أقلام حرة

حشاني زغيدي يكتب: حكاية الصمود

هي إرادة لا تقهر، وعزيمة لا تلين.، لشعب يتحدى الصعاب، يقابل المحن بصدر عار، يواجه الموت كل لحظة، عجزت السّجلات أن تحوي قوائم من ماتوا، عجزت السجلات أن تحرر بيان الوفاة في قيد الأموات،

فالسجل يأبى، بل يرفض تحرير الوفاة، لأن ذيل صفحاته مكتوب فيها:

{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}.

تعجز الألسن أن تخمد جدوة الأمل المتدفق في شريان شعب آلف قصة الموت.

يعجز القلم أن يوصف وداع أسر كاملة – ارتقت أرواحهم الزكية في السّماء – بالورود وتوزيع الحلوة.

يعجز الوصف أن يعدّد قتل أطفال برايا، يقتلهم الغدر بالمئات، ويتكرر لحن قتلهم كل ليلة،

وجمعيات حقوقهم تحصي من ماتوا بقصف لعين، دون أن نسمع لهم صراخ أو عويل.

أيعجز من في يديه القلم أن يحكي قصة شعب أبيّ، أيعجز أن يروي حكاية شهيد حي، وصامد يحمل الفسيل!.

أيعجز الأحرار أن يحرروا لحظة صدق، فيكتبوا في الجدران، في غزّة شعب يباد!.

في غمرة الأحزان، يظل صناع النخب في الملاهي، وعزة شعب تحترق، تداوي جرحها بالصّمود، تصنع أقدارها بإيمانها، ببطولات شبابها، تصنع أفراحها بالأمل المرسل في صحائف السماء أن البقاء للأصلح .

مصداق ذلك في سورة الأنبياء يقول عز وجلّ: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105)}

[سورة الأنبياء]

حشاني زغيدي

مدير مدرسة متقاعد، مهتم بالشأن التربوي والدعوي، الجزائر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى