مقالات

د. أنور الخضري يكتب: المستجير!

من المؤسف أن تتوجه إدارة سوريا الجديدة لزيارة أبوظبي في الوقت الذي تواجه فيه أبوظبي دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية، من قبل حكومة السودان،

وبعد أن ولغت وتورطت في دماء المسلمين في كثير من البلدان العربية والإسلامية،

وباتت تحمل راية العداء للإسلام في المحافل الدولية.

نسيت الإدارة الجديدة أن الإمارات لم تكن في منأى عن التآمر على الثورة السورية، وأنها إحدى ركائز الليكود الصهيوني العامل في المنطقة.

ولعل هناك عدة أجندات للزيارة منها:

١- العمل على تحييد الإمارات عن العداء للإدارة الجديدة، ولكن هل ستقنع الإدارة حكام أبوظبي بما عجز عن إقناعها السابقون في ذلك،

وبأي منطق سوف تلبي الإمارات هذا المطلب للإدارة الجديدة؟

أبمنطق المصالح؟ أَم بمنطق المبادئ؟ أم بمنطق الترغيب؟ أم بمنطق الترهيب؟

وماذا تملك الإدارة الجديدة من أوراق لإغراء حكام أبوظبي؟

وإذا وجد فما هو المقابل وما هي الضمانات التي ستقدمها أبوظبي للإدارة الجديدة؟

٢- الحصول على دعم مالي إماراتي لسوريا، وفتح الاستثمارات أمام حكام أبوظبي في سوريا الجديدة.

وكأن أبوظبي تحمل من النوايا الطيبة والحسنة ما يجعلها جمعية خيرية أو شركة استثمارية ذات بعد اقتصادي مجرد من الأيديولوجيا المتطرفة والمؤامرات الخفية!

٣- أخذ شهادة حسن سيرة وسلوك من نظام أبوظبي (سيء السيرة والسلوك) للوصول إلى المنظومة الدولية

عبر بوابة حكام الإمارات ولوبي التأثير الخاص بهم في الأوساط الغربية.

في كل الأحوال لن تجني إدارة الشرع من الشوك العنب، وكان من المبكر جدا التنكر لدماء الثوار والثورة في خطوة كهذه،

خاصة أن دماء المسلمين في السودان واليمن وليبيا وغيرها لا تزال نازفة بسبب هذا الكيان اللقيط.

ومع تمنياتنا للإدارة الجديدة في سوريا أن تنجح في الخروج بسوريا إلى بر الأمان إلا أننا نتخوف أن يكون الوصول إلى ضفة أخرى لا أمان فيها.

د. أنور الخضري

مدير مركز الجزيرة للدراسات العربية بصنعاء - اليمن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى