د. خالد سعيد يكتب: أغبياء في كل شيء
بعض الناس أغبياء في كل شيء، فهم في حبهم لشخص أو لشيء عميان لا يميزون مهما رأوا من هنات وفلتات بل وعظائم منكرات؛ تراهم يهتفون لمتبوعم «المحبوب»، ولوكان وجهه بغيضاً أسوداً كوجوه كفار قريش في فيلم فجر الإسلام؛ فإنهم يرونه جميلاً، ولوكان أجهل من دابة أبيه فإنهم يرونه عالماً!
كما أن أولئك أغبياء في عداوتهم كذلك، والتي غالباً ما يكون منشؤها “الحسد”؛ فتراهم لا يذمون أعداءهم بمذمات حقيقية هي فيهم أومن المحتمل أن تكون فيهم، فيجدها الناس فينصرفون عنهم.
لكنهم يعمدون إلى إنكار مآثرهم ومميزاتهم ومواهبهم الحقيقية ولو كانت ظاهرة كعين الشمس، فيقولون هو جاهل رغم كونه عالماً وربما حائزاً على أعلى الدرجات العلمية في عشرات التخصصات، وربما زعموا أنه لا أصل له ولا فصل؛ وهومن أعرق العائلات، أو أنه فقير ومحتاج لغيره ليحركه؛ وربما كان رزقه من أمواله ومواهبه في اليوم الواحد أكثر مما يجنيه أغناهم في بضعة سنوات!
مع أن هذه الأرزاق كلها -العلم والأصل والمال- كلها مما يعرفه المئات والآلاف ممن يعرفون هذا الشخص، وربما الملايين من الناس -إن كان مشهوراً- فهي مما لا يخفي ولا يدعى، وإنما يعد إنكاره استمراراً لعقلية الغباء العمياء، التي تغلق أول ما تغلق عين الفهم، وتخترع الأكاذيب لتصورها حقائق لا يراها غيرهم، وربما تضحك الناس عليهم وهم يحسبوم أنهم يضحكون لهم.
وصدق ابن حزم رحمه الله إذ قال: «فما خفاء العلم على الحمير حجة على أهل العلم” رسائل ابن حزم» (٣/٨٣).
فلا تكن غبياً ولا حماراً