مقالات

حاتم سلامة يكتب: السنوار.. الأديب الشهيد!

رواية جديدة قديمة تتصدر المشهد الثقافي.

من كان يتخيل أن يكون الإرهابي الأول في نظر أمريكا روائي أديب.

تعد روايته من أصدق وأرقى ما كتب في أدب السجون.

المثقفون يسارعون إلى جوجل لتحميل روايته وقراءتها

إسرائيل تحارب الرواية وتحاول التعمية عليها

جاهد بالقلم قبل السلاح

هل تريد اليوم أن تقرأ رواية أدبية، وترى أن المقام والوقت والظرف لا يتسع لمثل هذا الترف؟!

نظرا لما تعانية فلسطين وغزة من مأساة إنسانية تدمي القلوب؟!

ربما أدلك اليوم أيها القارئ على مخرج من الحرج، يلبي رغبتك في القراءة، وفي ذات الوقت تكون القراء من صميم القضية وأوجب واجباتها.

ولعلك تسألني مشدوها ويأخذك الشوق عن هذه الرواية التي أعدك بها، وإني الآن أخبرك أن في ذلك دهشة ومفاجأة.

إذ يبدو أن هذا الرجل العجيب المذهل الذي فاجأ العدو الصهيوني بكل هذه الملكات العقلية الحربية والعسكرية والمخابراتية التي تسببت في هزيمتهم يوم (7) أكتوبر هزيمة منكرة، يصر أن يفاجئنا نحن معاشر الكتاب والأدباء والمثقفين حينما نعلم أنه أديب من الطراز الأول!

أديب؟ هل يعقل هذا؟

الرجل الذي قضى ردحا من عمره في السجون، ومن قبله قضى كل حياته في بناء الحركة التي مرغت كرامة إسرائيل اليوم في الوحل، تعلن الأنباء اليوم أنه أديب صاحب قلم؟!

الرجل الذي يخرج علينا بين الحين والحين، ونظن نحن أنه لا يعرف في حياته ولا يفقه غير لغة الوعد والتوعد والوعيد، وتعده أمريكا أكبر الشخصيات الإرهابية في العالم.. نكتشف اليوم أن من أبرع من كتب في أدب السجون؟!

نعم كانت هذه هي المفاجأة المذهلة، لهذا الوجه النفسي والعقلي والفني والثقافي والفكري لهذا الرجل متعدد المواهب والإمكانات.

إنه صاحب رواية (الشوك والقرنفل) ومن العنوان وحده تتبدى العبقرية المزاجية لحس وانتقاء وذائقة هذا الأديب.. وما داخلها أعمق وأشد إبهارا وتأثيرا.

لقد تسببت أحداث الطوفان عن كشف النقاب عن أعظم حدث أدبي على الساحة اليوم، رواية مؤثرة لأديب مجاهد، ورغم كتابتها منذ زمن فات إلا أنها كانت مهملة لا يلتفت إليها أحد، حتى كان ما كان، من أمر صاحبها.

الجماهير الكبيرة اليوم من المثقفين الأحرار، يسارعون إلى محرك البحث جوجل لاقتناء رواية الرجل الذي زلزل الدنيا على إسرائيل.. وقلب نوازين الزمن وكثيرا من الكتب في حياتنا خدمتها الظروف لتتصدر المشهد الثقافي وتتربع عليه.

يقال: إن إسرائيل تحاول جاهدة أن تئد هذه الرواية وتغفل عنها العقول والعيون، حتى تطوى هذه الصفحة الإبداعية المضيئة لهذا البطل المجاهد.. فمن الكارثة عند أن إسرائيل أن يلصق بالسنوار لقب الأديب، لأن ذلك يخالف ويدحر ويحبط الصورة الشيطانية التي ترسمها للرجل وتصدرها للعالم.

نحن المثقفون العرب، من أرى أن من أوجب واجباتنا أن نحيي الحديث هذه الرواية، ونذكر للدنيا جمالياتها ورسالتها التي كتبها هذا الرجل الذي يعد بطلا من أبطال المقاومة اليوم.

(الشوك والقرنفل) التي كتبها الأديب السنوار في ظرف معقد عندما كان اسيرا في سجن بير السبع عام ٢٠٠٥، سجل فيها سيرته الذاتية وسير أخرى لمعاناة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات، والسنوات القاسية التي تلت اللجوء والفقر والجوع والبرد والمصير المجهول.

الرواية تأتي تسجيلا لأحداث تعد جزءا من الضمير الفلسطيني وذاكرته التي تشهد بطغيان هذا المحتل النازي، بل تقف الرواية ضد هدف ورغبة إسرائيل في محو الذاكرة، حين تعمل على تثبيت هذه الذاكرة وتخليدها، ولعمري لقد قام السنوار بالجهاد قلما قبل أن يجاهد بسلاحه.. فلله دره.

—————————

اعدت ذكرى هذا المقال بمناسبة استشهاده رحمه الله

حاتم سلامة
كاتب وصحفي مصري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *