تقارير

خامنئي وحروب الفوضى: كيف أشعل أربع دول بالمنطقة  للحفاظ على سلطته؟

على مدى السنوات الخمس والثلاثين الماضية، زَجَّ خامنئي بأربع دول في المنطقة في أُتونِ الدمار، حفاظًا على نظامه

وفي خطابه بتاريخ السادس من فبراير عام ألفين وخمسةَ عشر، قال خامنئي عن الحروب التي يخوضها مرتزقتُه في بلدان أخرى، لو لم يقاتلوا، لكان هذا العَدُوُّ يدخل البلاد. وكان علينا أن نقاتلََه هنا في كرمانشاه وهَمِدَان وبقية المحافظات، ووقفُه عند حده.

شَعَرَ خامنئي بهزات السقوط خلال انتفاضة عام ألفين واثنين وعشرين، وصَعَّدَ من حِدَّةِ الحرب في المنطقة.

سقط نظام بشار الأسد، الركيزةُ الأساسيةُ لمحور الجريمة في المنطقة، في أيدي الثوار اربك خيارات خامنئي وخلط أوراقه .

ومع ذلك، لا يزال خامنئي غيرَ مستعدٍّ للاعتراف بالهزيمة، لأنها ستفتح الطريقَ أمام انتفاضة الشعب الإيراني.

بشار الأسد

وبعد مقتلِ حسنْ نصرُالله، قالَ: علينا أن نعزز الحزامَ الدفاعيَ من أفغانستان إلى اليمن، ومن إيران إلى غزة ولبنان، في كل الدول والأمم الإسلامية.

إذا أتيحت الفرصة للنظام الإيراني، فسيسعى إلى استعادة نفوذه في المنطقة، والطريقةُ الوحيدةُ للتخلص منه هي إسقاطُه.

اليوم، أصبحت الظروف مهيأة لإسقاط النظام، وهناك العوامل الضرورية لحدوث ذلك، فضلًا عن وجود بديل ديمقراطي جاهز ليحلَّ محلَّه.

في كلمتها أمام البرلمان الأوروبي بتاريخ العشرين من نوفمبر عام ألفين وأربعة وعشرين، تطرّقت السيدة مريم رَجَوِي إلى أهم العوامل التي تجعل إسقاط النظام ممكنًا:

أولا: استياء شعبي عارم وغضب متصاعد، إذ تشهد مختلفُ شرائحِ المجتمع الإيراني احتجاجات متزايدة ضد الفقر والفساد وارتفاع الأسعار، مما يعمّق حالة السخط في جميع أنحاء البلاد.

في ذكرى الانتفاضة الإيرانية.. مظاهرات حاشدة في بروكسل لإسقاط الملالي

انتشار الهجمات التي تنفذها وحدات الانتفاضة المؤيدةُ لمنظمة مجاهدي خلق، ضد مراكزِ حرسِ النظام وقوات القمع والنهب التابعة له، مما يدفع البلادَ نحو انتفاضة جديدة.

بين العشرين من يناير والحادي عشر من فبراير عام ألفين وخمسة وعشرين، نفذت هذه الوحداتُ مئةً وتسعةً وثمانين هجومًا، استهدفت مواقعَ النظام القمعية.

ثانيا: تمتلك منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، سِجِلًّا حافلًا يمتد ستين عامًا من النضال، ضد دكتاتوريَتَي الشاه والملالي، وتضم آلافَ الكوادرِ المخضرمة.

يُعد معسكر أشرف الثالث في ألبانيا، الذي يضم ثلاثةَ آلاف عضو من مجاهدي خلق، أحدَ المراكزِ الحيوية لهذا التنظيم.

ثالثا: يُعتبر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي يضم أربعَمائةٍ وسبعةً وخمسين عضوًا من توجهات سياسية متنوعة، أكثرَ التحالفات السياسية استقرارًا في تاريخ إيران.

وقد تأسس في طهران عام ألف وتسعمائةٍ وواحد وثمانين، ويملك برامجَ ورؤى واضحةً حول قضايا استقلال القوميات، والمساواةِ بين الشيعة والسنة وسائر الأديان، وحقوقِ المرأةِ وحرياتِها، وفصلِ الدين عن الدولة، وإلغاءِ عقوبة الإعدام، وإقامةِ إيران غيرِ نوويةٍ تنتهج سياسةً داعمةً للسلام في الشرق الأوسط.

مريم رجوي

رابعا: على مدى العقود الأربعة الماضية، نظمت المقاومة الإيرانية أضخم التجمعات للإيرانيين في الخارج، ما يعكس مدى الدعم الذي تحظى به داخل البلاد.

تتمتع المقاومة باستقلال مالي كامل، وتبث برامجها للشعب الإيراني على مدار الساعة عبر قناةٍ تلفزيونيةٍ خاصة.

خامسا: يحظى المجلس الوطنيُ للمقاومة الإيرانية، باعتراف ومصداقية دولية واسعة، إلى جانب الدعم الدولي لبرنامجه المكون من عشر نقاط، لإقامة جمهورية ديمقراطية.

ويشمل هذا الدعمُ بيانات صادرتَن عن أربعةٍ وثلاثين برلمانًا أوروبيًا وأمريكيًا وبعضِ الدول العربية، إضافةً إلى توقيع مئةٍ وسبعةٍ وثلاثين من قادةِ العالم السابقين، وثمانين من الحائزين على جائزة نوبل.

في محاوَلتها لتشويهِ سمعة المعارضة، تسعى وزارةُ المخابرات وحرس النظام إلى الترويج لابن الشاه المخلوع، كبديل سياسي، لكن الشعب الإيراني في انتفاضة عام ألفين واثنين وعشرين، عَبَّرَ بوضوح عن موقفه، حيث هتف في مختلف المدن: لا للدكتاتورية الملالي، ولا للدكتاتورية الشاه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights