ ، بما يبيح حق التدخل الدولي الإنساني لإنقاذ شعب فلسطين من جريمة الإبادة ، وجرائم الحرب ، والتطهير العرقي ، والجرائم ضد الإنسانية ، وهى تحديدا ما وردت حصرا في ذلك القرار ؟.
تطبيق مبدأ المسؤولية الدولية
وأوضح: لقد سبق لي قبل ما يزيد علي عشرة أعوام أن كتبت تعليقا علي نشاط الناتو بعد انتهاء الحرب الباردة ، بشكل نقدي بإعتباره يدخل في إطار مبدأ المسؤولية الدولية في الحماية وعندي من الاسباب ما سيجعلني اعلق غدا للمقارنة بين ذلك وبين موقف نفس الحلف مؤخرا .
وتابع : ” ان ما يحدث في العالم آنذاك هو احدى النتائج المترتبة على انتهاء الحرب الباردة وانفراد الولايات المتحدة بالقطبية الدولية، لقد انكسرت قشرة التوازن الصلب التي تخلفت عن الحرب العالمية الثانية ،واصبح الوضع الدولي بشكل عام في حالة من السيولة الملتهبة، وكأنه حمم منصهرة تجري في تجاويف الكرة الارضية كي تصنع تضاريس جديدة للعلاقات الدولية مع مطلع القرن الجديد” .
وأشار مرزوق: التفسير الاكثر قبولا لما حدث في قلب اوروبا ليس الاهتمام بمساكين كوسوفو من الالبان ، وليس الانتقام من سلوبودان ميلوسيفيتش, وانما اعادة ترتيب البيت الاوروبي, وكنس بقايا الحرب الباردة، ووضع المسمار الاخير في نعش ما كان يسمى بالنفوذ السوفييتي في القارة توطئة للالتفات جنوبا على متن منظمة التجارة العالمية لقطف ثمار الانتصار التاريخي للغرب على الشرق.
علاوة على ان الذين يدفعون الثمن غالبا في صراعات الاقوياء هم الضعفاء, وعندما انهارت المباني والمصانع في يوغسلافيا, تهاوت معها كل اعمدة الحكمة التي صاغت وثيقة الامم المتحدة, واندثرت احلام الشعوب في عالم يسوده العدل والسلام والامن .
وأضاف: أبلغ مثال على ذلك هو ما كنا نراه كل يوم على شاشات التلفزيون من الضربات العسكرية لطائرات حلف الأطلنطي في ليبيا ، حيث أصبح أهل ليبيا بين مطرقة القذافي ، وسندان الاطلسي تحت نفس الحجة ، أي حق التدخل الإنساني الذي هو بإختصار تطبيق مع التصرف الواسع لمبدأ المسؤولية الدولية في الحماية .
متسائلاً: لماذا لا يفكر أحد في تفعيل مبدأ المسؤولية الدولية في حماية الشعب الفلسطيني ، الذي يرتب حقا لهذا الشعب بالتدخل الدولي الإنساني ، ورغم أن التكييف القانوني لهذا المبدأ ينطبق بشكل كبير علي الحالة الفلسطينية ؟.
