المرزوقي: ” لهذه الأسباب يشكل نظام الملالي الإيراني تهديدا حقيقيا للمنطقة

ألقى الدكتور منصف المرزوقي، الرئيس السابق لتونس، في كلمته في مؤتمر رمضان الذي تم تنظيمه بمناسبة تكريم السيد أحمد الغزالي، صديق مقاومة إيران، بدايةً بإشارة إلى أهمية التضامن مع مقاومة إيران.
وقال المرزوقي إنه لشرف له أن يكون حاضراً في هذا التجمع الكبير ليعبر عن تضامنه الكامل مع نضال الشعب الإيراني.
وأشار الدكتور المرزوقي إلى أن النظام الإيراني يعد واحداً من الأنظمة التي تنتهك حقوق الإنسان بشكل صارخ، حيث يتم تنفيذ أكبر عدد من عمليات الإعدام في العالم.
وأضاف أنه لا يمكن لأي مدافع عن حقوق الإنسان في هذا العالم أن يكون غير مبالٍ بالقمع الذي يتعرض له الشعب الإيراني، وذلك بسبب الانتهاكات الفادحة التي يعاني منها الشعب الإيراني.
وتابع الدكتور المرزوقي قائلاً إن الثورات الديمقراطية العربية، التي كانت تحمل أملًا كبيرًا في تحقيق الحرية والديمقراطية في المنطقة، قد فشلت بسبب العديد من المؤامرات، وكان من أبرز العوامل التي ساهمت في هذا الفشل هو دور النظام الإيراني.
ومضي للقول :لقد عمل النظام الإيراني على التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، محاولاً تحويلها إلى أدوات في يده.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور المرزوقي على ضرورة دعم نضال الشعب الإيراني من أجل بناء نظام ديمقراطي، نظام يمكن فيه للمواطنين أن يمارسوا حقوقهم الأساسية دون الخوف من النظام، ويضمن فيه حرية الفكر والعقيدة والسياسة بشكل كامل.
ثم تحدث الدكتور المرزوقي عن التهديدات التي يشكلها النظام الإيراني على الدول العربية والإسلامية، قائلاً: “إن نظام الملالي يشكل تهديدًا لأمتنا”.
وأردف أن هذا النظام قد أعلن مرارًا بفخر أنه يسيطر الآن على أربع دول عربية هي العراق وسوريا ولبنان واليمن، وهو يسعى لتوسيع نفوذه في منطقة المغرب العربي.
واعتبر أن هذا النظام هو تهديد حقيقي ليس فقط للشعب الإيراني، بل لكافة شعوب المنطقة، وبالأخص الشعوب العربية، باعتباره نظامًا توسعيًا وسلطويًا.
ثم أشار الدكتور المرزوقي إلى الفوضى والحروب الكثيرة التي تعيشها الأمة العربية والإسلامية في الوقت الحالي، مؤكدًا أن هناك قوى صامتة ومؤمنة بالحرية تعمل بلا كلل لإعادة التوازن إلى هذه المنطقة.
وقال إن هذه القوى ربما تكون غير ظاهرة للعيان في الوقت الحالي، لكنها في النهاية ستتمكن من استعادة التوازن في المنطقة. كما أشار إلى التحولات الكبرى في المنطقة مثل سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، قائلاً: “من كان يظن أن نظام بشار الأسد سينتهي بهذه السرعة؟”
وفي ختام كلمته، أكد الدكتور المرزوقي أن نظام الملالي سيواجه نفس المصير. وأضاف أن هذا النظام سينتهي قريبًا، لأن أي نظام يواصل قمع شعبه ويسعى للتوسع والهيمنة، لن يظل قائمًا طويلاً. وأوضح أن التاريخ قد أثبت أنه في أي مكان حيث يقاتل الناس من أجل حريتهم وكرامتهم، فإن النصر سيكون حليفهم في النهاية. ولذلك، كما سقط نظام بشار الأسد، فإن نظام إيران أيضًا سيسقط قريبًا.
وقد تم إلقاء هذه الكلمات في المؤتمر الذي عقد بمناسبة شهر رمضان المبارك، والذي تم فيه تكريم السيد أحمد الغزالي، أحد الشخصيات البارزة في مقاومة إيران.
وقد تم تنظيم هذا المؤتمر بحضور السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية، وعائلة الفقيد السيد أحمد الغزالي في مقر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في باريس.

وفي كلمتها، أشادت السيدة رجوي بتضحيات السيد أحمد الغزالي في نضاله من أجل الحرية وحقوق الشعب الإيراني، واعتبرت أنه كان رمزًا للمقاومة والمثابرة في مواجهة ظلم النظام الإيراني.
وفي هذا المؤتمر، تم التأكيد على أهمية مواصلة النضال من أجل الحرية والديمقراطية في إيران، وأكد الحضور على ضرورة تعزيز الوحدة والتضامن بين القوى التي تسعى إلى تحقيق هذه الأهداف داخل إيران وخارجها.
وفي الختام، يمكن القول إن كلمات الدكتور المرزوقي في هذا المؤتمر الكبير كانت تعبيرًا عن العزم والإرادة العالمية لدعم مقاومة الشعب الإيراني في مواجهة النظام القمعي الإيراني. هذا المؤتمر كان تذكيرًا مهمًا بأن مقاومة إيران ما زالت قائمة بقوة نحو تحقيق الحرية والديمقراطية، رغم كل التحديات والصعوبات التي تواجهها.