أقلام حرة

د. أسامة شفيع يكتب: من جليل الفقه!

 قال أبو عبد الله البخاري رضي الله عنه :

 “اعتللت بنيسابور علة خفيفة، وكان ذلك في رمضان، فجاء إسحاق بن راهويه يعودني في نفر من أصحابه، فقال لي: أفطرتَ يا أبا عبدالله؟ فقلت: نعم ، قال: لقد خشيتُ أن تضعف عن قبول الرخصة، فقلت: حدثنا عبدان، عن ابن المبارك، عن ابن جريج، قال: قلت لعطاء: من أي المرض أفطر؟ قال: من أي مرض كان، كما قال الله تعالى: “فمن كان منكم مريضا” ، قال البخاري : و هذا الحديث لم يكن عند إسحاق”.

قلت : والفطر من أي مرض كان مذهبُ ابن سيرين، فقد أفطر لوجع في إصبعه، واستحسنه أبو عبدالله القرطبي صاحب التفسير، وهو -كما مر- اختيار عطاء، والبخاري، وإسحاق رضي الله عن جميعهم، والأمر عند أصحاب المذاهب بخلاف ذلك.

غير أني إنما أردت بجليل الفقه قولَ إسحاق للبخاري رضي الله عنهما: “لقد خشيتُ أن تضعف عن قبول الرخصة”، فجعل النكوص عن قبول الرخصة في موطنها ضعفا، لا ديانة، وقد أذكرني هذا عبارة للشيخ الأكبر -قدس سره- قال فيها: “والأخذ بالرخص في مواطنها صنيع ذوي العزائم”!

فتأمل كيف تنعقد الحقائق واحدة في أفواه الرجال!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى