الهيثم زعفان يكتب: الملك سلمان والإغاثة العاجلة لغزة
في حرب عام ٢٠٠٩م على غزة أمر ملك المملكة العربية السعودية الملك عبد الله بن عبد العزيز -رحمهما الله- بإنشاء جسر جوي إغاثي بين المملكة ومدينة العريش المصرية تصل من خلاله الطائرات الإغاثية السعودية للعريش تمهيداً لنقلها إلى غزة، تزامناً مع الأمر الملكي بإطلاق حملة شعبية سعودية ميدانية كبرى لإغاثة غزة؛ وقد كان، وانبهر العالم حينها بالعطاء الخيري والإغاثي السعودي المبارك، واحتفى أهل غزة وقتها بذلك الموقف السعودي الإنساني.
ثم جاء الملك سلمان -حفظه الله- فسار على درب الوالد المؤسس والإخوة الكبار-رحمهم الله- وأمر بتأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة الدولية والذي له إسهامات ملموسة وباهرة في كافة دول العالم وفي القلب منها فلسطين المحتلة.
وإضافة لعطاء المملكة السخي للفلسطينيين فإنني أحسب أن الوضع في المنطقة الآن يستدعي حالة «طوارئ إغاثية» وأحسب أنه لو أمر الملك سلمان بإنشاء جسر جوي إغاثي عاجل بين المملكة العربية السعودية ومطار العريش المصري ستتجاوز طائرات الإغاثة السعودية عشرات الطائرات الإغاثية، كما أحسب أن الملك سلمان لو أمر بإطلاق حملة شعبية سعودية إغاثية ميدانية إضافة لمنصة «ساهم» لأبهر السعوديون العالم بالعطاء الإغاثي،
وأحسب أيضاً أن الأمر الملكي بتواجد مركز الملك سلمان للإغاثة في مصر بجوار الهلال الأحمر المصري وباقي المؤسسات الإغاثية سيمثل نقلة نوعية في عمليات الإغاثة لأهل غزة، كما أحسب كذلك أن تواجد الثقل السعودي الإغاثي في حالة الطوارئ الراهنة سيلعب دوراً كبيراً في فتح ممرات الإغاثة الإنسانية الآمنة لغزة لما للمملكة العربية السعودية من ثقل كبير في صنع القرار العالمي بما حباها الله من نعم وخيرات تتحكم من خلالها في الاقتصاد العالمي، وقرار منها قد يؤدي لاهتزاز كيانات كبرى حول العالم، ويغير موازين القوى العالمية.
أرجو من الملك سلمان- حفظه الله- إضافة لما يبذله من جهود ومساع مشكورة من أجل غزة أن يتخذ هذا القرار العاجل بتفعيل الجسر الإغاثي الجوي بين المملكة ومصر، وإطلاق الحملة الإغاثية الشعبية السعودية لإغاثة غزة، وتكليف مركز الملك سلمان للإغاثة بالتواجد المكثف في العريش ورفح المصرية بكل خبراته وإمكانياته.
نحن نثق باتخاذكم هذا القرار الإغاثي العاجل إن شاء الله لأننا نثق في عطائكم ونعلم مدى ألمكم لهذا المصاب الجلل الذي تمر به الأمة الإسلامية.