د. خالد سعيد يكتب: أعلام مظلومون

هناك أمور تاريخية تم «تنميطها» بالاصطلاح الإعلامي، بحيث صارت كالدمغة ولا ينبغي النقاش فيها!

ومنها على سبيل المثال تخوين الشريف حسين ملك الحجاز رحمه الله واتهامه بالعمالة التامة المقصودة، وكذلك الأستاذ جمال الدين الأفغاني، والإمام محمد عبده، والشيخ رشيد رضا وغيرهم، فمن تهم العمالة للانسحاق للغرب لتطويع الدين وغيرها من أمور معروفة.

وهذه التهم لها أصل من أقوال وأفعال وتصورات هؤلاء المجددين، والتي نقلت عنهم أو وجدت في كتبهم، لكنها لم يراعى فيها السياق التاريخي والاستيفاء، والظروف الدينية والسياسية والاجتماعية، وأقوال الخصوم وغيرها من عناصر كفيلة بتأكيد أو نفي تلك المثالب.

وقد كان علماً في نقد هؤلاء ونبش تلك الهنات وتثبيت تلك الوصمات على أولئك الأعلام؛ حضرة الأستاذ أنور الجندي رحمه الله تعالى، وتابعه أكثر من تناول هذه الأمور بعد ذلك.

وكان ذلك في فترات الفورة التي انتعشت فيها الأمة وأصابت وتعثرت في طريق عودتها للأصالة وقد دهست في طريقها بعض روادها، ووجب إعادة الاعتبار إلى أمثال هؤلاء، مع إحسان الظن بهم وفي نياتهم لخدمة هذه ونهضتها، والاستغفار لهم مما أخطأوا فيه.

والواجب إعادة كتابة تاريخ هؤلاء بإحاطة وعلم وعدل، كما لا يكفي لذلك جهد فردي أياً كان، ولو لتناول شخصية واحدة من هذه الشخصيات بالنقد والجرح أو التعديل.

د. خالد سعيد

أحد أبناء الحركة الإسلامية - مصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights