د. أكرم حجازي يكتب: لا فرق بين وقائع الغثائية ووقائع الإبادة!
فهمنا أنه:
ما من نظام عربي بريء من الدماء وانتهاك الحقوق ومصادرة الحريات، حتى يطالب بالانتصار لغزة؛
وما من نظام عربي إلا وتجاهل أو حرض على المسلمين أو غض الطرف عنهم أو تواطأ عليهم في شتى بقاع الأرض، حتى يرتجي منه نصرة للأمة والدين؛
وما من نظام عربي لم يسخر كل طاقاته للتطبيع مع اليهود إلى حد تبني بعضهم الأطروحة التوراتية وكأنه نظام يهودي، حتى يقال له: أخبرنا من الآخر إن كنت عربيا أو مسلما؛
لكن؛ ماذا عن الأمة ونخبها؟
فأية أمة هذه التي تنتمي إلى الإسلام بمقدار ملياري مسلم ولا يحركها دين ولا مقدسات ولا دماء ولا دموع ولا صراخ ولا أشلاء ولا جوع يهدد حياة 400 ألف، أو أمراض وإعاقات وتداعيات تهدد حياة 600 ألف إنسان بالوفاة خلال عام أو أقل؟
أية أمة هذه التي انشلت أركانها عن بكرة أبيها، في حين يستمر العالم بالتظاهر والاحتجاج اليومي، ويتحين الفرص الإعلامية والسياسية لفضح الإبادة، بينما أمة المليار غارقة في العجز والصمت وكأنها بلا حتى أية مشاعر!!!؟
أية أمة هذه التي غفلت حتى عن دينها في وقت بدأت كل الملل في الأرض تفتح القرآن وتفتش به عن هذا الإله الذي يعبده الفلسطينيون ويعطيهم كل هذه القوة والثبات والرباط رغم الألم الذي لم تعد تطيقه الجمادات!!؟
أية أمة هذه التي استكانت في مرابضها تراقب على الهواء مباشرة، ولأول مرة في التاريخ الإنساني، وقائع أفظع إبادة وصلت صرخاتها إلى كل طفل على وجه الأرض!!!؟
أية أمة هذه التي تراقب ذبح بعضها الواحد تلو الآخر، وجيلا بعد جيل، ولا تنتصر حتى لدمائها التي تنتظر السفك في كل مناسبة لحرية أو حقوق!!!!؟
هل هذه الأمة جديرة بالاستخلاف؟ أم بسفك الدماء والاستبدال؟
إننا نشاهد وقائع الإبادة كما نشاهد تماما وقائع الغثائية لأمة لا يرى فيها أعداؤها إلا قطعان من الحيوانات البشرية!!! فهل يختلف حال النخب عن حال الأمة؟
فها نحن بعد مضي نحو 110 أيام على حرب الإبادة المتوحشة، صار لدينا أكثر من 120 ألف ضحية، ثلثاها من الأطفال والنساء، ومن بينهم:
* مئات العلماء والدعاة، ونحو 1000 مسجد دمرت بكل ما تحتويه من نسخ القرآن والتفاسير.
* مئات الطلبة والأكاديميين والباحثين وأساتذة الجامعات، ومعهم جامعاتهم التي دمرت.
* مئات الصحفيين والمراسلين والإعلاميين ومؤسساتهم وكل محتوياتها.
* مئات الأطباء والممرضين وعمال الصحة وعشرات المستشفيات والمراكز الصحية.
* مئات المهندسين والمعماريين وآلاف العمال.
كل الأمة بكل مكوناتها، إلا من رحم الله، ليسوا سوى نسخة طبق الأصل من النظم. وإلا؛ فأين هي النقابات ومنظمات المجتمع المدني وما يسمى بالنخب!!!؟ هل تواصلت فيما بينها على مستوى الأمة وكل دولة؟ هل تواصلت مع غزة والضفة الغربية وفلسطين 1948؟ هل فكرت في زيارة دول الطوق وإقامة اعتصامات شعبية فيها؟
أفلا تخشون الاستبدال!!!؟ أم تفضلون سفك دماءكم قبل الاستبدال!!!!؟