د. حلمي الفقي يكتب: وما النصر إلا من عند الله
كتب الدكتور فيصل القاسم علي صفحته على فيسبوك
منشورا يتعارض تماما مع كتاب الله عز وجل، ومع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومع ثوابت ديننا، ومسلمات عقيدتنا، وهذا ما كتبه:
“قال تعالى في كتابه العزيز: “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة”، وهذا هو الشرط والعامل الأول الذي يجب أن توفره قبل مواجهة الأعداء، وإلا فلن تنتصروا في أي معركة، وستذهب ريحكم وأرواحكم وبلادكم سدى.
في حر.ب ووترلو، سأل جندي فرنسي نابليون بونابرت: هل الله معنا نحن الكاثوليك.. أم مع الانجليز البروتستانت، فرد عليه نابليون: “إن الله مع أصحاب المدافع الكبيرة.”
واقول للدكتور فيصل
إن الله تبارك وتعالى يقول:
﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ﴾ [الأنفال: 60]
فهذه الآية تأمر المسلمين أن يعدوا من القوة ما استطاعوا
ولم تأمر المسلمين بأن يعدوا قوة أكبر من قوة عدوهم ولم يأمر المسلمين بأن يكونوا أكثر عتادا وسلاحا من عدوهم
بل الأمر واحد فقط وهو أن يعد المسلمين من القوة ما أمكنهم فقط
وعلى مدار التاريخ كله لم يكن النصر بعدة ولا عتاد
بل كان من عند الله تبارك وتعالى وحده لا شريك له قال تعالى: ﴿وَمَا ٱلنَّصۡرُ إِلَّا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [الأنفال: 10]
ثم يستشهد الدكتور فيصل بكلام نابليون بونابرت
هل يعقل هذا الكلام يا دكتور
إن الله عز وجل يقول: ﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ﴾ [البقرة: 194]
وفي أية أخرى
يقول تبارك وتعالى ﴿إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحۡسِنُونَ﴾ [النحل: 128]
ويقول سبحانه وتعالى ﴿وَأَوۡرَثۡنَا ٱلۡقَوۡمَ ٱلَّذِينَ كَانُواْ يُسۡتَضۡعَفُونَ مَشَٰرِقَ ٱلۡأَرۡضِ وَمَغَٰرِبَهَا ٱلَّتِي بَٰرَكۡنَا فِيهَاۖ وَتَمَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ ٱلۡحُسۡنَىٰ عَلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ بِمَا صَبَرُواْۖ وَدَمَّرۡنَا مَا كَانَ يَصۡنَعُ فِرۡعَوۡنُ وَقَوۡمُهُۥ وَمَا كَانُواْ يَعۡرِشُونَ ١٣٧﴾ [الأعراف: 137]
هذا كلام ربنا في قراننا وهو على العكس تماما من كلام نابليون بونابرت
الذى يقول إن الله مع أصحاب المدافع الكبيرة
إن كلام نابليون بونابرت يعني أن الله مع أمريكا وإسرائيل ضد الفلسطينيين
بالقطع هذا كلام خطأ جملة وتفصيلا بلا أدنى شك
لأن الله تعالى أخبرنا في قرانه الكريم بأنه يمن بنصره على المستضعفين وليس على المتجبرين ولا على المستكبرين قال تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ أَئِمَّةٗ وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَٰرِثِينَ﴾ [القصص: 5]
فربنا معنا وليس مع أصحاب المدافع الكبيرة
وقريبا جدا يفرح المؤمنون بنصر الله
ثم يا دكتور فيصل ألم ترى ما حدث لأمريكا في فيتنام
وما حدث مع طالبان
الم يمرغوا كرامة أمريكا في التراب
وكيف تحررت كل الشعوب من نير الاحتلال
لم تتحرر دولة واحدة من الاحتلال في التاريخ كله بقوة عدة ولا عتاد ولا بقوة ساعد ولا سلاح وإنما تحررت بقوة واحدة فقط هي قوة العقيدة والإيمان.