الخميس يوليو 4, 2024
انفرادات وترجمات

المقاومة الفلسطينية تعيد تنظيم وتجميع صفوفها لحرب طويلة الأمد

كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن قيام قوي المقاومة الفلسطينية الرئيسية حماس وحركة الجهاد الإسلامي بإعادة تنظيم قواتها وتجميع عتادها وعدتها بشكل لافت مما يشير لاحتمالات تخطيطها لحرب طويلة الأمد ضد قوات الاحتلال .

وبحسب تقرير للصحيفة الأمريكية ترجمته “جريدة الأمة الإليكترونية “قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إنها أطلقت صواريخ على جنوب إسرائيل، وهو هجوم قال الجيش الإسرائيلي إنه تم اعتراضه إلى حد كبير، ولم يتسبب في أي أضرار، وكان عبارة عن 20 قذيفة جاءت من منطقة خان يونس، حيث نفذت إسرائيل عملية استمرت عدة أشهر ضد الجماعات المسلحة انتهت في أوائل أبريل..

وقد عزز هذا القصف  بحسب الصحيفة الأمريكية واسعة الانتشار التحدي الذي تواجهه إسرائيل في سعيها لمواصلة حملة مكافحة المسلحين الذين ما زالوا يحتفظون بقدرات إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون بعد مرور نحو تسعة أشهر على الحملة الإسرائيلية لتدميرهم.

الحرب في غزة نقطة انهيار للنظام الدولي

كما أن توغل الجيش الإسرائيلي في حي الشجاعية في مدينة غزة، والذي بدأ الأسبوع الماضي وأدى إلى فرار العائلات الفلسطينية للنجاة بحياتها، يوضح أيضاً مدى صعوبة تحقيق هدف الحرب المعلن من قبل الحكومة الإسرائيلية وهو استئصال حماس من القطاع.

واشارت الصحيفة إلي أن العملية في الشجاعية هي الأحدث في سلسلة من الغارات التي اضطرت فيها القوات الإسرائيلية إلى العودة إلى المنطقة التي انسحبت منها لأن حماس أعادت تجميع صفوفها وفرضت بعض السيطرة.

وتقول حماس إنها تعاود القتال في الشجاعية. ونشرت الحركة يوم الأحد شريط فيديو قالت إنه يظهر قواتها وهي تطلق قذائف الهاون على القوات الإسرائيلية في المنطقة.

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه لن ينهي الحرب دون “النصر الكامل” على حماس فيما قال   الجيش الإسرائيلي علناً الشهر الماضي إن التدمير الكامل للحركة هدف لا يمكن تحقيقه.

وعادت القوات الإسرائيلية إلى عدد من المناطق التي اجتاحتها في وقت سابق في غزة، بما في ذلك جباليا في شمال القطاع، وكذلك مستشفى الشفاء أكبر مستشفيات القطاع، والذي اتهمه الجيش بأنه مركز قيادة وسيطرة لحماس. ويقول محللون أمنيون إن إسرائيل معرضة لخطر الغرق في صراع طويل الأمد مع حماس، التي أظهرت قدرة على البقاء كجماعة متمردة، مستفيدة من بعض الدعم من السكان الأوسع في غزة.

قصف الشجاعية

قال جوست هيلترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية: إنه مستنقع. سيكون صراعاً منخفض الحدة لفترة طويلة .

وأضاف: “يمكنك استخدام العمليات العسكرية لدفع حماس إلى جيوب مختلفة في غزة، لكنهم في نهاية المطاف يتسللون مرة أخرى عبر نظام الأنفاق أو عبر البر”. “إنهم يكسبون مجندين جدد كل يوم. فالشباب الذين فقدوا عائلاتهم، سوف يلتحقون”.

كما يأتي القتال في حي الشجاعية، وهو حي كبير في مدينة غزة اجتاحه الجيش الإسرائيلي في وقت سابق من الحرب، في الوقت الذي أشار فيه مسؤولون عسكريون إسرائيليون إلى أنهم يقتربون من إنهاء العمليات القتالية الكبرى في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، التي قالت إسرائيل إنها آخر معقل لحماس.

وقال نتنياهو في الأشهر الأخيرة إن عملية رفح كانت ضرورية لرؤيته للنصر الكامل. وبعد رفح، من المتوقع أن ينتقل الجيش الإسرائيلي إلى مرحلة جديدة من القتال الأقل حدة تتمثل في غارات استخباراتية علي حد زعمه .

