خامنئي والنظام الإيراني.. الهزيمة العسكرية والتحديات السياسية
بقلم: مصطفى النعيمي
في عيد الفطر، تحدَّى خامنئي، الزعيم الأعلى لإيران، إسرائيل بالعقاب على مقتل اللواء محمد رضا زاهدي، قائد قوات القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني في لبنان وسوريا. تصاعدت أحداث الهجوم على إسرائيل في الأيام الأربعة الأولى من عيد الفطر، حيث تصدرت عناوين الأخبار حول العالم.
في ليلة السبت إلى الأحد الموافقة للثالث عشر من أبريل، شن نظام الملالي في إيران هجومًا على إسرائيل باستخدام أكثر من 330 طائرة بدون طيار وصواريخ أرض-أرض وصواريخ كروز، كما ذكرت القوات المسلحة الإسرائيلية. وقد تم تدمير أكثر من 99 في المائة من هذه الهجمات في الجو. تعرضت فتاة عربية تبلغ من العمر 8 سنوات للإصابة في صحراء النقب في إسرائيل. وأعلن حسين أمير عبد اللهيان، وزير خارجية النظام الإيراني، أنه قد أبلغ الدول الإقليمية والصديقة بعملية الهجوم قبل 72 ساعة من تنفيذه.
لقد تحول هذا الهجوم إلى هزيمة عسكرية وفضيحة لنظام الملالي في إيران، ولكن سياسيًا، بعد ستة أشهر، تغيرت الظروف على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، وكشفت الحقيقة وراء الأفعى التي كانت تختبئ خلف الستار. ولكنها اصطدمت بحائط من الصخور بشكل واضح.
من خلال تجربته خلال انتفاضة الشعب الإيراني في عام 2022، تعلم علي خامنئي، أن الانتفاضة تشكل تهديدًا حقيقيًا لنظامه. وتظهر الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع معدلات الفقر التي يعاني منها الشعب الإيراني، إلى جانب وجود قوة منظمة داخل إيران تعرف باسم وحدات المقاومة، أن الشعب الإيراني يشكل تهديدًا كبيرًا يمكن أن يطيح بنظام الملالي نهائيًا.
استخدم خامنئي حرب غزة لتحويل انتباه العالم عن الأزمة الداخلية التي يواجهها وللحفاظ على نظامه. في بداية الصراع، أعلنت القوات المسلحة الإسرائيلية أنها قد دمرت العديد من الهجمات الإيرانية وأحبطت محاولات التسلل البري. وبدأت إسرائيل في الرد على الهجوم بضربات جوية وبرية على مواقع عسكرية إيرانية في سوريا ولبنان.
بالإضافة إلى ذلك، نجحت إسرائيل في كشف وتدمير العديد من الأنفاق التي بنتها حركة حماس في قطاع غزة بغرض التسلل وشن هجمات على الأراضي الإسرائيلية. وقد تصاعدت المواجهات في قطاع غزة وشهدت تبادل لإطلاق الصواريخ والقصف الجوي، مما أدى إلى سقوط ضحايا من الجانبين وتدمير ممتلكات.
في الأيام التالية، توسعت المواجهات إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط، حيث شنت إيران هجمات صاروخية على قواعد عسكرية أمريكية في العراق، مما أسفر عن سقوط ضحايا. ردت الولايات المتحدة بضربة عسكرية على مواقع إيرانية في العراق وسوريا.
تأثرت المنطقة بشكل كبير بتصاعد التوترات، وشهدت تحركات دبلوماسية مكثفة من قبل الدول العربية والعالمية للتوسط ووقف التصعيد. تم التركيز على الحفاظ على وقف إطلاق النار وإحلال السلام في المنطقة.
من الصعب توقع تطورات الأحداث في المستقبل، ولكن من الواضح أن التوترات الحالية تشكل تحديًا كبيرًا للاستقرار في الشرق الأوسط، وتحتاج إلى جهود دبلوماسية وحوار لإيجاد حلول سلمية للنزاعات المستمرة.
كاتب وباحث مختص في الشأن الإيراني