النقيب أبو عدي الحلبي يكتب: جلاد العدو يؤذي… وجلاد الثورة يؤذي ويؤلم.
إن الثائر الذي نذر حياته في سبيل الله، يعلم أنه سيتعرض للاعتقال أو التعذيب أو القتل من أعداء الأمة الذين يقفون بوجه الثورة ومشروع الإسلام ودعوته، وكم التقينا بإخوة أمضوا سنين بسجون المجرم الأسد ولا مشكلة نفسية لديهم؛ لأنهم كانوا في سجن نظام بعثي معادي للدين ويترأسه نصيري حاقد على المسلمين.
أما الآن في المحرر الذي يتعرض فيه للاعتقال والظلم الشباب الأحرار من مدنيين وعسكريين مستقلين كانوا أم فصيل هيئة تحرير الشام، فهذا الظلم يؤذي ويؤلم في آن معاً…
وكانت بعض الأمور مخفية عن العامة، ولكن بعد اتهام عناصر الهيئة بتهمة العمالة والخيانة، وتعرضهم للتعذيب، والطعن في الأعراض، وسلخ الجلود والشبح، ومن ثم إعلان براءتهم للعامة، واتهام بعض الأفراد في جهاز الامن أنهم هم العملاء الحقيقيين؟!!! عرف الناس مدى خطورة أمنيات الفصائل… وبشاعة جرائمها… فخرجوا في حراك ثوري مزمجر يطالبون بإسقاط الجولاني رأس الخيانة والظلم والفساد.
ومما يحز بالنفس ويحرقها أن يعتقل العنصر ويذل عند جماعته، وفي سجون أمنيات فصيله، يلتقي بالمظلومين من حملة الدعوة الأحرار والعسكريين المستقلين وغيرهم من المظلومين؛ ليكتشف أن كل تلك الجرائم ترتكب على أكتافهم، وأكتاف إخوانهم الذين قبلوا العمل مع الفصائل على أمل تحقيق مشروع الإسلام والجهاد… وصدق قول القائل:
الشجرة مو عالفاس ذبت عتبها
عاتبت عود الفاس لأن من حطبها
واليوم نحذر الناس من جهاز الأمن العام، فهم مجموعة من الملثمين مجهولي الهوية والانتماء والنسب، ونوجه عتبنا إلى الإخوة العسكريين الذين هم من الأمة ومن أبناء الشام المعروفين بجهادهم وتضحياتهم، كيف يقبلون أن يتم هذا الظلم بشوكتهم، وكيف يخذلون حاضنتهم الثورية بسكوتهم ووقوفهم على الحياد.
ونحذرهم من الغدر بهم إن تم إخماد ثورة الحراك الشعبي لا قدر الله، فسوف يتكرر ما حدث مع العسكريين مرة أخرى.. والفطن من اتعظ بغيره.
النقيب أبو عدي الحلبي / ثوار حماة.