أقلام حرة

د. أبو محمود نائل يكتب: معقول.. ما في نصر قريب لغزة؟

عالج القرآن داعية اليأس واستبطاء الفرج في حديث النفس المسلمة، وتكاثر سحب اليأس المحيطة عند الاستيئاس من أمل الخلاص حال الاستضعاف الملازم للجهاد في سبيل الله؛ بأنْ وصف الله الفتح والنصر بأنهما حتميان قريبان.

لتطمئن النفس بعاقبة الفرج في الطريق الصعب الطويل الواجب، وتُقدمَ إقدام طالبٍ الجنة، سلعةَ الله الغالية، والتي لا تنال بغير الثمن الكبير بيعاً للنفس لله في سوق الجهاد المفروض على كُرهِ نفس البعض، واستثقال كُلفته عند بعض آخر فقال الله ﴿إِنَّ اللَّهَ اشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقاتِلونَ في سَبيلِ اللَّهِ فَيَقتُلونَ وَيُقتَلونَ وَعدًا عَلَيهِ حَقًّا فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ وَالقُرآنِ وَمَن أَوفى بِعَهدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاستَبشِروا بِبَيعِكُمُ الَّذي بايَعتُم بِهِ وَذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظيمُ﴾ [التوبة: ١١١]، فالفتح قريبٌ حاصل، والنصر أقرب من مجرد التفكير في وقت نزوله، ذلك لأنه هدية الله الكريم التي لا تتأخر عند حصول مقتضاها، فقال الله تعالى مطمئناً أولياءه المجاهدين وهم يعاينون الخوف والحصار والاستيئاس من نزول النصر، مستبطئين وقت الفتح، بأن النصر أقرب مما تتخيله النفس المستغرقة لحظة الألم والتعب، الحاجبة معنى المعية والنصرة المقتضية لزوم قرب الفرج وانقشاع غمامات اليأس ﴿أَم حَسِبتُم أَن تَدخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمّا يَأتِكُم مَثَلُ الَّذينَ خَلَوا مِن قَبلِكُم مَسَّتهُمُ البَأساءُ وَالضَّرّاءُ وَزُلزِلوا حَتّى يَقولَ الرَّسولُ وَالَّذينَ آمَنوا مَعَهُ مَتى نَصرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصرَ اللَّهِ قَريبٌ﴾ [البقرة: ٢١٤]، بشارةٌ يحملها حملة لواء الجهاد في كل زمن، وفي زماننا سادات الدنيا، ودرة تاج الطائفة المنصورة المؤيدة بالنصر القريب، فهي جارية على لسانهم مستلة من مشكاة النبوة الأولى ﴿وَأُخرى تُحِبّونَها نَصرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتحٌ قَريبٌ وَبَشِّرِ المُؤمِنينَ﴾ [الصف: ١٣].

ألا فاستبشروا بالفتح القريب، والنصر العزيز العجيب، فحاشا سبحانه أن يخذل من انتصر للحرمات، وجاهد لأجل الشريعة والمقدسات.

وإننا والله لنقسم قسم الأبرار، بأن الفتح القريب آتٍ رغم أنف الغزاة الأشرار، والمنافقين الفجار، فمن دخل على العدو باب الإذلال لأجل ظهور الشريعة المحمدية، وتبديد الخرافات الصهيونية  التلمودية، فله نصيب من الفتح الذي حازه صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- في زمن استضعاف الحديبية، حتى بدد الله اليأس المخيم على النفوس المؤمنة المستضعفة وقتها، وواسى غربتها، ووعدها برفع رايتها، وأنهم يطوفون البيت الحرام قريباً مطمئنين، فقال الله رب العالمين ﴿لَقَد رَضِيَ اللَّهُ عَنِ المُؤمِنينَ إِذ يُبايِعونَكَ تَحتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما في قُلوبِهِم فَأَنزَلَ السَّكينَةَ عَلَيهِم وَأَثابَهُم فَتحًا قَريبًا﴾ [الفتح: ١٨] قال الله ﴿لَقَد صَدَقَ اللَّهُ رَسولَهُ الرُّؤيا بِالحَقِّ لَتَدخُلُنَّ المَسجِدَ الحَرامَ إِن شاءَ اللَّهُ آمِنينَ مُحَلِّقينَ رُءوسَكُم وَمُقَصِّرينَ لا تَخافونَ فَعَلِمَ ما لَم تَعلَموا فَجَعَلَ مِن دونِ ذلِكَ فَتحًا قَريبًا﴾ [الفتح: ٢٧].

والله وبالله وتالله لينصرن الله هذه الدعوة، وليرفعن الله ذكرها في العالمين، وليقيلن عثرات أوليائه المجاهدين، وليكونن ذلك قريباً

فاستبشـروا، وأمّلـوا خيراً كبيراً من ربٍّ كريم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights