الشاعر “أحمد فؤاد نجم”
أحمد فؤاد نجم
الميلاد: 22 مايو 1929م، قرية (كفر أبو نجم) بمدينة (أبو حماد، محافظة الشرقية)
الوفاة: 3 ديسمبر 2013 (84 سنة)، المقطّم (القاهرة)
– أحد أهم شعراء العامية في مصر، واسم بارز في الفن والشعر العربي.
عُرفَ بـ (طول لسانه)، وجرأته النقدية للحكام، ولذا سُجِنَ كثيرا…
عاش مشرّدا بعد وفاة والده، ثم استقر بملجأ الأيتام بالزقازيق، ولم يدخل مدارس قَط، لكنه نجح في تعليم وتثقيف نفسه، حتى تفوّقَ على أصحاب الشهادات التعليمية العليا
لُقِّبَ بـ «الفاجومي المصري»؛ بسبب سجنه عدة مرات.
ويترافق اسم أحمد فؤاد نجم مع ملحن ومغنٍ هو الشيخ إمام، حيث تتلازم أشعار نجم مع غناء إمام، لتعبر عن روح الاحتجاج الجماهيري الذي بدأ بعد نكسة 1967م.
ولد أحمد فؤاد نجم لأم ريفية أميّة من الشرقية (هانم مرسى نجم)، وأب يعمل ضابط شرطة (محمد عزت نجم)، وكان ضمن سبعة عشر ابناً، لم يتبق منهم سوى خمسة، التحق بعد ذلك بكتّاب القرية كعادة أهل القرى في ذلك الزمن.
أدت وفاة والده إلى انتقاله إلى بيت خاله حسين بالزقازيق، حيث التحق بملجأ أيتام 1936م – والذي قابل فيه عبد الحليم حافظ – ليخرج منه عام 1945م، وعمره 17 سنة، ثم عاد بعد ذلك لقريته للعمل راعيا للماشية، ثم انتقل للقاهرة عند شقيقه؛ إلا أنه طرده بعد ذلك ليعود إلى قريته.
عمل نجم في معسكرات الجيش الإنجليزي؛ متنقلاً بين مهن كثيرة: كواء (مكوجي)، لاعب كرة، بائع، عامل إنشاءات وبناء، ترزي. وفي فايد، وهي إحدى مدن القنال التي كان يحتلها الإنجليز، التقى بعمال المطابع الشيوعيين، وكان في ذلك الوقت قد عَلَّم نفسه القراءة، والكتابة، وبدأت معاناته الطويلة تكتسب معنى، كما اشترك مع الآلاف في المظاهرات التي اجتاحت مصر سنة 1946م، وتشكلت أثناءها اللجنة الوطنية العليا للطلبة والعمال.
في الفترة ما بين 1951 – 1965م اشتغل نجم عاملاً في السكك الحديدية، وبعد معركة السويس؛ قررت الحكومة المصرية الاستيلاء على القاعدة البريطانية الموجودة في منطقة القنال، وعلى كل ممتلكات الجيش هناك، وكانت ورش ووابورات الزقازيق تقوم في ذلك الحين بالدور الأساسي،
انتقل بعد ذلك للعمل في وزارة الشؤون الاجتماعية
وفي وزارة الشؤون الاجتماعية عمل موزع بريد (بوسطجي للشؤون الاجتماعية) على العزب، والكفور، والقرى..
في سنة 1959م التي شهدت الصدام الضاري بين السلطة واليسار في مصر، على إثر أحداث العراق، انتقل الشاعر من البريد إلى النقل الميكانيكي في العباسية، أحد الأحياء القديمة في القاهرة،
يقول نجم: «وفي يوم لا يغيب عن ذاكرتي أخذوني مع أربعة آخرين من العمال المتهمين بالتحريض والمشاغبة إلى قسم البوليس، وهناك ضُربنا بقسوة حتى مات أحد العمال»… وظلت آثار الضرب واضحة على جسد نجم حتى وفاته…″ وبعد أن أعادونا إلى المصنع أمرونا أن نوقع إقرارا نقول فيه إن العامل الذي مات كان مشاغباً وإنه قتل في مشاجرة مع أحد زملائه.. ورفضت أن أوقع، فضربت.″ وبعد ذلك عاش نجم فترة شديدة التعقيد من حياته إذ وجهت إليه تهمة ملفقة (الاختلاس)، ووضع في السجن لمدة 33 شهرا.
بعدها بسنوات عمل بأحد المعسكرات الإنجليزية، وساعد الفدائيين في عملياتهم، بعد إلغاء المعاهدة المصرية الإنجليزية دعت الحركة الوطنية العاملين بالمعسكرات الإنجليزية؛ إلى تركها فاستجاب نجم للدعوة، وعينته حكومة الوفد كعامل بورش النقل الميكانيكي، وفي تلك الفترة سرق بعض المسؤولين المعدات من الورشة، وعندما اعترضهم؛ اتهموه بجريمة تزوير استمارات شراء مما أدى إلى الحكم عليه 3 سنوات، قضاها بسجن قره ميدان (أكد أحمد فؤاد نجم في أحد البرامج أنه فعلا كان مذنباً)، وفي السنة الأخيرة له في السجن اشترك في مسابقة الكتاب الأول، التي ينظمها المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون وفاز بالجائزة، وبعدها صدر الديوان الأول له من شعر العامية المصرية باسم (صور من الحياة والسجن)، وكتبت له المقدمة سهير القلماوي ليشتهر وهو في السجن.
بعد خروجه من السجن عُيّنَ موظفاً بمنظمة تضامن الشعوب الآسيوية الأفريقية، وأصبح أحد شعراء الإذاعة المصرية، وأقام في غرفة على سطح أحد البيوت في حي بولاق الدكرور، بعد ذلك تعرف على الشيخ إمام في حارة خوش قدم (معناها بالتركية قدم الخير)، ونجحا سوياً في إثارة الشعب وتحفيز هممه قديما ضد الاستعمار، ثم ضد الديكتاتورية الحاكمة، ثم ضد غيبة الوعي الشعبي، ويقول نجم عن رفيق حياته: «إنه أول موسيقي تم حبسه في المعتقلات من أجل موسيقاه، وإذا كان الشعر يمكن فهم معناه، فهل اكتشف هؤلاء أن موسيقى إمام تسبهم وتفضحهم».
في عام 2007م اختارته المجموعة العربية في صندوق مكافحة الفقر التابع للأمم المتحدة؛ سفيراً للفقراء.
– قال عنه الشاعر الفرنسي لويس أراجوان: إن فيه قوة تسقط الأسوار.
– أسماه الدكتور علي الراعي: الشاعر البندقية.
– أما الرئيس أنور السادات فقال عنه: الشاعر البذيء.
أهم إصداراته:
إصحي يا مصر
عيون الكلام
أغنيات الحب والحياة
بيان هام
كلام على سفر
نوارة
صور من الحياة والسجن
كلام جرايد
الفاجوميات
الفاجومي (سيرة ذاتية)
العنبرة
المرجيحة
أنا بقي وعادل حمودة
الأعمال الشعرية الكاملة
يا أهلي يا حبي يا حتة من قلبي (مقالات)
عجايب (مسرحية)
وفاته
توفي أحمد فؤاد نجم في يوم الثلاثاء 3 ديسمبر 2013م؛ عن عمر يناهز 84 عاماً، بعد عودته مباشرة من العاصمة الأردنية عمان، التي أحيا فيها آخر أمسياته الشعرية، برفقة فرقة الحنونة بمناسبة ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وقد شُيع جثمانه من مسجد الحسين بمدينة القاهرة