في خطوة رائدة نحو ترسيخ استخدام مسؤول وأخلاقي للذكاء الاصطناعي، وقعت كل من دولة الإمارات العربية المتحدة وماليزيا ورواندا، أمس، اتفاقية شراكة ثلاثية عبر مراكز الثورة الصناعية الرابعة التابعة لها، بهدف دعم الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي، وتبادل الخبرات، وتعزيز الابتكار في المجالات التقنية الحديثة.
جاء توقيع الاتفاقية بحضور عمر بن سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي بالإمارات، وجوبيند سينغ ديو، وزير الرقمنة في ماليزيا، ضمن جهود دولية متسارعة لتسخير قدرات الذكاء الاصطناعي في خدمة المجتمعات، وتحقيق تنمية شاملة ومستدامة.
وتندرج هذه المبادرة تحت مظلة شبكة مراكز الثورة الصناعية الرابعة التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي، وتركّز على تطوير أطر حوكمة تقنية مسؤولة، وتبادل المواهب، والتعاون البحثي والابتكاري بين الدول الشريكة، بهدف تعزيز حضور الذكاء الاصطناعي كمحرك أساسي للتحول الرقمي حول العالم.
الذكاء الاصطناعي في خدمة الإنسانية
وأكد الوزير الماليزي جوبيند سينغ ديو أن هذه الشراكة تمثل فرصة استراتيجية لتضييق الفجوة الرقمية بين الدول، وتسريع التحول التكنولوجي، معربًا عن أمله في أن يسهم “برنامج الزمالة في الذكاء الاصطناعي” ضمن هذه الشراكة في بناء شبكة عالمية من المبتكرين والخبراء.
أما خلفان جمعة بلهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، فشدّد على أهمية توحيد الجهود الدولية لتوظيف أدوات التكنولوجيا المتقدمة في تطوير القطاعات الحيوية، مشيرًا إلى أن مركز الثورة الصناعية الرابعة في الإمارات يُعد منصة متقدمة لصياغة سياسات فعّالة للذكاء الاصطناعي وتطبيقاته.
من جهته، وصف إيتوج جوكسو، مسؤول العلاقات الحكومية في شبكة مراكز الثورة الصناعية الرابعة، هذه الشراكة بأنها “إنجاز نوعي يجمع رؤى ثلاث قارات”، ويدعم التطلعات لبناء مجتمع عالمي مترابط يقوده الابتكار المسؤول.
وفي السياق ذاته، أعربت كريستال روجيجي، مديرة مركز الثورة الصناعية الرابعة في رواندا، عن أهمية هذه المبادرة في دعم مشاريع الذكاء الاصطناعي داخل القارة الأفريقية، مثل “مختبر الابتكار” و”القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في أفريقيا”، مؤكدة التزام بلادها بتبني الحوكمة الأخلاقية وتسريع وتيرة التمكين الرقمي.
منصة إماراتية عالمية
الجدير بالذكر أن مركز الثورة الصناعية الرابعة في الإمارات، الذي تأسس عام 2019 بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي، يلعب دورًا محوريًا في دراسة التحولات العالمية المرتبطة بالتكنولوجيا، ويسعى إلى توجيهها نحو خدمة الاقتصاد والمجتمع من خلال تطوير السياسات وتشجيع الشراكات الدولية.
وتُعد مراكز الثورة الصناعية الرابعة شبكة استراتيجية تعزز التعاون العالمي في مجالات الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، وتقنيات البلوك تشين، وغيرها من التكنولوجيات الناشئة، في سبيل بناء مستقبل رقمي أكثر أمنًا وإنصافًا.