أقلام حرة

جهاد أبو العيس يكتب: الفيس يسألني بما تفكر؟

بصراحة أحاول تخيّل كيف كان حال من تم الاتصال به (في هذا التاريخ والليلة) وتحديده بشخصه ليكون أحد جنود العبور المجيد..

أحاول تخيّل ماذا طُلب منه بالضبط.. ماذا عليه أن يفعل ولا يفعل.. ماذا يحمل ولا يحمل.. ماذا يرتدي ولا يرتدي.. ماذا يقول ولا يقول.. متى يتحرك.. مع من يتواصل.. نقطة اللقاء.. كيف نام ليلته (هل تقلّب كثيرا وهو يفكّر؟).. كيف كان فجره.. هل ألقى نظرة الوداع على أمه وأبيه وإخوته وزوجته وأطفاله.. كم كانت نفسه توّاقه للعودة أو اللاعودة؟

.. كل الذين رحلوا وارتقوا في العبور كانت أسماؤهم وكشوفهم بين يدي الملائكة مسبقا مرتبة ومرقمة حسب تاريخ الارتقاء.. كانت كل بروتوكولات معراج أرواحهم معدة ومنسقة.. (الاسم الرباعي كاملا.. مكان وكيفية وساعة الاستشهاد.. هيئة الاستشهاد.. درجة الجنة والمقعد.. قائمة أسماء المشفعين السبعين.. الملائكة الخاصة بحمل الروح.. مقدار ونوعية رائحة المسك وهي ترتقي وتجول صاعدة في السموات).

تخيّلي الأخير كان بصراحة:

حين التقى من ارتقى منهم في المعركة هناك في السماء.. كيف تعانقوا.. عن من سألوا.. هل تناقشوا في نتائج العبور وهل تمت الخطة كما رسم لها؟

.. هل سألوا بعضهم: هل شعرت بالرصاص حين اخترقك.. كم أخذت روحك وقتا حتى صعدت؟ هل استشهاد فلان.. متى ستأتي معي لنطلب من الله إعادتنا لنقاتل مرة أخرى في غزة.. فقد اشتقت مرارا لإعادة الكرّة مرّة تلو المرّة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى