الأثنين مايو 20, 2024
بحوث ودراسات

 العدوانية والوحشية والرغبة الجنونية في إشاعة القتل والدمار:

د. إسماعيل علي يكتب: أخلاق اليهود كما ترسمها تعاليم العهد القديم والتلمود

لقد امتلأ التراث الفكري والثقافي المقدس لدى اليهود، بما يجعلهم ذوي سلوك إجرامي لا نظير له في المجتمعات الإنسانية؛ حيث يحضهم دائمًا ويحرضهم على القضاء على غير اليهود، وإشاعة الخراب والدمار في العالم غير اليهودي، دون شفقة أو رحمة، فلا حرمة لحياة غير اليهود- بحسب تعاليم العهد القديم والتلمود- ولا مؤاخذة على اليهودي، ولا لوم عليه فيما يقترفه بحق الأجانب من قتل أو سلب، أو إفساد للحياة والأحياء، بأي طريقة كانت- لأنه بحسب تلك التعاليم- لا أحد جدير بالحياة والاحترام سوى اليهود!!.

يقول زكي شنودة:

“تجري في عروق اليهود مع دمائهم وحشية بشعة شنيعة متأصلة فيهم، متغلغلة في كيانهم، وفي أعماق وجدانهم، وقد كانت هذه الوحشية من أبرز صفاتهم منذ نشأتهم، وظلت تلازمهم في كل أطوار تاريخهم، وفي كل مظاهر حياتهم، فهم تسيطر عليهم على الدوام نزعة عنيفة مخيفة إلى القسوة الجنونية، وولع حقود مضطرم بالقتل والذبح والشنق والخنق والحرق، والرجم والتنكيل والتعذيب، وتقطيع الأوصال وإبادة الناس بالجملة، وإشعال النار في المدن، وإشاعة الدمار في كل مكان يقع في قبضتهم.  لا يعرفون في ذلك رحمة، ولا يدفعهم عنه شعور، ولا يمنعهم عن ارتكابه دين ولا عقيدة، ولا ضمير كأنهم ذئاب جائعة، أو كلاب مسعورة، أو خنازير أصابها الجنون، أو أعماها الغضب، فهي لا تفتأ تنشب أنيابها وتضرب مخالبها في كل ما يصادفها من أحياء، وهي أبدًا لا يروي عطشها غير الدماء.  ولا يشفي غليلها إلا أن ترى الأرض حواليها مفروشة بالجثث والأشلاء”(1).

وهذه الدموية والوحشية المسعورة الكامنة في الشخصية اليهودية عبر التاريخ، وحتى يوم الناس هذا- كما هو واقع حالهم وسلوكهم- تغذيها وتهيجها على الدوام خَلْفية فكرية غزيرة رهيبة، يتربى عليها اليهود جيلاً بعد جيل، بأيدي حاخامات ضلّوا وأضلوا عن سواء السبيل.

وقد طفح العهد القديم والتلمود بالنصوص والتعاليم التي تطلق يد اليهود في القتل والتدمير، ومن ذلك ما يلي:

جاء في سفر التثنية:

“حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح، فإن أجابتك إلى الصلح، وفتحت لك، فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك، وإن لم تسالمك بل عملت معك حربًا فحاصرها، وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة، كل غنيمتها فتغنمها لنفسك، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك، وهكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدًّا التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا، وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبًا فلا تستبق منها نسمة ما. بل تحرِّمها تحريمًا”(2).

وفي سفر يشوع- وهو يحكي الهجوم على مدينة (أريحا):

“وصعد الشعب إلى المدينة، كلُّ رجل مع وجهه وأخذوا المدينة، وحرّموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة، من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف”(3).

أي أنهم قتلوا وأبادوا كل من في المدينة من المخلوقات، فقتلوا الرجال والنساء والأطفال والشيوخ، بل والبهائم من بقر وغنم وحمير بالسيف.

وجاء في نفس السفر- عند الحديث على الهجوم على مدينة (عاي):

“ودخلوا المدينة وأخذوها وأسرعوا وأحرقوا المدينة بالنار.. وضربوهم حتى لم يبق منهم شارد، ولا منفلت، وأما ملك عاي فأمسكوه حيًّا وتقدموا به إلى يشوع، ولما كان انتهى إسرائيل من قتل جميع سكان عاي في الحقل في البريّة؛ حيث لحقوهم وسقطوا جميعًا بحد السيف حتى فنوا، وأن جميع إسرائيل رجعوا إلى عاي وضربوها بحد السيف، فكان جميع الذين سقطوا في ذلك اليوم من رجال ونساء اثني عشر ألفًا جميع أهل عاي، ويشوع لم يَردّ يده التي مدّها بالمزْراق حتى حرّم جميع سكان عاي”(4).

أي أنه لم يتوقف إلا بعد أن أباد أهل المدينة عن بكرة أبيهم.

ويتابع السفر: “لكن البهائم وغنيمة تلك المدينة نهبها إسرائيل لأنفسهم حسب قول الرب الذي أمر به يشوع، وأحرق يشوع عاي وجعلها تلاًّ أبديًّا خرابًا إلى هذا اليوم، وملك عاي علقه على الخشبة إلى وقت المساء وعند غروب الشمس أمر يشوع، فأنزلوا جثته عن الخشبة وطرحوها عند مدخل باب المدينة وأقاموا عليها رجمة حجارة عظيمة إلى هذا اليوم”(5).

ويتكرر هذا المسلك من يشوع- كما يذكر السفر- فيدخل كل مدينة ويقتل ملكها، ويبيد جميع شعبها، وكل نفس بها(6).

بل إن العهد القديم ينسب إلى داود- عليه السلام-، تصرفات وحشية همجية، تشمئز منها النفوس، وتنفطر من هولها القلوب؛ حيث يدّعي أنه كان يقطّع أعداءه بالفؤوس والمناشير، ويلقي بهم في أَتون الآجُرّ، أي: موقد النار الكبير الذي يُلقى فيه الطوب اللَّبِن ليُحرَق!!

وفِعْلُه هذا الذي يزعمون وقوعَه منه- وهو عليه السلام منه براء- هو في نظرهم سلوك يحتذى، وخلق يقتدى به، ولبئس ما يزعمون قبحهم الله.

جاء في سفر صموئيل الثاني:

“فجمع داود كل الشعب وذهب إلى رِبَّةَ(7)، وحاربها وأخذها، وأخذ تاج ملكهم عن رأسه وَوَزْنُهُ وَزْنَة من الذهب مع حجر كريم وكان على رأس داوود، وأخرج غنيمة المدينة كثيرة جدًّا، وأخرج الشَّعب الذي فيها ووضعهم تحت مناشير ونوارج حديدٍ وفؤوس حديدٍ، وأَمَرَّهُم في أَتُون الآجُرِّ، وهكذا صنع بجميع مدن بني عَمُّون، ثم رجع داوود وجميع الشعب إلى أورشليم”(8).

فانظر إلى هذه المرجعية الفكرية الهمجية للشخصية اليهودية، والتي تخلو من أي معنى من معاني الإنسانية والتحضر، وتأمل كيف يكتنفها الحقد الأعمى، ويسيطر عليها تعصب قاتل، وتعطش للدماء ورغبة في الإيذاء والخراب ضد الإنسانية.

ويذكر سفر الملوك الثاني عن أحد ملوك بني إسرائيل واسمه “مَنحيم”، أنه لم يتورع عند إقامة مجازره البشرية عن شق بطون الحوامل، وذلك عندما ضرب مدينة “تَفْصَح”، فيقول السفر:

“حينئذٍ ضرب مَنْحيم تَفْصَح وكل ما بها، وتُخُومَها من يَرْصَة؛ لأنهم لم يفتحوا له، ضربها وشق جميع حواملها”(9).

ومن أراد أن يقف على صور أخرى من رغبة اليهود في المجازر الجماعية لغيرهم، فليقرأ سفر (أستير)، وهي امرأة تسللت بفتنتها وإغرائها إلى قلب إمبراطور الفرس (أحشويروش)، ومن خلال ذلك تمكنت من استصدار أمر من الإمبراطور بتمكين اليهود من قتل عدد من خصومهم، وتمكنوا من إقامة سلسلة من المذابح راح ضحيتها بأيديهم في يوم واحد خمسة وسبعين ألفًا من البشر، وتخليدًا لهذا العمل العظيم- في نظرهم- كان هناك سفر مقدس باسمها ضمن أسفار العهد القديم، كما أنهم لا يزالون يحتفلون بذكرى هذه المذابح من خلال عيد سنوي يسمى “عيد الفوريم” في يومي الرابع عشر والخامس عشر من شهر مارس كلَّ عام(10).

وإذا ما تركنا العهد القديم، ونظرنا في التلمود، فإننا نجد مبادئ وتعاليم لا همَّ لها- شكلاً ومضمونًا- إلا الحض والتشجيع على سفك دماء غير اليهود، والبطش بهم، وإهلاكهم بأي شكل وبأي طريقة.

ويتضح جليًّا من خلالها ذلك: الدورُ الخطير الذي تؤديه في إمداد الشخصية اليهودية بمقومات الشر، وعوامل الفساد والانحراف على الدوام.

وأترك المجال الآن لبعض النصوص التلمودية الخطيرة الخاصة بهذا الشأن، وهي كما يلاحظ القارئ غنية عن التعليقات، حيث تنطق صراحة ودون مواربة بعداوة اليهود للبشر، وإهدار حرمة النفس الإنسانية، ما دام الأمر يتعلق بالأجانب، أي: غير اليهود.

ومن هذه التعاليم والنصوص التلمودية- كما جاء في كتاب “الكنز المرصود في قواعد التلمود”(11)- ما يلي:

غير مصرح للكاهن أن يبارك الشعب باليد التي قتل بها شخصًا ولو حصل القتل خطأ أو ندم الكاهن بعد ذلك.

ولكن قال الحاخام (شار): إنه يمكنه أن يبارك الشعب بتلك اليد إذا كان المقتول غير يهودي ولو حصل القتل بقصد وسبق إصرار.

فينتج من ذلك أن قتل غير اليهودي لا يعدّ جريمة عندهم، بل عمل يرضي الله!!.

وجاء في كتاب (بوليميك): إن لحم الأميين لحم حمير، ونطفتهم نطفة حيوانات غير ناطقة!!، أما اليهود فإنهم تطهروا على طور سيناء، والأجانب تلازمهم النجاسة لثالث درجة من نسلهم، ولذلك أمرنا بإهلاك من كان غير يهودي!!.

ويقول التلمود: “اقتل الصالح من غير الإسرائيليين، ومحرَّمٌ على اليهودي أن ينجي أحدًا من باقي الأمم من هلاك، أو يخرجه من حفرة يقع فيها؛ لأنه بذلك يكون حفظ حياة أحد الوثنيين”.

وجاء في صحيفة أخرى: “إذا وقع أحد الوثنيين في حفرة يلزمك أن تسدها بحجر”.

وزاد الحاخام (رشي): “أنه يلزم عمل الطرق اللازمة لعدم خلاص الوثني المذكور منها”.

وقال (ميمونيد): “الشفقة ممنوعة بالنسبة للوثني، فإذا رأيته واقعًا في نهر، أو مهددًا بخطر، فيحرم عليك أن تنقذه منه؛ لأن السبعة شعوب الذين كانوا في أرض كنعان المراد قتلهم من اليهود لم يُقتَلوا عن آخرهم، بل هرب بعضهم واختلط بباقي أمم الأرض”. ولذلك قال (ميمونيد): “إنه يلزم قتل الأجنبي، لأنه من المحتمل أن يكون من نسل السبعة شعوب(12)،  وعلى اليهودي أن يقتل من تمكن من قتله، فإذا لم يفعل ذلك يخالف الشرع”.

وقال التلمود: إنه جائز قتل من ينكر وجود الله، وإذا رأى أحد اليهود كافرًا في حفرة فعليه ألا يخرجه منها، حتى لو وجد فيها سلمًا يمكن الكافر أن يخرج بواسطته منها وجب على اليهودي نزعه محتجًا بأنه أخرجه حتى لا ينزل عليه قطيعه، وإذا وجد حجرًا بجانب الحفرة وجب عليه وضعه عليها، ويقول: إني أضع هذا الحجر ليمر عليه قطيعي.

وقال التلمود: “من العدل أن يقتل اليهودي بيده كل كافر؛ لأن من يسفك دم الكافر يقرب قربانًا لله”. اهـ.

ثم إن اليهود يعتبرون- كما تملي عليهم كتبهم ومصادرهم المقدسة- أنه من الواجب عليهم أن يقسوا على كل من سواهم، وأن يتجنبوا تمامًا الإشفاق عليهم، وأن يحرصوا على إلحاق الأذى بهم متى كان هذا متاحًا لهم، لأنهم أعداء لهم.

وذكر في التلمود (سنهدرين: 1/92): “غير جائز أن يشفقوا على ذي جِنَّة”!!.

وقال الرابي (جرسون): “ليس من الموافق أن الرجل الصالح تأخذه الشفقة على الشرير”.

وقال الحاخام (أباربانيل): “ليس من العدل أن يشفق الإنسان على أعدائه ويرحمهم”(13).

بل إن الحاخامات اليهود يستبيحون قتل أو ذبح بعض الناس وتصفية دمائهم بطريقة ما، وأخذ هذه الدماء البشرية لاستعمالها في صنع بعض الفطائر، لتؤكل في عيد الفصح وغيره، بدعوى أن تعاليم الدين تقرر هذا.

ومن الحوادث المشهورة في هذا الشأن حادثة قتل القسيس (توما) وخادمه (إبراهيم عمار) في بيروت عام 1255هـ/1840م، وقد اعترف المتورطون في هذه الحادثة- وعلى رأسهم الحاخامات الذين أمروا بذبح الرجلين وتصفية دمائهما- بأن هذا كان لأسباب دينية، حيث يؤخذ الدم لوضعه في الفطير الذي لا يُعطى عادة إلا للأتقياء من اليهود- في زعمهم- وأن هذا الأمر تقرر في “الكنيس” بمعرفة الحاخام، إلى غير ذلك من الاعترافات الخطيرة بهذا الشأن(14).

وهكذا نجد الدور الخطير الذي تلعبه المصادر الفكرية لليهود في إمدادهم بمقومات الانحراف الأخلاقي، وأنها تجعل من سلوك اليهودي تجاه الآخرين سلوكًا غاشمًا عنيفًا متوحشًا، وفاجرًا لئيمًا شريرًا.

—————-

1- المجتمع اليهودي. ص339.

2- الإصحاح 20/10-17.

3- الإصحاح 6/20، 21.

4- الإصحاح 8/19، 22-26.

5- الإصحاح 8/27-29.

6- انظر الإصحاحات 10، 11، 12 من السفر المذكور.

7- رِبَّة: كلمة عبرية وعمونية معناها (كبيرة) وكانت عاصمة أرض بني عمون، واسمها الحديث عمّان، وهي عاصمة الأردن. قاموس الكتاب المقدس ص397. باختصار.

8- الإصحاح 12/29-31.

9- الإصحاح 5/16.

10- راجع: المجتمع اليهودي ص281، 282، وقاموس الكتاب المقدس ص63، 66، 699.

11- ص90، 91 باختصار. وقد جاء نفس المضمون من خلال نصوص موثقة من التلمود، في كتاب “فضح التلمود” ص137-147.

12- يقصدون السبعة شعوب الوثنية التي نهاهم الرب- طبقًا لتعاليم العهد القديم- عن الالتصاق بهم ومصاهرتهم، وقد ورد ذكرهم في أكثر من موضع في العهد القديم، وهم: الحيثيون، والأموريون، والكنعانيون، والفرزيون، والجرجاشيون، والحويون، واليبوسيون.

راجع تفصيلاً لهذا في: المجتمع اليهودي: زكي شنودة ص13 وما بعدها.

13- الكنز المرصود: ص72.

14- انظر تفاصيل الحادثة، والتحقيقات بشأنها كاملة في المرجع السابق القسم الثاني منه ص113- 218 ففيه تفاصيل مروعة.

————–

د. إسماعيل علي

أستاذ ورئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية بكلية أصول الدين والدعوة بالمنصورة- جامعة الأزهر

Please follow and like us:
د. إسماعيل علي
أستاذ الدعوة الإسلامية والأديان جامعة الأزهر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب