في اليوم الـ104 من استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، يشهد القطاع تصعيدًا عسكريًا مكثفًا، مصحوبًا بأزمة إنسانية متفاقمة وجهود دبلوماسية مستمرة لوقف إطلاق النار.
أفادت مصادر فلسطينية، بما في ذلك وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفذ عمليات نسف واسعة للمباني السكنية شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وأكدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، استهداف أربع حفارات هندسية إسرائيلية بقذائف “الياسين 105” في المنطقة ذاتها، مما أسفر عن إصابات وخسائر في صفوف القوات الإسرائيلية. في المقابل، نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مصادر عسكرية إسرائيلية أن العمليات في خان يونس تهدف إلى “تدمير البنية التحتية للمقاومة”، لكنها تواجه صعوبات ميدانية بسبب المقاومة الشرسة.
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ارتفاع عدد الشهداء من الأطفال جراء سوء التغذية إلى 66، نتيجة استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية باستشهاد 60 شخصًا، منهم 20 في غارتين على حي التفاح شرقي مدينة غزة، منذ فجر السبت. ووفقًا لتقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، يعاني آلاف الأطفال في القطاع من الجوع الشديد، مع تدمير أكثر من 70% من المرافق الصحية. وأشارت صحيفة “الجارديان” إلى أن القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات أدت إلى تفاقم الأزمة، مما يهدد حياة عشرات الآلاف.
شهدت مدن القدس وتل أبيب مظاهرات حاشدة تطالب بإنهاء الحرب وإعادة الأسرى المحتجزين في غزة. ووفقًا لصحيفة “هآرتس”، رفع المتظاهرون شعارات ترفض أي صفقة تبادل جزئية، مطالبين بإطلاق سراح جميع الأسرى دفعة واحدة. وأفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بأن الشرطة اعتقلت عدة متظاهرين في تل أبيب بعد مواجهات. ونقلت قناة “كان” الإسرائيلية عن منظمي الاحتجاجات أن الضغط الشعبي يتصاعد على حكومة نتنياهو لإنهاء الحرب، وسط مخاوف من تدهور الوضع الأمني.
أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة خلال الأسبوع المقبل، وفقًا لتصريحات نقلتها شبكة “سي إن إن”. وأكدت القناة الـ12 الإسرائيلية أن واشنطن تعمل مع شركاء إقليميين لدفع المفاوضات، بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة. ومع ذلك، أفادت مصادر دبلوماسية لشبكة “الجزيرة” بأن المفاوضات، التي يقودها الوسطاء المصريون والقطريون، تواجه عقبات بسبب مطالب إسرائيل بمواصلة العمليات العسكرية، مقابل إصرار حماس على وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب إسرائيلي كامل.
نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحامات في مدن الضفة الغربية، شملت اعتقال 15 فلسطينيًا، وفقًا لوكالة “وفا”. كما تصاعدت هجمات المستوطنين على القرى الفلسطينية، مما أثار إدانات دولية. وأعلنت الحكومة الأيرلندية، بحسب “بي بي سي”، فرض حظر على التجارة مع المستوطنات الإسرائيلية، في خطوة وُصفت بأنها الأولى من نوعها في أوروبا.
تشير التقارير إلى أن الحكومة الإسرائيلية تواجه ضغوطًا داخلية وخارجية متزايدة لإنهاء الحرب، خاصة مع استمرار الخسائر العسكرية والإنسانية. ومع ذلك، يواجه نتنياهو تحديات من الائتلاف الحاكم الذي يرفض التسوية دون تحقيق أهدافه. على الصعيد الدبلوماسي، تبدو الجهود الأمريكية محورية، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على إيجاد حل وسط بين مطالب الطرفين.
تظل الحرب على غزة مستمرة وسط تصعيد عسكري وأزمة إنسانية غير مسبوقة. الجهود الدبلوماسية مكثفة، لكنها تواجه عقبات كبيرة. يبقى الوضع متطورًا، مع ترقب لنتائج الزيارة المرتقبة لنتنياهو إلى واشنطن ومسار المفاوضات.