اعتبرت تقارير صحافية أن القمة التي انعقدت أمس الجمعة في ألاسكا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبين فلاديمير بوتين، هي انتصار للأخير وصفقة تم شراؤها من قبل ترامب على حساب أوكرانيا.
خرج الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين بانطباع جيد من اللقاء الذي وصفاه بالبناء والإيجابي.
كما تواعدا على لقاء ثان قد يعقد ربما في موسكو، على الرغم من أن القمة لم تفض إلى إعلان عن وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
وأنهى الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين قمة وصفت بأنها بناءة في ألاسكا بعد محادثات استمرت ثلاث ساعات حول الحرب في أوكرانيا. ورغم عدم التوصل إلى اتفاق نهائي، أعلن الجانبان عن تفاهمات أولية وفتح الباب أمام اجتماعات مقبلة، فيما شدد ترامب على أن الكرة باتت في ملعب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإبرام اتفاق سلام.
لكن بعيدا عن ألاسكا، احتفى العديد من أنصار بوتين بهذا “النصر” كما وصفوه، ورأوا فيه باباً مهماً لعودة العلاقات الروسية الأميركية.
وفي السياق، قال أندريه غوروليوف، الجنرال المتقاعد والنائب في البرلمان الروسي حاليًا إن “تصريحات بوتين أظهرت أن موقف الكرملين ثابت.
“إنجاز”
واعتبر غوروليوف، في منشور عبر قناته على تيليجرام، أن الاجتماع يُمكن اعتباره إنجازاً، لأن بوتين استطاع أن يشرح “وجهًا لوجه” لترامب أسباب الحرب. وأردف أن حصول “لقاء بين رئيسي روسيا والولايات المتحدة يُعد إنجازًا بالفعل بعد كل ما حدث”.
من جهته، رأى ألكسندر دوغين، الفيلسوف والباحث السياسي الروسي الذي يوصف بعقل بوتين أن اللقاء كان ممتازًا. وكتب في تغريدة على حسابه بمنصة “إكس” اليوم السبت: “أفضل نتيجة يمكننا توقعها!”.
“انتصار لبوتين”
في المقابل لم تكن أجواء الفرح طاغية في أوكرانيا التي لم يكن رئيسها فولدوومير زيلينسكي حاضرا في القمة.
إذ اعتبر أوليكساندر ميريزكو، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوكراني، أن الاجتماع كان بمثابة انتصار في العلاقات العامة لبوتين، الذي ظهر نداً لترامب، و”استغله ليُظهر أنه ليس معزولاً”.
وفي وقت سابق أمس نشر زيلينسكي، الذي حذر من أن بوتين لا يريد السلام وسيحاول “خداع أميركا”، مقطع فيديو قال فيه إن روسيا مستمرة في أعمال القتل حتى في يوم المفاوضات.. وهذا يدل على الكثير”.
يشار إلى أن لقاء أمس في ألاسكا، كان الاجتماع السابع على الأقل وجهاً لوجه بين الرئيسين الأميركي والروسي، والأول في فترة ولاية ترامب الثانية.
وفي تقييمه للقمة، صرح ترامب: “أعطي الاجتماع مع بوتين 10 من 10″، مؤكدا أن المحادثات كانت “مثمرة للغاية” وأنهما “أحرزا بعض التقدم الرائع”، لكنه شدد على أن “نقطة أو اثنتين مهمتين” ما زالتا عالقتين.
أما عن العلاقة مع بوتين فقال: “علاقتنا كانت دائما جيدة. هناك مستوى جيد من الاحترام بيننا. إنه رجل ذكي… لكن أنا أيضا”. وأوضح أنه يتوقع لقاء جديدا قريبا: “سأجتمع مع بوتين مجددا على الأرجح قريبا. الاجتماع المقبل سيكون في موسكو”.
وفي ما يخص أوكرانيا، أكد ترامب أن القرار بيد الرئيس فولوديمير زيلينسكي، قائلا: “الآن، الأمر متروك حقا للرئيس زيلينسكي لإنجاز ذلك”. ووجه إليه نصيحة مباشرة: “نعم، عليك التوصل لاتفاق. روسيا قوة كبيرة للغاية… وهم جنود عظماء”. كما أضاف أن على “الدول الأوروبية أن تتدخل قليلا”، لكنه شدد: “الأمر متروك للرئيس زيلينسكي… وإذا رغبوا في ذلك، سأكون في الاجتماع المقبل”..
فمة أخرى للتتويج
وتابع ترامب: “أعتقد أننا نقترب جدا من التوصل لاتفاق. على أوكرانيا أن توافق، وربما لا تفعل. نصيحتي إلى زيلينسكي أن يبرم اتفاقا”. كما كشف أنه ناقش مع بوتين قضايا متعلقة بالمعاهدات النووية. وأوضح الرئيس الأمريكي أنه عقد اجتماعا فرديا مع بوتين بعد المؤتمر الصحفي: “ألقى كلمة جيدة للغاية… وبعد ذلك تحدثنا بصدق شديد”.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن المحادثة بين ترامب وبوتين كانت “إيجابية للغاية”، مضيفًا: “هذه هي المحادثة التي تسمح لنا بالمضي قدما بثقة معا على طريق البحث عن خيارات للتسوية”.
من جانبه، أعلن السفير الروسي في واشنطن ألكسندر دارتشييف أن جولة جديدة من المشاورات ستُعقد قريبا لمعالجة نقاط التوتر في العلاقات الثنائية.
كما كانت أول زيارة لبوتين إلى الولايات المتحدة منذ عقد من الزمن.