يتناول كتاب “عندما غابت الشمس” للكاتب عبد الحليم خفاجي مأساة نكسة يونيو 1967، ولكن بأسلوب أدبي يمزج بين الواقع والسياسة، والرمزية والمكاشفة. لا يقدم مجرد تسجيل لأحداث، بل يحاول تفسيرها وتحليل جذورها ونتائجها في ضوء واقع مرير غابت فيه “شمس الأمل” عن الأمة.
أهم المحاور والمضامين:
1- عنوان رمزي:
“غابت الشمس” رمزٌ لانهيار الحلم القومي، وانطفاء وهج الكرامة، وسقوط مشروع الوحدة والحرية بعد الهزيمة.
2- النقد السياسي والاجتماعي:
يهاجم المؤلف السياسات التي أدت إلى الكارثة، خاصةً تضليل الجماهير، والإعلام المُزيف، وغياب الشفافية، وتقديس الحاكم.
3- تفكيك صورة الزعيم:
لا يهاجم عبد الناصر بشخصه، لكنه ينتقد ظاهرة الحاكم الفرد، الذي يتحول إلى “نبيّ سياسي”، ويُحيط نفسه بدائرة مغلقة من المصفقين.
4- الشعب الضحية والمشارك:
يُحمّل الشعب جزءًا من المسؤولية، بسبب الصمت، والتصفيق الزائف، وغياب الوعي، وتهميش العقل النقدي.
5- البحث عن الضوء بعد الغياب:
لا يغرق الكتاب في سوداوية مطلقة، بل يسعى إلى إعادة بناء الذات، ويدعو لمواجهة الحقيقة بصدق، وإعادة تقييم القيم السياسية والاجتماعية.
6- لغة شاعرية:
أسلوب عبد الحليم خفاجي يغلب عليه الحس الأدبي والشعري، مما يمنح الكتاب طابعًا وجدانيًا وإنسانيًا، وليس فقط تحليليًا سياسيًا.
7- دعوة للوعي والانبعاث:
النهاية تدعو إلى صحوة عقلية وثقافية، تؤمن بأن الشعوب لا تموت، لكنها تمر بلحظات غياب قد تطول، لكنها لا تدوم.
خلاصة:
“عندما غابت الشمس” شهادة أدبية على لحظة الانكسار العربي، وصرخة في وجه التزييف والاستبداد، ودعوة للاستيقاظ من الغفلة القومية. هو كتاب عن السياسة، لكنه في جوهره كتاب عن الكرامة والوعي والإنسان.
اقتباسات مؤثرة:
1- عن الهزيمة:
“لم تكن الهزيمة في ميدان القتال وحده، بل كانت الهزيمة في عقولنا وضمائرنا… فقد صدّقنا أننا لا نُهزم، فانهزمنا.”
2- عن الشعب:
“كان الناس يهتفون، لا لأنهم مؤمنون، بل لأن الصوت العالي غطّى على همس الشك في قلوبهم.”
3- عن الزعيم:
“أحببناه حتى العمى، فلم نرَ فيه بشرًا يخطئ، بل رأيناه شمسًا لا تغيب… فلما غابت، لم نعرف طريق الرجوع.”
4- عن الإعلام:
“كانت الصحف تكتب أن كل شيء بخير… حتى سقطنا من فوق جبل الأكاذيب على أرض الحقيقة الصلبة.”
5- عن المسؤولية:
“الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع، ولكننا كنا ننتظرها في خطب الزعيم، ولم نكن نجرؤ على أن ننطق بالحقيقة.”
6- عن الوعي:
“ليست الشمس هي التي غابت، بل أعيننا التي أغمضناها كي لا نرى العتمة تتسلل إلينا.”
7- عن الأمل:
“إذا غابت الشمس، فذاك لا يعني أن النهار مات… بل إننا في انتظار شمسٍ أخرى، لا تكذب علينا.”