حشاني زغيدي يكتب: حديث فضل مسابقة الخيرات
كانت لنا زيارة خفيفة مع صديق وأخ، نعود مريضا في إحدى قرى بلديات ولايتنا، ونحن نقطع طريقنا كان لنا حديث دافئ استحضرنا فيه بعض معاني الزيارة، حيث طاف بي صديقي في بعض الدروس التربوية، نحن في أمس الحاجة إليها، حيث أننا افتقدنا الكثير من معاني الإيجابية، أصبحنا نهمل معاملات بسيطة ولكنّها في ميزان الحسنات لها أثرها الكبير.
فكم نحن بحاجة لفقه مسابقة الخيرات، وهي ميدان واسع، وباب فسيح في التّنافس على خدمات النفع العام، كم نحن بحاجة لاغتنام هذه المبادرات، حيث يكون التّنافس بين مكونات المجتمع دافعه تحقيق مسابقة الخيرات، بتجسيد مشاريع نفعية أو خدمات إنسانية، يكون السّبق فيها لتحقيق أهدافها النفعية، ومن خلالها يتحقق التميز في قيادة المبادرات، فيكون الواحد منا أسرع من البرق في تقديم المساعدة، أسرع في تقديم العون، أسرع في الإغاثة، وهي معايير حقيقية لنضج المجتمع ووعيه، هي وحدها تحدد ملمح خيريّة المجتمع.
قد تكون المبادرة على شكل تقديم أفكار أو مقترحات أو خطط أو مشاريع خدمية، قد نسميها النصح للأمة، وقد تكون خدمات على شكل مشاريع نفعية كحفر بئر، أو بناء مدرسة أو جامعة أو مستشفى، أو مشاركة في عمل إغاثة إنسانية كمحاربة الجوع والمرض ومحو الأمية، وهي مشاريع كان سلفنا الصالح نماذج حية في السّبق بالخيرات، وقد وجدت هذا المعنى في كتاب طالعته وأنا شاب، عنوانه (من روائع حضارتنا) للدّكتور السّوري مصطفى السّباعي رحمه الله دوّن فيه روائع حضارتنا وتميزها في هذا المجال الإنساني الخدمي .
وفي نهاية هذا الحديث أحببت أن أقدم نموذجا حيّا لهذه الأفكار المعروضة تلخص روح السبق والمسارعة التي تميّز الفرد الإيجابي عن غيره .
كما جاء في الدرر السنية.
( أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ هل أصبحَ أحدٌ منكمُ اليومَ صائمًا فسكتوا فقالَ أبو بكرٍ أنا يا رسولَ اللَّهِ ثمَّ قالَ هل عادَ أحدٌ منكمُ اليومَ مريضًا فسكتوا فقالَ أبو بكرٍ أنا يا رسولَ اللَّهِ ثمَّ قالَ هل تصدَّقَ أحدٌ منكمُ اليومَ بصدقةٍ فسكتوا فقالَ أبو بكرٍ أنا يا رسولَ اللَّهِ فضحكَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ حتَّى استعلى بهِ الضَّحكُ ثمَّ قالَ والَّذي نفسي بيدِهِ ما جمعهنَّ في يومٍ واحدٍ إلَّا مؤمنٌ وإلَّا دخلَ [بهنَّ] الجنَّة)
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد | الصفحة أو الرقم : 3/166 | خلاصة حكم المحدث : فيه عبيد الله بن زحر وفيه كلام وقد وثق.
وفي الحديثِ: إشارة لتحبيب سبق المبادرة في الأعمالِ الصَّالحةِ؛ مثل الصِّيامِ، والصَّدَقَةِ، وإطعامِ المساكينِ، وزيارةِ المريضِ، وغيرها كثير.. وهي أعمال تحدد جوامع خصال الصلاح والخيرية في المجتمع، وهي أعمال تكونُ سَببًا في دُخولِ الجنَّةِ ونيل رضى الله عز وجل.