شنت إسرائيل اجتياحها لشمال غزة في أكتوبر  الماضي رداً على الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر في جنوب إسرائيل، والذي قُتل فيه 1200 إسرائيلي  واحتجز نحو 250 شخصاً كأسري.وفقاً للسلطات الإسرائيلية.

أسفرت الحرب في قطاع غزة عن مقتل أكثر من 37 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين من النساء والاطفال ، وفقًا لأرقام السلطات الفلسطينية التي لم تذكر عدد المقاتلين، بينما حوّل القصف الإسرائيلي معظم القطاع إلى ركام.

وقال مسؤول عسكري كبير لصحيفة “وول ستريت جورنال” إن العملية العسكرية في الشجاعية تهدف إلى منع حماس من إعادة تجميع صفوفها هناك.

ويقول الجيش الإسرائيلي إن عشرات المسلحين قُتلوا حتى الآن في الشجاعية وإنه عثر على أسلحة وداهم مجمعات مفخخة وفكك مخازن أسلحة ومنشآت تصنيع وفق مزاعمه .

وقال المسؤول من داخل الشجاعية: “سنقوم بالمناورة مرارًا وتكرارًا حيثما نرى أن هناك محاولة لإعادة تجميع أو محاولة لإعادة الحكم أو محاولة لإدخال جميع أنواع الأسلحة بحسب قوله”.

رفح

وقال المسئول إن حماس تحاول مهاجمة إسرائيل من هناك من خلال إطلاق قذائف الهاون والصواريخ من فوق الأرض ولكن أيضًا من تحت الأرض من خلال الأنفاق الهجومية. وقال: “لن نسمح بحدوث ذلك”.

وقال المسئول إن الغارة الأخيرة استندت إلى معلومات استخباراتية. وقال “لم أكن لأذهب إلى هناك لو لم تكن لدي معلومات”.

كما يقول الجيش الإسرائيلي إنه يهدف إلى القضاء على الأنفاق، خاصة تلك التي يمكن استخدامها في شن هجمات على إسرائيل، والمجمعات فوق الأرض التي سيطرت عليها حماس في الشجاعية.

وقد أعادت الغارة الإسرائيلية الحالية على مدينة غزة القوات الإسرائيلية إلى مناطق القطاع التي دمرت إلى حد كبير في حملة الغزو والقصف الأولى العام الماضي. وفي أكتوبر/تشرين الأول، حثّ الجيش أكثر من مليون شخص من سكان شمال غزة على مغادرة منازلهم، مما أدى إلى فرار جماعي إلى الطرف الجنوبي من القطاع، رغم بقاء البعض في الشمال.

وأصدر الجيش في 27 يونيو تحذيرات تحث الفلسطينيين في شرق مدينة غزة على المغادرة حفاظاً على سلامتهم. وقد نزح في ذلك اليوم ما بين 60,000 إلى 80,000 شخص من المناطق الواقعة شرق وشمال شرق مدينة غزة، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

شهدت الشجاعية قتالاً عنيفاً في وقت سابق من الحرب وكانت موقعاً لواحد من أكثر الحوادث دموية على الجانب الإسرائيلي عندما قُتل تسعة جنود في ديسمبر/كانون الأول في كمين نصبه مسلحون.

كما تم احتجاز رهائن في المنطقة وفي 15 ديسمبر، أطلق الجيش الإسرائيلي النار على ثلاثة رهائن وقتلهم عن طريق الخطأ ظناً منه أنهم مسلحون.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه قتل نحو 14 ألف مقاتل في القطاع، أي نحو نصف مقاتلي حماس  -بحسب مزاعمه -الذين يعتقد أنهم كانوا يعملون في غزة في بداية الحرب، لكن حماس لا تزال قادرة على تجنيد مقاتلين.

ويقول محللون عسكريون إن حماس نقلت قواتها المسلحة من مكان إلى آخر، متجنبة في كثير من الأحيان الصدام المباشر مع الجيش الإسرائيلي من أجل البقاء وشن حملة حرب عصابات باستخدام تكتيكات الكر والفر.

وقال العميد أساف أوريون، وهو جنرال إسرائيلي متقاعد، “لا أعتقد أن حماس تبحث عن معركة ضارية واسعة النطاق حيث تكون جميع قواتها في الميدان في انتظار أن نقضي عليهم”.

وأضاف: “إنهم يتنقلون ويتجنبون الاشتباك على نطاق واسع لأنهم يعملون على الحفاظ على القوة”.

 

 

 

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب